كتب – حذيفة إبراهيم:
قال وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة إن نهج حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى برعاية حقوق الإنسان وإطلاق الحريات ومبادرات العفو والتسامح أهم ركيزة ساعدت في مواجهة الاضطرابات الأمنية الأخيرة في البحرين، مشيراً إلى أن «المملكة واجهت اتهامات منظمات ووسائل إعلام بإجراءات تتسم بالوضوح والشفافية وآخرها تشكيل اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق والعمل على تنفيذ توصياتها .
وأضاف وزير الداخلية، في كلمة له خلال أعمال الملتقى العلمي الثاني للشرطة العربية أمس، أن «التطبيقات العملية التي أنجزتها وزارة الداخلية في مجالات حقوق الإنسان هي تخصيص خط ساخن على مدار الساعة لتلقي الشكاوى والبلاغات، وتكليف باحث قانوني لتلقي شكاوى النـزلاء والنـزيلات، وإبلاغ النزيل بالإجراءات التـي تم اتخاذها بعد دراسة الشكوى».
وأشار إلى أنه «تم إعداد دليل أعضاء قوات الأمن في حقوق الإنسان، إضافة إلى مدونة سلوك الشرطة التـي يتم تعميمها من خلال برنامج تدريبي يشمل الضباط والأفراد من منتسبي وزارة الداخلية، إضافة إلى تنفيذ دورات تدريبية في مجال حقوق الإنسان لمنتسبي الوزارة ، وإدخال حماية حقوق الإنسان كمقرر دراسي للتلاميذ العسكريين بالأكاديمية الملكية للشرطة، ترسيخاً لمفهوم حقوق الإنسان».
وتابع وزير الداخلية أن «انعقاد هذا الملتقى يأتي لمناقشة حقوق الإنسان في إطار تعاليم ديننا الحنيف الذي حفظ حقوق الناس جميعاً، ولم يفرق بينهم، فنحن نعمل في ظل هذا النهج القويم، التزاماً بما نص عليه الدستور البحرينـي والقوانين الناظمة لها»، مضيفاً أن «الأجهزة الأمنية جزء أصيل من هذه البيئة العربية المسلمة، وتحظى بتقدير من الناس على مسلك منتسبيها الاجتماعي وأخلاقهم الحميدة في مجتمعات تتسم بالرحمة والطيبة».
وقال «نحن في البحرين نعتز بأن عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حفظه الله ورعاه قد بدأ برعاية حقوق الإنسان وإطلاق الحريات والمبادرات بالعفو والتسامح، ومراعاة مصلحة الجميع، وقد كان هذا النهج من أهم الركائز التي ساعدتنا في مواجهة الاضطرابات الأمنية وما تعرضنا له من اتهامات من منظمات ووسائل الإعلام، فكانت الإجراءات تتسم بالوضوح والشفافية وآخرها تشكيل اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق والعمل على تنفيذ توصياتها».
وأكد أن «حقوق الإنسان قبل أن تكون مطلباً قانونياً أو سياسياً هي مسلك دينـي وتربوي واجتماعي، يتعلق بحقوق الوالدين وحقوق الجار وحقوق الأبناء وتربيتهم، وهذا الأمر يتطلب تحمل هذه المسؤولية الأبوية ومناصحة الأبناء بضرورة التمسك بقيم الحق والخيـر، حيث إن إعداد النشء الصالح يساعد على بناء المجتمع الصالح». وأوضح أن «وزارة الدّاخلية عملت بالرؤية الملكية السامية لترسيخ مفهوم ومبادئ حقوق الإنسان في مملكة البحرين وتعزيز هذه الحقوق وضمان كرامة الأفراد وحماية الحريات العامة ، حيث قامت الوزارة في عام 1998م بتشكيل لجنة حقوق الإنسان تتولى دراسة المراسلات والحالات والتقارير والمشاركة بحضور الاجتماعات والمؤتمرات المعنية بحقوق الإنسان . كما أنشأت إدارة الشكاوى وحقوق الإنسان في عام 2004م وتم إلحاقها بمكتب المفتش العام ، حيث تلقت هذه الإدارة العديد من الشكاوى ، وتم التعامل معها وفق الضوابط القانونية لتحقيق العدالة».
