قال رئيس تحرير صحيفة "الرياض"، تركي السديري، إن "العالم العربي أهمل الجانب الاقتصادي كثيراً، فهذه القمة الاقتصادية في الرياض هي الثالثة، على الرغم من بدء هذه المساعي في الستينيات من القرن الماضي، ولكن مع الخلافات السياسية الإقليمية لم يكن هناك اتجاه للتوحد الاقتصادي، في الوقت الذي بكرت أوروبا في هذا الاتجاه".
وأضاف السديري في مقابلة عبر الهاتف مع "العربية"، وإذا جئنا للسنوات الأخيرة نجد أن الصين التي لديها أكثر من مليار مواطن ولديها مشاكل فقر كثيرة، ولكن استطاعت دخول المجال الاقتصادي بقوة وكونت دولة حديثة، مشيراً إلى أنه لم يكن هناك مانع لتحقيق مثل هذه الوحدة بين العرب، فالمواطن العربي لم يكن يغنيه أن يتحدث عن خصومه مع قبيلة أو حزب ،فالعالم تعدى هذا الأمر.
وأوضح أن الاقتصاد حالياً متنوع، والسعودية مثلاً دولة بترولية ولكنها لم تكتف بذلك، ولكنها اتجهت لتنويع اتجاهاتها الاقتصادية، لتعطي وضعاً اجتماعياً جديداً، سينعكس بوضوح خلال السنوات المقبلة على تطوير الوضع الاجتماعي بالدرجة الأولى.
وقال "إن كل دولة لها ما يميزها في تخصص اقتصادي معين، وهو ما يفرض التعاون الدولي، وعلى المستوى العربي، هناك تكامل في التخصصات، فهناك دول تتميز في الإنتاج الزراعي، وأخرى في البترولي، وأيضاً في المجال الصناعي، وهناك دول تتوافر فيها العمالة بشكل أكبر بكثير من غيرها، ولذلك فتكامل كل هذه الدول بمقوماتها المتنوعة يجعل هناك إمكانية لإيجاد عالم عربي غني بذاته".
وحول المعوقات التي تقف أمام هذا التكامل، قال السديري، إن أهم هذه المعوقات هو تغذية الخلافات السياسية ورفع شعارات الخلافات السياسية، مشيراً إلى أن الصين اتجهت إلى الشيوعية عندما توقعت أنها ستخلق صيناً جديدة اتجهت إليها، وعندما وجدت أنها لم تحقق لها شيئاً، اتجهت إلى الرأسمالية التي تعتبر الخصم الأول للشيوعية".