أوقفت قناة فضائية رياضية عراقية أحد معلقيها؛ نظرا لإساءته للحكم السعودي خليل الغامدي أثناء قيادته المباراة النهائية لخليجي 21 بين العراق والإمارات في المنامة، وتطاوله عليه بكلمات نابية اعتبرت منافية للسلوك المهني.
ونقلت وكالة فرانس برس اليوم الخميس عن مدير القناة الرياضية العراقية العائدة إلى شبكة الإعلام العراقي حمزة حسين إن إدارة القناة قررت إيقاف المعلق علاء سرحان عن التعليق لعام نظرا للإساءة التي وجهها إلى الحكم السعودي خليل جلال أثناء قيادته المباراة النهائية لخليجي 21 بين العراق والإمارات".
وتوج المنتخب الإماراتي بلقب خليجي 21 بعد فوزه على العراق 2-1 في المباراة النهائية.
وأضاف: "ما بدر من المعلق في تلك المباراة كان يمثل وجهة نظره وليس وجهة نظر القناة أو الإعلام العراقي أو شبكة الإعلام العراقي التي تعود لها القناة الرياضية، لن نقبل بأي سلوك مهني خارج الأطر السليمة".
وتابع: "نحن نحترم جميع الآراء، وعملنا يرتكز على أسس احترام الجميع والابتعاد عن كل ما يخدش من مكانتهم، وما قام به المعلق كان عملا غير صحيح واتخذنا إجراء مناسبا في هذا الشأن وأوقفنا المعلق عن العمل".
ولفت حسين إلى أنه "فور انتهاء المباراة اتخذ قرار إيقاف هذا المعلق بعد التداول مع مدير عام شبكة الإعلام العراقي واعتذرنا أيضا عبر قناة رياضية سعودية متخصصة، لأن قناتنا تتمتع بمساحة كبيرة من الاهتمام والمتابعة، ونحرص أن تكون علاقتنا بالآخرين طيبة ومحترمة".
ويعتقد حسين بأن المعلق كان متأثرا ومتوترا من أجواء المباراة "فانزلق وارتكب تلك الأخطاء والإساءات".
وكان المعلق العراقي علاء سرحان وجه سيلا من الكلمات المسيئة إلى الحكم السعودي تطاول فيها عليه بحدة وبشكل وصف بغير اللائق، لكنه اعتذر لاحقا في اتصال هاتفي مع قناة "لاين سبورت" على الهواء قائلا: "أعترف أني أخطأت"، مؤكدا أن ما حدث "لا يعبر عن رؤى المؤسسة الإعلامية التي يعمل بها ولا قادة العراق".
وأضاف: "أعتذر بدءا لعائلتي ولشعب العراق وللحكم خليل جلال، ولشعب المملكة العربية السعودية، وأتمنى أن تقبلوا اعتذاري".
حقوق الإنسان العراقية: لم يٌعذب سجناء سعوديون بسبب نهائي الخليج
وعلى غير ذي مبعدة من حادثة خسارة "أسود الرافدين" لنهائي خليجي 21، وما ترتب عليه من احتقان بين جماهير سعودية وأخرى عراقية، بادر وزير حقوق الإنسان العراقي محمد شياع في مؤتمر صحافي البارحة الأولى إلى نفي التقارير التي تحدثت أخيراً عن تعرض سجناء سعوديين في العراق للتعذيب والإهانات، إثر خسارة منتخب بلاده، وتحميل الحكم السعودي خليل جلال مسؤولية الهزيمة.
وقال شياع في مؤتمر صحافي في مقر السفارة العراقية في الرياض: "بمجرد سماعنا عن الموضوع اتصلت بوزارة العدل العراقية وتمت زيارة السجون التي ذُكر أن السعوديين تعرضوا لتعذيب فيها ولم تُسّجل هناك أي حالة اعتداء".
وهو القول الذي يتعارض تماماً مع ما قاله رئيس لجنة المعتقلين السعوديين في العراق، ثامر البليهد، قال قبل يومين لـ"قناة العربية" إن 20 سعودياً من السجناء السعوديين في العراق "تعرضوا إلى اعتداءات كبيرة داخل السجون العراقية، بعد فوز الإمارات ببطولة كأس الخليج، وذلك بعد تهديدات بتنفيذ ذلك في حالة خسارة المنتخب العراقي للقب الخليجي، وفي ظل وجود حكم سعودي يدير النهائي".
وأشار البليهد إلى أن المعتقلين السعوديين "تعرَّضوا لأنواع مختلفة من الإهانات والتعذيب بعد خسارة المنتخب العراقي للمباراة النهائية، التي أدارها الحكم السعودي خليل جلال"، مبيناً أن رسائل عديدة وصلته من السجناء قبل بداية المباراة يخبرونه فيها بتلقيهم تهديدات جادة بتعذيبهم في حالة فوز الإمارات.
وبحسب البليهد فإن التعذيب حدث في أكثر من سجن في بغداد، "وشملت أصناف التعذيب الكلبشة الإضافية والقذف والسب في الدين والضرب المبرِّح".