أصدر 82 من العلماء والدعاة بمملكة البحرين بياناً استنكروا فيه "العدوان الفرنسي" على مالي.
وذكر العلماء في البيان الذي تلقت "الوطن" نسخة منه اليوم الثلاثاء أنه "منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 ونحن نتابع ببالغ القلق ما يجري لبلداننا العربية والإسلامية الواحدة تلو الأخرى تحت ذريعة الحرب على الإرهاب، هذه الحجة التي باتت مُعدة مسبقًا لتبرير استباحة أي دولة من دولنا العربية والإسلامية، وآخرها العدوان الفرنسي على مالي الذي لم يُخفِ الرئيس الفرنسي أنه يهدف من خلال عدوانه إلى محاربة تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في مالي لتحقيق السلام العالمي، بزعمه" .
وأضاف البيان: "أنه مما يؤسف له أن يأتي هذا العدوان الآثم تحت مظلة مجلس الأمن الذي من المفترض أن يكون حامياً للسلام العالمي - بحسب ما يُدَّعى - ، وبدعمٍ من الدول الكبرى بهذا المجلس ، الأمر الذي يذكرنا بالحقبة البائدة لاحتلال العالم العربي والإسلامي".
وانتقد البيان سياسة الدول الغربية مبيناً أنه "لم تعد سياسة الكيل بمكيالين التي تتعامل بها الدول الغربية ومؤسساتها معنا بخافية على أحد، ففي الوقت الذي تتدخل فيه بمالي تتعامى هذه الدول وتلكم المنظمات تمامًا عن الجرائم اليومية البشعة التي يعاني منها الشعب السوري منذ قرابة السنتين، ناهيك عن حملات الإبادة والتهجير التي تلاقيها الأقلية المسلمة في بورما ( أراكان )".
وقال العلماء في بيانهم "إنه من واجب مسؤوليتنا الدينية فإننا نُدين هذا العدوان الغاشم على إخواننا في مالي والذي يُعتبر تدخلاً سافراً في شؤون الدول الإسلامية، وتعدِّياً لا يمكن السكوت عنه، وندعو الشعب المالي إلى الوقوف صفاً واحداً لصد هذا العدوان عن بلادهم والدفاع عن أعراضهم وأموالهم، ونبشرهم بأن من مات منهم مُقبلاً غير مُدبر مدافعاً بذلك عن دينه ونفسه وعرضه وماله فإنه يكون شهيداً بإذن الله".
وحذر العلماء في بيانهم الدول العربية والإسلامية "من مغبَّةِ معاونة الجيش الفرنسي في حربه لمالي، (..) ومن هنا فإننا ندعو قادة الدول الإسلامية لتحمل مسؤوليتهم تجاه ما يحدث لإخواننا في مالي، انطلاقاً من الأخوة الإيمانية التي تربط بيننا، كما ندعو منظمة التعاون الإسلامي أن يكون لها دورٌ في وقف هذه الحرب الجائرة على إخواننا، والتي تستهدف الشعب المالي الذي يمثل المسلمون منه أكثر من خمس وتسعين بالمائة".
وحث العلماء الأئمة والخطباء والدعاة إلى تعريف الناس بمحنة الشعب المالي ، وواجب المسلم تجاه هذه المحنة، وبيان أهمية مساندة الشعب المالي ودعمهم وإغاثتهم والدعاء لهم بأن يفرج الله عنهم .