من جانبه، أكد الشيخ د. صالح بن عبدالله بن حميد المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء وإمام وخطيب المسجد الحرام بالسعودية إن «من مظاهر الرقي الإنساني والتقدم الحضاري هو الاهتمام بحقوق الإنسان، فكلما ظفرت قضية حقوق الإنسان بمزيد من البحث والتفصيل والمتابعة والتطبيق، كان ذلك دليل على الجدية في إعطاء القضية ما تستحقه ، موضحاً أن حقوق الإنسان هي قضية مهمة، لأنها تعني الحفاظ على كرامة الإنسان وتحقيق عبوديته لله عز وجل والعدل والإنصاف والبر والرحمة، وفي المقابل فإن إهمال القضية يعكس الهمجية وموت الضمير الإنساني والتخلف الحضاري».
من جهته، قال الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد علي كومان إنه «لمن دواعي السرور أن ينعقد هذا الملتقى حول تطبيقات حقوق الإنسان في أجهزة الشرطة في مملكة البحرين التي جعلت من احترام حقوق الإنسان بعداً ثابتاً في سياستها الأمنية ومحدداً أساسياً لتعاطيها مع كل القضايا الوطنية، وكان لها الفضل في تعزيز التعاون العربي في هذين المجالين الحيويين، مجال الأمن ومجال حقوق الإنسان، من خلال مبادرات تم اقتراحها في مؤسسات العمل العربي المشترك».
وأضاف أنه «على صعيد حقوق الإنسان يعود إلى البحرين الفضل في اقتراح إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان التي يجري الآن تركيزها في إطار جامعة الدول العربية، وعلى صعيد التعاون الأمني يتم في نطاق مجلسنا حالياً تدارس مشروعين مهمين كلاهما من اقتراح البحرين، هما تشكيل لجنة أمنية عربية عليا، ووضع اتفاقية أمنية بين دول الجامعة العربية».
بدوره، أكد د. عبدالعزيز بن صقر الغامدي رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أن حقوق الإنسان كفلتها الشريعة الإسلامية، ومعظم الأنظمة الوضعية المعنية بحقوق الإنسان، وقد سعت الجامعة من خلالها للاضطلاع بمسؤوليتها من خلال إجراء دراسات الماجستير والدكتوراه، بالإضافة إلى التدريب في هذا المجال، موضحاً أن هذا الملتقى يأتي كثمرة من ثمار العمل الدؤوب للجامعة على هذا الصعيد» .
وانطلقت مساء أمس أعمال الملتقى العلمي الثاني للشرطة العربية تحت عنوان «تطبيقات حقوق الإنسان في الأجهزة الأمنية»، ويعقد بالتعاون بين وزارة الداخلية ممثلةً بالأكاديمية الملكية للشرطة وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
وينعقد المؤتمر على مدى 4 أيام، بمشاركة ممثلي وزارات الداخلية والعدل والإعلام والشؤون الاجتماعية في الدول العربية، وكذلك هيئات حقوق الإنسان والنيابات العامة وعدد من الجهات المعنية بموضوعات الملتقى ومناقشاته، وتنعقد جلساته في أربعة محاور وهي حقوق الإنسان في الأديان السماوية وفي المواثيق الدولية وتطبيقاتها في الأجهزة الأمنية وأخيرا التجارب الأمنية العربية في تطبيق حقوق الإنسان، ويشمل الملتقى جلسات متخصصة، تتناول عدداً من الجوانب المهمة المتعلقة بتطبيقات حقوق الإنسان، من بينها حلقة نقاشية حول الدور الذي يمكن أن يؤديه الإعلام بكافة وسائله في تعميق ثقافة حقوق الإنسان.