كتبت ـ عايدة البلوشي:يقال “المنازل أسرار” ولكنها عند الأطفال ليست كذلك..!، ما يدور في المنزل يتناقله الجيران، وقصص الخلافات الزوجية تلوكها ألسن المعلمات بالمدرسة، أي ببساطة المنازل لم تعد صناديق مغلقة..!.ريم طفلة في الخامسة، تنقل يومياً أخبار أسرتها للجيران وبالعكس، والدتها أعيتها الحيلة لإقناعها بالامتناع عن نقل أسرار الأسرة دون جدوى.نورة عبدالرحمن ينقل طفلها للمدرسة كل ما يقال ولا يقال “أخيراً نبهتني المعلمة ألا أذيع سراً أمامه”، عائشة صلاح سبب لها طفلها ذي الست سنوات الكثير من الإحراج لإذاعته الأسرار أمام أي كان.“س . م” بلغ ابنها من العمر 7 سنوات تقول “ظل ينقل خلافاتنا مع زوجي للمدرسة والجيران حتى انفصلنا” وتضيف “الآن ينقل أسراري لأبيه وينقل أسرار والده إلي”. المنازل أسرار “ريم” طفلة في الخامسة من العمر، اعتادت الذهاب إلى بيت الجيران المكون من زوج وزوجة وتعتبره بيتها الثاني، وهي شديدة التعلق بالزوجين، فهم ليس لديهم أبناء رغم مرور 10 سنوات على زواجهم، لذلك يحبونها كثيراً.تتحدث ريم بعفوية وبراءة عن كل ما يخطر ببالها، تنقل ما تراه في محيط الأسرة إلى بيت الجيران، وتذيع ما يدور في بيت الجيران في منزلها، وكل ذلك دون قصد بإفشاء الأسرار.تقول والدتها “ما يدور في البيت يعلمه الجيران حتماً بوجود ريم، ما سبب لنا الكثير من المشكلات والإحراج”، وتضيف “ريم تتحدث عما تراه أمام الجميع.. في التجمعات العائلية تكون المتحدثة الصغيرة والجميع يستمع لها ولحديثها الطفولي البريء”.وتسرد الأم حادثة سببها لسان طفلتها ريم “في إحدى المرات قررنا شراء هدية لابنة أختي بمناسبة عيد ميلادها، ناقشنا الأمر مطولاً، وفي النهاية ألغينا الفكرة لمحدودية الميزانية، ريم ببراءة نقلت الحديث إلى الجيران وهم بدورهم ساعدونا في شراء الهدية.. كان الموقف محرجاً لن أنساه..!”.ما جاوز الإثنين شاع“ابني يفشي أسرار الأسرة أمام مدرسته وزملائه” تقول نورة عبدالرحمن وتضيف “ما يدور في البيت تكون المعلمة وأصدقاء ابني في المدرسة على علم به، لا يفوت فرصة الحديث عما يحصل في المنزل”.حاولت نورة أن تفهم طفلها أن سلوكه هذا غير جائز دون نتيجة “أخيراً نبهتني معلمته ألا أذيع أمامه سراً.. المعلمة قالت أيضاً إنه مازال صغيراً، ولا يفرق بين ما يمكن أن يقال وما يعد سراً”. عائشة صلاح ابنها يبلغ من العمر 6 سنوات، كثيراً ما تغضب منه لإفشائه الأسرار “أنصحه دوماً بعدم الحديث عن موضوع معين أو موقف حصل بالمنزل، إلا أنه سرعان ما ينقل ما حصل للأهل والأصدقاء والجيران”.يسبب طفل عائشة الكثير من المشاكل “من جملة المواقف التي كان طفلي بطلها.. الأسبوع الماضي هيأت مفاجأة لوالده في عيد ميلاده، اشتريت كيكة وهدية بسيطة، يوسف حرق المفاجأة وحدث والده عنها، زوجي تصرف وكأنه فوجئ فعلاً، بعد أسبوع أخبرني أن طفلنا الثرثار أخبره القصة كاملة غير منقوصة..!”. وتتحدث “س . م” عن طفلها البالغ من العمر 7 سنوات وهو مازال يفشي أسرار المنزل أمام الجميع “العادة لم تأتِ من فراغ، وسببها الخلافات والمشاكل العائلية مع والده، ما دفعه للحديث عنها أمام الآخرين”.بعد انفصال “س . م” عن زوجها مايزال ابنها على سيرته القديمة لا يمسك عن حديث “يتحدث عن كل شيء أمام الآخرين، كثيراً ما أتضايق وأعود وأنسى الموضوع.. عندما يذهب لزيارة والده يتحدث عني وعما يحصل في المنزل، عند عودته ودون أية مقدمات يفشي أسرار والده كاملة..!”.