باشرت محكمة الجنايات في دبي، أمس، نظر قضية هتك عرض ثلاثة أطفال إماراتيين، من قِبل خادمةٍ فلبينيةٍ ومزارعٍ باكستاني، اعتادا التحرُّش بالأطفال لمدة عامٍ كاملٍ، وطالبت النيابة العامة بإيقاع أشد العقوبات بحق المتهميْن.
وذكرت صحيفة "الإمارات اليوم" اليوم الاربعاء أن المحكمة أجّلت القضية إلى 10 فبراير المقبل، لانتداب محامٍ للدفاع عن المتهميْن.
وبحسب أوراق الإحالة من النيابة إلى محكمة الجنايات، فإن المتهميْن يعملان في منزل ذوي الأطفال، وأنهما انتهزا براءة الأطفال وضعف إدراكهم، وقلة حيلتهم، في هتك عرضهم على مدار عامٍ كامل.
وتعود التفاصيل، وفق تحقيقات النيابة إلى سبتمبر الماضي، عندما كانت والدة الأطفال في منزلها وأخبرتها شقيقة زوجها بأنها عثرت على صورة طفلتها "هند" (سنة واحدة)، محفوظة في هاتف الخادمة، فاستدعت الخادمة واستفسرت منها عن سبب حفظ صورة هند في هاتفها المتحرّك، وطلبت منها أن تعطيها الهاتف، لكن الخادمة رفضت بإصرار، وظهرت عليها علامات الخوف والارتباك.
وذكرت والدة الأطفال في التحقيقات، أن الشك راودها، ولم تستطع النوم في ذلك اليوم، وفي صباح اليوم التالي استدعت ابنها "خليفة" (ستة أعوام)، وحاولت استدراجه فيما اذا كانت المتهمة تتحرّش به جنسياً أم لا، فأخبرها بأن الخادمة كانت تطلب منه ارتكاب سلوكيات لا أخلاقية، لافتةً إلى أن كلام طفلها أصابها بالصدمة، فأبلغت زوجها وتوجّهت معه إلى مركز الشرطة وقدّما بلاغاً بالواقعة.
وأضافت أنها كانت تستدرج أطفالها في الحديث يومياً، وذكر لها "خليفة" أنها اعتادت تصرفات شاذّة معه وشقيقته "روضة" (سبعة أعوام)، كما أخبراها أن المتهمة كانت تُدخل رجلاً إلى غرفة نومها ويقومان بأفعالٍ خادشة للحياء، وكان الأطفال يستجيبون تحت تهديد أعواد الثقاب، إذ هدّدتهم الخادمة بالحرق بأعواد الثقاب، ما جعلهم يلتزمون الصمت طوال سنة تقريباً.
واعتقدت الأم أن الخادمة كانت تأخذ مقابلاً مالياً لاستغلال أبنائها جنسياً، إذ لاحظت وجود مجموعةٍ من الهواتف المتحرّكة لديها وباستفسارها منها عنها أفادت بأنها هدايا سترسلها إلى بلدها.
وقال المجني عليه الطفل "خليفة" أمام النيابة العامة عند سؤاله على سبيل الاستئناس، إن المتهميْن كانا يقومان بأفعالٍ مخلّة بالأدب، موضحاً أنه لم يبلغ والديه بتلك الأفعال خوفاً من الخادمة التي كانت تعتدي عليه بالضرب.
وأكدت الطفلة "روضة" أن المتهميْن كانا يطلبان منها أشياء "عيب"، كما طلبت منها الخادمة خلع ملابسها أمام المزارع، مشيرةً إلى أنها كانت تفعل ما يطلباه منها خوفاً من تهديدات الخادمة.
ورجّح تقريرٌ خاص بشأن الحالة الاجتماعية للطفليْن، أعدّته باحثة اجتماعية، أن الطفليْن تعرّضا للتحرُّش الجنسي من قِبل المتهميْن، ولم يستطيعا الإفصاح عنه بسبب عمريهما الصغيرين، والذي لا يسمح لهما بالتعبير عمّا حدث لهما بطلاقةٍ، وتهديد المتهميْن لهما بالحرق بالثقاب، وشعورهما بالخجل والخوف من العقاب.