كتب - محي الدين أنور:
أكثر من حادث شهدته مملكة البحرين مؤخراً راح ضحيته عدد من العمال الآسيويين الأبرياء ليس لسبب سوى إقامتهم في مبنى قديم آيل للسقوط، لا يصلح للسكن، ورغم اهتمام الجهات الرسمية بمعالجة هذه العشوائيات، إلا أن التحرك مازال بطيئاً لاتخاذ إجراءات صارمة ضد أصحاب هذه المباني الذين لم يكترثوا باحتمال وقوع كوارث في عقاراتهم.
أثناء جولة الوطن في أحد أحياء المنامة، وجدت 32 عاملاً آسيوياً يتشاركون في دورتي مياه، ويقيمون في 6 غرف بأحد المباني القديمة بالمنامة.
العمال أكدوا في حديثهم لـ(الوطن) أن المبنى يعد من أقدم المناطق في المنامة، وهو آيل للسقوط في أي وقت، ويمثل خطراً على القاطنين فيه.
وقال أحد العمال «نحن لا نعرف مالك المبنى، ولا نعرف كيفية الاتصال به، وهو لم يشترط علينا عدداً للإقامة في هذا المبنى. فهو يكتفي بجمع الإيجار كل شهر.
العمال الآسيويون المقيمون في المبنى يدفعون مبالغ تتراوح بين 40 و50 ديناراً كإيجار للغرفة الواحدة للعامل الواحد، وهم يبينون أن إقامتهم في المبنى الآيل للسقوط، وتكدسهم في مساحاته الضيقة، جاءت لأن أصحاب المباني القديمة فقط هم الذين يقبلون بإقامة العمال الأجانب، في حين أن أصحاب المباني الحديثة يرفضون إقامتهم في مبانيهم وإن كانوا يدفعون الإيجار بانتظام، إضافةً إلى أن أصحاب المباني الجديدة دائماً ما يطلبون مبالغ مرتفعة لا تناسبهم.
اتضح للوطن في جولتها السريعة في أرجاء المبنى الغرف في الطابق الأول هي في حالة يرثى لها، حيث الإضاءة ضعيفة، والسقف مفتوح في جزء منه، وهو ما يكون سبباً لتسرب مياه الأمطار خلال موسم الشتاء، وهو التسرب الذي يجعل المشي في أرجاء الغرف مشكلة بسبب سطحها الرطب، الأمر الذي يهدد سلامة المقيمين في المبنى.
هناك أيضاً موقد صغير في كل طابق يستخدم عادة للطبخ تم وضعه بالقرب من مدخل كل طابق وهو يشكل خطراً على العمال في حالة اندلاع حريق لأنه يعيق عملية الدخول والخروج من المبنى من الداخل، أيضاً بالقرب من المدخل تنتشر عبر الجدار شبكة عشوائية من الأسلاك المكشوفة ولوحة تبديل كهربائية صغيرة تم تعليقها على رف من الملابس. هذا إلى جانب أن استخدام دورات المياه عملية صعبة، حيث تتطلب العملية خفض الرأس جزئياً بسبب السقف المائل المعرض للسقوط في أي وقت.
إن بعض العمال أقاموا في المبنى نفسه لنحو 20 عاماً متواصلة، وهم في حالة خوف منذ فترة طويلة بعد تكرار حوادث العمالة الآسيوية في المباني الآيلة للسقوط، ورغم تحذيرات الجهات الرسمية من خطورة الإقامة في مثل هذه المباني.