كتب - حسن الستري:قال مدير مدرسة الجابرية الصناعية الثانوية للبنين عيسى نجف إن ميزانية مدرسة صناعية واحدة تعادل ميزانية 15 مدرسة ثانوية، متوقعاً انخفاض هذه النسبة في السنوات المقبلة.وأوضح عيسى نجف، لـ”الوطن”، أن طلاب التعليم الصناعي يشكلون نسبة 30 % من طلاب الثانوية، وأن 20 % منهم هم الذين يدخلون الجامعات، و %60 هم الذين يدخلون الجامعات والمعاهد الصناعية المتخصصة كجامعة بوليتكنك البحرين ومعهد البحرين للتدريب أو يلتحقون بالعمل، ويبقى 20 % هم الذين يتجهون للتلمذة المهنية، وهم أصحاب التحصيل الدراسي الضعيف، أو الذين لم يحالفهم الحظ لإنهاء الشهادة الإعدادية، وفتح لهم العمل في مجال النجارة والسمكرة والصياغة واللحام والإنشاءات، مؤكداً انتهاج سياسة تسويق طلبة التعليم الصناعي لمنع عملهم في وظائف لا علاقة لهم بتخصصهم، خصوصاً مع الكلفة المالية الهائلة لتدريبهم.وقال نجف إن عامل نجاح أي مؤسسة تعليمية، هو وضوح الدور لدر المجتمع المدرسي، وعدم استصغار الأفراد الموجودين والسعي للنمو الشخصي والأكاديمي للمتعلم، موضحاً أن التعليم الصناعي يسعى لأن يكون الخريج قادرا للدخول في متطلبات سوق العمل، ولأجل ذلك لجأت المدرسة لابتعاث الطالب شهر في المرحلة الثانية ومثله في الثالثة للعمل في إحدى الشركات، وهو ما يتطلب عليها مواءمة المناهج مع متطلبات سوق العمل، لكي يشرف وجه المدرسة أمام الشركات، موضحاً أنه في حال تقييم الطالب بمستوى ضعيف من قبل الشركة، فإنه يعاد ابتعاثه مرة أخرى لذات الشركة بعد إعادة تأهيله.وذكر أن مناهج التعليم الصناعي تضم خبرات العمل مع الآخرين وحل المشكلات والجودة في العمل والأمن والسلامة والمشاريع الصغيرة لتتواءم مع متطلبات السوق، موضحاً أن ذلك يحد من عمل الخريجين الذين أنفقت الدولة عليهم آلاف الدنانير في وظائف لا علاقة لهم بدراستهم.وأشاد بتعاون عدد من الشركات في استقطاب الطلبة، موضحا أن الشركات تستقطب الطلبة بأعداد متزايدة سنوياً.ودعا نجف لتعاون بين وزارة الصناعة والتجارة والتربية والتعليم والعمل لوضع خطة لاستقطاب الطلبة الخريجين من التعليم الصناعي، وإحلالهم تدريجياً محل العمالة الأجنبية المنتشرة بسوق العمل، مقترحاً تشجيع الشركات على هذا التوجه عبر تخفيض الرسوم المفروضة عليهم والتكفل بمدة التدريب، والاستفادة من برامج تمكين لتشجيع الخريجين على تبني مشاريع صغيرة تعود بالفائدة عليهم.خريجو «الجابرية» «كاشيرات»قال الطالب (ع، ص) إنه تخرّج من مدرسة الجابرية واضطر للعمل في أمين صندوق “كايشر” في محل للعطورات، موضحاً أنه لم يرَ في الوظائف الشاغرة وظيفة تناسب مؤهله وما تعلمه، وأن ما تعلمه لا يؤهله للعمل في وظيفة متناسبة، وطالب بتطوير التعلم والتركيز على الأمور العملية لجعل الطالب مؤهلاً لدخول العمل بكفاءة عالية.وأشار الطالب (ع، ع)، والمتخرج العام الماضي هو الآخر إلى أن الهيئة التدريسية بمدرسة الجابرية على مستوى عالٍ من التعامل مع الطلبة، إلا أنه اتفق مع زميله في أن ما يتعلموه لا يجعل الطالب مؤهلاً لدخول سوق العمل.وقال “كنت من المتفوقين العام الماضي وأتيحت لي فرصة مواصلة دراستي في جامعة البحرين، ولو لم تتح لي لكنت واحداً من الذين يعملون في خدمة الزبائن أو حارس أمن في إحدى المجمعات التجارية، مؤسف حقاً أن تتعلم أموراً فنية ولا تجد سوق عمل تتقبلك، لذا يجب تطوير التعليم الصناعي لجعل الخريج قادراً على دخول سوق العمل”.المدرس بمدرسة الجابرية (ع،ع) قال في تعليقه على مخرجات التعليم الصناعي “لا يوجد معها ربط بين وزارة التربية والتعليم ووزارة العمل، وهذا ليس مختصاً بالتعليم الصناعي، قد يكون بشكل أبرز فيه، لأن المعروف أن أضعف الطلبة من المرحلة الإعدادية يأتون للصناعي، وهذا لا يعول عليه كثيراً، فالطلبة أتوا ضعافاً جداً ولا يوجد لديهم رغبة للتعلم، فنواجه طلاباً ليسوا معكم فمن الطبيعي أن تكون المخرجات ضعيفة وقس عليها باقي التخصصات”.وتابع “كذلك نظام التلمذة نزل في التعليم الصناعي والتجاري وكل المدارس الصناعية ستكون تلمذة، وهذا بحاجة لتعديل، فهو لا يؤهل الطالب لسوق العمل، ولكن التلمذة أتت من جهات عليا، والمؤسف أن المسؤولين لم ينبهوا تلك الجهات على مساوئه واكتفوا بالإثناء عليه، نظام التلمذة يحاكي مادة واحد، لذا نرى أنه بحاجة لتعديل كثير”.وأضاف “مدير مدرسة الجابرية من أفضل المديرين الذين عملت معهم، فهو يتعامل مع الطلبة في الجانب السلوكي والعلمي، وهناك متابعة وبرامج متواصلة مع الطلبة والمتفوقين للحصول على الدرجات العليا، بطبيعة الحال المدرسة لا تخلو من مشكلات كجلب الهاتف النقال والتدخين، لا أرى سلبيات منفردة بها مدرسة الجابرية وهي لا يوجد بها كل الصلاحيات، أرى بها إيجابيات كثيرة والإدارة تتعامل بجانب تربوي كبير والمدير ليس متزمتاً”.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90