قال الناقد "عبدالرحمن الناصر" أن الفنان راشد الماجد عاد إلى هوايته في استغلال الموروث والاستيلاء على جهد المبدعين الأوائل دون وجه حق، حيث قام في ألبومه الجديد بالسطو على لحن قدمه الفنان عبدالله الصريخ في منتصف الستينيات الميلادية باسم «سافر بأمان الله..لا تطول الغيبة» ليعيد الماجد تقديم نفس اللحن بتوزيع موسيقي في أغنية «يا قلبي» ضمن ألبومه الجديد وسجّلها باسم الملحن البحريني أحمد الهرمي والذي لم نعتد منه تقديم مثل هذه النوعية من الألحان الشعبية السعودية.
وللأسف إن هذه الحالة تكررت من الماجد كثيراً في عدة ألبومات سابقة، منذ بداية ظهوره في منتصف الثمانينيات وحتى اليوم. وإذا تتبعنا مسيرة الماجد.. سنجد استغلاله لهذا الموروث الفني بشكل قد ساعده في تقديم نفسه بداية بأغنية(البارحة يوم الخلايق)ونسبها للفلكور متجاهلاً تاريخ ملحنها الراحل بشير حمد شنان.
ولم ينته «السلب» والاستيلاء على جهود رواد الفن الشعبي إلى هذا الحد، بحسب جريدة "الرياض"، بل عاد لنفس الأسلوب والطريقة في أغنية «ابشر من عيوني» وقدمها في بداية التسعينيات، عبر ألبوم يحمل نفس الاسم، وهي للفنان الراحل فهد بن سعيد حيث استغل الماجد اعتزال أسطورة الفن الشعبي حينها وقدمها بشكل جديد.
في ألبوم «الحل الصعب - 2005» قدم الماجد أغنيتين معروفتين لجميع متذوقي الفن الأصيل ويحفظونهما عن ظهر قلب؛ هما أغنية «يا سلام ويا سلام الله» للشاعر الراحل سليمان بن شريم وألحان وغناء حمد الطيار والتي قدمها أولاً مع فرقة إذاعة الرياض ثم عاد وقدمها عبر شاشة القناة السعودية الأولى في العام 1981. في الطبعة الأولى لألبوم الماجد «الحل الصعب» كانت هذه الأغنية مدونة كفلكلور سعودي قبل أن يتهمه المطرب الراحل حمد الطيار بالسطو على أغنيته المشهورة (يا سلام ويا سلام الله).
وقال الطيار حينها لـ«جريدة الرياض»: «استغربت كثيراً مما فعله راشد، لقد استولى على أغنيتي التي يعرفها الكثير من المستمعين في الخليج، لكن الماجد نسبها إلى (الفلكلور) بطريقة فنية غير لائقة، وهذا تجن على الواقع والحقيقة، ولا أقول إلا الله يسامحه، لم يكلف نفسه بالسؤال عن مصدر وتاريخ وصاحب الأغنية حتى لا يهضم حق أحد من الناحية الأدبية والفكرية «. وأشار الطيار إلى أن الفلكلور في العرف الفني هو العمل الغنائي الذي لا يعرف مصدره.
في هذا الألبوم أيضاً قدم الماجد أغنية «عفناك» بكلمات قديمة طوّرها مبارك الحديبي، وألحان طلال مداح، وهي أصلا أغنية ً للفنان حمدي سعد «مشكور يااللي بالمحبة» والذي كان ينوي إعادة غنائها عبر شركة فنون الجزيرة إلا أن المشروع ألغي، ليأخذها الماجد بنفسه ويعيد تقديمها من جديد باسم «عفناك» بينما الاسم الأصلي لها هو «مشكور يااللي بالمحبة» من كلمات الممثل السعودي حمد المزيني وقدمها حمدي عام 1969م.
ويضاف إلى ذلك غناء الماجد لأغنية «خلاص من حبكم» في ألبوم «جلسات وناسة الأول» واضعاً اسم فهد بن سعيد كملحن لها ومتجاهلاً بذلك اسم ملحنها ومبدعها عبدالله السلوم الذي تحدث حينها ل «الرياض» مؤكداً أن الماجد يعرف أنه ملحنها وتعمّد تجاهل اسمه.
لهذا كله نسأل: متى يتوقف استغلال راشد الماجد للروائع الشعبية؟ وهل نطلب المستحيل إذا تمنينا منه أن يحترم الجمهور ويعلن صراحة أنه اقتبس هذا اللحن أو ذاك من أغنية شعبية مشهورة أبدعها أحد الرواد المنسيين؟