أكد أعضاء في وفد البرلمان الأوروبي الذي زار البحرين مؤخراً أن إصدار البرلمان قراراً تجاه مملكة البحرين دون مراجعة تقرير الوفد ومناقشته لم يكن متوازناً، وقالت رئيسة الوفد اينيس فايدر “كنا نفضل أن تتم مناقشة تقريرنا قبل أي قرار، وما صدر لم يكن متوازناً بالقدر الكافي خلافاً لما كنا نأمله”.
وأكدت إينيس فايدر، لدى استعراضها تقرير وفدها إلى البحرين في الاجتماع مع اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي، أن أعضاء الوفد يعتقدون أن الوضع استقر بدرجة كبيرة في البحرين ولا يمكننا أن نقول إن هناك ثمة مظاهرات حاشدة أو أنه كان هناك عنف واسع النطاق ولكن توجد بعض الحالات الفردية، مشيرة إلى أنه تمت تلبية جميع رغباتنا في الالتقاء بمن نريد بما فيهم ممثلي المعارضة ووسائل الإعلام والمدافعين عن حقوق الإنسان وغيرهم.
ورحبت رئيسة الوفد بتعاون السلطات في مملكة البحرين وبعثة المملكة في بروكسل لترتيب الزيارة والعديد من اللقاءات بالمملكة وشملت الالتقاء بجميع المسؤولين في الحكومة والتي استفاد منها الوفد لتوضيح وتبيان الحقائق في شأن ما يتعلق بالتطورات في البحرين مثنية على شمولية برنامج الزيارة.
وحول تنفيذ توصيات تقرير بسيوني أكدت رئيسة الوفد أن وفدها تقصى عن الكيفية التي يتم بها تنفيذ التوصيات وأنه تم بالفعل تنفيذ أغلب هذه التوصيات على أرض الواقع، وطلب الوفد تاريخاً محدداً لاستكمال تنفيذ تلك التوصيات.
وقالت إنه تم الاستفسار من أعضاء مجلسي الشورى والنواب عن سبب عدم تنفيذ بعض التوصيات الصادرة عن اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق حتى الآن حيث أكدوا أن السلطات البحرينية مستعدة تماماً لتنفيذ هذه التوصيات في المستقبل، مؤكدة أن الوفد لمس وعياً كبيراً بضرورة تنفيذ التوصيات من أجل تحقيق الاستقرار والرخاء في مملكة البحرين على المدى البعيد.
تشدد مواقف المعارضة
وأشارت رئيسة الوفد إينيس فايدر إلى أن مواقف المعارضة تكون في بعض الأحيان متشددة، فيما تعتبر الحكومة أيضاً أن إيران تتدخل في كثير من الأحيان في شؤونها الداخلية، وقالت إن الوفد يعتقد أنه ساهم من خلال زيارته في صدور دعوة عاهل البحرين لاستئناف الحوار.
وقالت إن البحرين رحبت عبر وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بأي مساعدة ممكن أن يقدمها الاتحاد الأوروبي من أجل تطوير النظام القضائي.
وأكدت “أعتقد أن هناك الكثير من الخطوات والتطورات الإيجابية التي اتخذت حتى الآن غير أنه لايزال الكثير من العمل الذي يتعين إنجازه، معبرة عن دعمها لمساعدة مملكة البحرين بما لدينا من خبرة وجهودنا من أجل مستقبل أفضل في مملكة البحرين”.
وقالت إنه تم بذل الكثير من الجهود على صعيد التعديلات التشريعية من أجل معالجة قضايا حرية التعبير وتحديد جرائم التعذيب وتعزيز استقلالية السلطة القضائية وحماية الضحايا واتخاذ الإصلاحات اللازمة الرامية إلى تعزيز حقوق الإنسان.
وبينت بأن الوفد التقى عدداً من السجناء وقد أمضى وقتاً أطول مما طلبه الوفد وهو أمر نقدره لأننا لم نلمس مثل هذا التعاون الذي أبدته السلطات البحرينية في العديد من الدول الأخرى، كما أتيحت لنا فعلاً كي نتحدث مباشرة مع أحد السجناء على انفراد.
وأكدت أن التقرير الذي رفعه الوفد عن زيارته إلى البحرين تضمن 15 صفحة وقد حاول الوفد أن يتوخى أكبر قدر من الموضوعية لدى مناقشة الأوضاع في مملكة البحرين وحرص على أخذ وجهات نظر مختلف الأطراف، مشيرة إلى أن البيان الصحفي الذي أصدره الوفد كان مهماً وسجل العديد من الخطوات الإيجابية كما تضمن العديد من الملاحظات والتوصيات.
قرار استبق نتائج الزيارة
وفي معرض تعليقه على بعض المداخلات أكد سفير مملكة البحرين لدى الاتحاد الأوروبي أحمد الدوسري أن زيارة وفد البرلمان الأوروبي كانت تهدف إلى تعزيز التعاون ما بين البرلمان الأوروبي والحكومة البحرينية، معبراً عن أسفه من إصدار البرلمان لقرار استبق نتائج زيارة الوفد إلى مملكة البحرين.
وتساءل السفير عن توقيت إصدار القرار الأخير من قبل البرلمان الأوروبي بشأن البحرين قبل مناقشة نتائج الزيارة الأخيرة للوفد البرلماني حيث قفز البرلمان إلى إصدار القرار قبل خطوة مناقشة التقرير مشيراً بأن التفسير الوحيد هو محاولة بعض الأطراف استباق مناقشة التقرير لأغلاق باب التعاون بين الجانبين. مؤكداً على ترك باب التعاون مفتوحاً لجميع أعضاء البرلمان دون استثناء.
من جانبها عبرت آنا كارين كروكستاد ممثلة الاتحاد الأوروبي عن سعادتها بدعوة ملك مملكة البحرين لاستئناف الحوار الوطني، مشيرة إلى أن البرلمان الأوروبي ظل يهيب بكل الأطراف في مملكة البحرين إلى العمل على تهيئة الظروف الملائمة من أجل إعداد الأرضية اللازمة لإنجاح الحوار الوطني والاتفاق على الإصلاحات المأمولة.
وقالت إن الاتحاد الأوروبي يقوم حالياً بالعمل على برنامج تدريبي بالتعاون مع السلطات البحرينية تماشياً مع توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق لتدريب القضاة.
وفي مداخلة له قال لاسزلو توكس إنه لم يكن توقيت إصدار قرار البرلمان الأوروبي ملائماً وكان من المهم أن لا يتزامن القرار قبل مناقشة التقرير.
كما قال النائب تشارلز تانوك إن البحرين دولة صغيرة تواجه الكثير من التحديات وهي تسعى جاهدة للحفاظ على نظامها الملكي الدستوري وتحمي مجتمعها القائم على التنوع والتعددية الإثنية والعقائدية.
وأكد في مداخلة له خلال الاجتماع أن مملكة البحرين تواجه أيضاً التدخلات السافرة من إيران المجاورة والتي تريد إقامة دولة على نفس الجمهورية الإسلامية كما إنها تدعي سيادتها على أرض مملكة البحرين. كما جرى خلال الاجتماع مناقشة عدد من الملفات وإبداء الملاحظات والتوصيات بشأنها وخصوصاً في المجالات الحقوقية والقانونية ومجالات تعزيز التعاون ودعم جهود مملكة البحرين في تطوير كوادرها في بعض المجالات.