لعقود طويلة من الزمان، يعلم الأطباء أن التقدم في العمر مرتبط بأعراض الشيخوخة الدماغية التي من أبرزها فقدان الذاكرة والمعلومات المكتسبة حديثاً، لكنهم لم يعلموا ما السبب في ذلك، وهذا ما كشفت عنه دراسة أمريكية جديدة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن "زيادة فرص تعرض الشخص للشيخوخة الدماغية وفقدان الذاكرة مرتبط بصورة كبيرة بكثرة ساعات النوم للشخص ذاته".
وأشارت الدراسة الأمريكية إلى أنها اكتشفت أن "كثرة ساعات النوم تحدث تغييرات هيكلية في الدماغ مع مرور الوقت، وتضغط على الفص الجبهي الأمامي للمخ، وهي المنطقة المسؤولة عن الذاكرة، ومع التقدم في السن تضعف قدرة هذا المركز على تخزين المعلومات والذكريات على المدى الطويل".
البحث التجريبي الجديد أجراه باحثون في جامعة كاليفورنيا على 19 شخصاً ممن هم في سن التقاعد، و18 شاباً في سن العشرين من عمرهم؛ لدراسة الفروق بينهم، ووجد أن الفئة الأكبر سناً تفوق في نسيان الذكريات بنسبة 25% حينما يتم الضغط على الفص الجبهي للمخ.
لكن الأطباء أكدوا أنهم لم يتمكنوا بعد من عكس التغييرات الهيكلية التي تحدث مع تقدم السن وطريقة النوم، كل ما تمكنوا منه هو وضع أقطاب كهربائية على الفص الجبهي لعدد من كبار السن بحيث تسري موجات لطيفة بطيئة خلال نومهم، وبالفعل حسَّنت من ساعات نومهم، ومن ذاكرتهم أيضاً.
وقالت كين بولر أستاذة علم النفس ومديرة برنامج علم الأعصاب الإدراكي: "إنه بحث مقنع بصورة كبيرة، ولكنه لم يظهر لنا أي رابط بين ساعات النوم القليلة جداً وبين أداء الذاكرة، وعليهم أن يعملوا على تلك الفرضية أيضاً".