عن أبي عبد السلام ، عن ثوبان ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : " بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن " ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : " حبُ الدنيا ، وكراهية الموت " .
حقاً ، فها هي التحديات تحيط بأمتنا من كل حدب ، وصوب ، تحدياتٌ كثيرةٌ لا يمكن الاستهانة بها ، تحدياتٌ جعلتنا نتبعُ ، ولا نقود ، ونستهلكُ ، ولا ننتج ، تحديات جعلت الكثير من شبابنا عجينا ! ، نزعت عن رؤوسهم تاجَ الأخلاق ، واستبدلتهُ بطوقِ التبعية ، هم (الغرب ) يتقدمون ، ونحن في تراجع ، بذلوا في سبيل ذلك ما يستطيعون ، وما زالوا ، فها هو إعلامهم قد سيطر على فكر معظمنا ، جعلوا من إعلامهم ( ريموت كنترول ) يتحكمون به بعقولنا ، وبأفعالنا ، صرفونا عن أهدافنا التي خلقنا من أجلها ، صرفونا عن قيمنا ، ومبادئنا التي ربانا عليها ديننا ، وها هم الآن يحاولونَ القضاءَ على تاريخنا ، ولغتنا العربية ، يشكلوننا كما يريدون ،ونحن لا نتحرك ! ، يستهزئونَ بديننا ، و أفواهنا لا تنطق ! ، وما زالوا هؤلاء يواجهوننا ، محاولين النيل من وحدتنا ، وقوتنا ، فبدأوا بإثارة المشاكل بيننا ، محاولين تفريقنا ، بل نجحوا في ذلك !! . إلى متى سنظل نراقب ؟ ، إلى متى سنظل صامتين ؟ ، ماذا ننتظر ؟ .
و مع هذا الواقع المؤسف فنحن كمسلمون لا نعرف اليأس ، قال تعالى: {إنه لا ييأس من رَوْح الله إلا القوم الكافرون}( سورة يوسف: [ الآية: 87 ].) ، فهيا لنتعاون جميعا لننطلق من القاع إلى القمة ، كل منا مسئول عن هذا المواقع المؤلم ، فلنبدأ من الآن ، ولنغير من أنفسنا ، ولنتفوق ، ونبدع واضعين نصب أعيننا أهدافا عظيمة نعمل جاهدين على تحقيقها ، متذكرين قوله تعالى : ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11] ، نحن بإذن الله سننتصر لأن الله مولانا ، أما الكافرين فلا مولى لهم ، اللهم انصرنا على أعدائنا وردنا إلى الإسلام رداً جميلا .