كتب – محمد خليفات:
شهدت التجارة الإلكترونية بالآونة الأخيرة تطوراً ملحوظاً بنسبة 300% للعام 2012 مقارنةً بالعام الذي قبلها، وذلك يرجع إلى النمو الهائل والانتشار الواسع الذي شهدته شبكة الإنترنت باستخداماتها المتنوعة والتي أصبحت ضرورة من ضروريات الحياة، بدأت المملكة بالتركيز على الدور الفعال التي تلعبه التجارة الإلكترونية وتكنولوجيا المعلومات منذ العام 1999م، ولعل نقطة البداية أتت بعد إنشاء إدارة التجارة الإلكترونية وتكنولوجيا المعلومات بوزارة الصناعة والتجارة في العام 2004م.
وكانت قد أقامت إدارة التجارة الإلكترونية وتكنولوجيا المعلومات منذ تأسيسها على فكرة جوهرية لدعم وتعزيز البنى التحتية للتجارة الإلكترونية وتكنولوجيا المعلومات بالمملكة، لهدف تشجيع ومساعدة الأفراد والمؤسسسات الحكومية، بحيث باستطاعتها استخدام تقنيات الاتصال المباشر لإنجاز المعاملات اليومية بصورة آمنة وسريعة وبكلفة قليلة عبر الإنترنت.
حيث إن العديد من الأفراد والشركات بالوقت الحاظر تستخدم الشبكة العنكبوتية للترويج عن منتجاتها، بالإضافة إلى عمليات الشراء التجارية، في الوقت الذي تعتبر التجارة الإلكترونية فرصة ذهبية للمملكة لعدة أسباب أهمها: الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به المملكة مما يجعلها بوابة للأسواق العالمية، كما إن طبيعة الاقتصاد الحر الذي تحظى به المملكة يشد الانتباه إليها وجذب العديد من الفرص الاستثمارية، بالإضافة إلى امتلاك المملكة أحدث أنظمة الاتصالات الرقمية وأكثرها تقدماً بالمنطقة. ومن المراكز المرموقة التي حظيت بها المملكة خلال مسيرتها العريقة بمجال التجارة الإلكترونية، أنها حازت على المرتبة الأولى على مستوى المنطقة طبقاً لمؤشر التقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات الصادر عن المنتدى للاقتصاد العالمي عام 2012، كما إن الحكومة الإلكترونية للمملكة أحرزت المرتبة الـ36 عالمياً وذلك حسب نتائج تقرير الأمم المتحدة لجاهزية الحكومة الإلكترونية 2012. واستضافت المملكة خلال شهر ديسمبر الماضي المؤتمر السنوي الخليجي السادس للتجارة الإلكترونية تحت شعار “ التكامل الإلكتروني لتسهيل الإجراءات في القطاع العام والقطاع الخاص”، بمشاركة من متخذي القرار والمتخصصين في المعلوماتية و أكاديميين من البحرين خبراء من دول مجلس التعاون الخليجي، ومن غرفة تجارة و صناعة البحرين و برعاية الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات بدولة الكويت.
وأشار المنتدى الخليجي للتجارة الإلكترونية، إن التجارة الإلكترونية بمنطقة الخليج ارتفعت بنسبة 300% في 2012 مقارنةً بالعام الماضي، موضحاً أن الاقتصاد المعرفي عزز نمو القطاعات الإلكترونية وتنمية الموارد البشرية.
وبين أن دعـم الاقتصاد القائم على المعرفة يعتبر ركناً أساسياً من أركان التحول المعرفي فكرة الحكومة الإلكترونية والتي تزداد قبولاً لدى الكثير من المسؤولين والمهتمين في الدول المتقدمة”.
ومن جهته قال القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لغرفة تجارة وصناعة البحرين خلال المنتدى، عثمان شريف إن التجارة الإلكترونية حققت نمواً متسارعاً في منطقة الخليج خلال الحقبة الحالية ليتجاوز حجمها 100 مليون دولار خلال العام الجاري وفقاً لآخر الدراسات المتخصصة».
ولفت شريف إلى أن تطوير البنية التحتية للتجارة الإلكترونية تتطلب الاستمرار في صيغ التعاون الخليجي المشترك والتعاون بين القطاعين الخاص والعام لتهيئة إجراءات أكثر سلاسة، وتوفير خطط شاملة لنشر مفهوم التجارة الإلكترونية لدخول مختلف الأسواق”.
ويشار إلى أن التجارة الإلكترونية في المملكة تنمو بشكل متسارع؛ إذ بلغت نسبة النمو إلى ما يقارب 60% خلال العام 2008-2009.