كتبت ـ عايدة البلوشي:
حار الناس أين يضعون كتبهم وكراساتهم وأوراقهم؟ البعض اشترى مكتبة وضعها بصدر المجلس، وآخرون دسوها تحت السرر والمناضد والكنبات، وكتب أخرى احتلت أرفف المطابخ وحتى الحمامات.
إيمان محمد 23 سنة ضاقت مكتبتها عن كتبها الكثيرة «لا يمكنني الاستغناء عنها، بدأت مؤخراً بدسها تحت السرير»، بالمقابل ناصر علي لديه قائمة طويلة من الروايات والكراسات الجامعية «لامكان في غرفتي للمكتبة.. جمعت الكتب وخبأتها تحت الدرج».
ليلى أحمد بدأت التخلص من كتبها الزائدة بإهدائها للأصدقاء «باتت تشغل كل فراغات المنزل تحت السلم تحت طاولة الطعام وفوقها، على أرفف الصالة والمجلس والمطبخ والحمام»، وتضيف «لا يمكن أن تتحرك خطوتين دون أن تتعثر بكتاب».
نورة حسن يحب زوجها القراءة والمطالعة، وكتبه تحتل كل زوايا المنزل تقول «كنا نسكن بشقة من غرفتين، وعندما خنقتنا الكتب اخترنا واحدة جديدة بثلاث غرف، وخصصنا غرفة للكتب».
مكتبة تحت السرير
إيمان محمد 23 سنة شغوفة بالقراءة والمطالعة، وتحب خاصة الكتب السياسية والدينية والأدبية والروايات والقصص «هوايتي جمع الكتب بعد قراءتها، أعتبر الكتب شيئاً غالياً من الصعب الاستغناء عنه».
بعد قراءة أي كتاب جديد تضيفه إيمان إلى مكتبتها الصغيرة «عمرها الآن 12 سنة تقريباً، فمذ كنت في السادسة من العمر جمعت المجلات قرأتها واحتفظت بها، وإلى اليوم اقتني كل ما اشتريه من كتب» وتضيف «أصبح المكان ضيقاً.. لا أعرف أين أضع الكتب؟ ولا يمكنني رمي أي كتاب مهما كان قديماً».
خصصت إيمان ركناً خاصاً في غرفتها للمكتبة أخذت حيزاً كبيراً من الغرفة «الآن لا مكان للكتب الجديدة، بدأت أدسها تحت السرير».
أسفل الدرج
ناصر علي تزعجه كثرة الكتب الجامعية «تزيد في كل كورس، خاصة أن كتب الكورس السابق لا يمكن الاستغناء لأنها تحوي معلومات نحتاجها في الفصل الثاني، ومع كل فصل دراسي جديد تزيد الكتب وتبدأ مشكلة المكان».
يحب ناصر قراءة الروايات كثيراً «عندما اشتريها وأقرأها احتفظ بها لعلي أعود مرة أخرى لقراءتها، من هنا زادت عدد الكتب ولا يوجد مكان خاص بها.. غرفتي صغيرة ولا حيز فيها لمكتبة، استغليت أسفل الدرج لوضع الكتب».
نورة حسن يرفض زوجها التخلص من كتبه وتقول «كل أسبوع تقريباً أو أسبوعين يضم إلى المكتبة كتاباً جديداً.. المكتبة كبرت وتوسعت وضاقت علينا الشقة الصغيرة».
نورة في جدل مستمر مع زوجها «أقف حائرة أمام أكداس الكتب المتراكمة، إلى أن غيرنا شقتنا الصغيرة ذات الغرفتين، بواحدة جديدة بثلاث غرف وخصصنا واحدة للكتب والقراءة».
تغزو الحمام والمطبخ
ليلي أحمد تحتفظ ببعض كتبها وتتخلص من البعض الآخر «لدي كتب كثيرة منها روايات ودواوين شعر وغيرها، أحب الاحتفاظ بالكتب المفضلة لدي وأهدي بعضها بعد قراءتها».
والدة ليلى تلح عليها باستمرار للتخلص من الكتب، بعد أن شغلت غرف المنزل جميعها «غزت تحت السلم، تحت الطاولة وفوقها، غرف النوم على أرفف الصالة والمجلس والمطبخ والحمام».
هنا بدأت ليلى بالتفكير في كيفية التخلص من الكتب الزائدة «بدأت بإهدائها لصديقاتي.. للأسف لم تسد لدينا ثقافة إهداء الكتب في المناسبات، وأعتقد أن إهداء الكتب سبيل لنشر الثقافة بين الجميع».