كتب ـ علي الشرقاوي:
عرفنا الورد قبل أن نراه وشممنا عطره قبل أن نلمسه، الورد الأحمر أو كما نسميه في البحرين «المحمدي»، ربما لقوة رائحته التي تدخل القلب أسموه على اسم النبي الأعظم، ربما لأنه يعطي الأمل والطاقة والأمل والهدوء النفسي عشقه الإنسان.
جمال الورد.. رائحته.. ليونته.. نداوته ورقته، كل هذا جعل شعراء العالم، والفنانين التشكيلين والمغنين، يحاولون أن يحولوه إلى رمز لحبيبة لأم لوطن لكون.
عاشرنا الورد، تنفسنا رائحة لا تنسى، شربنا لوناً يشبه حركة الخلايا، وأيضاً عرفنا ألم الشوكة كتعبير عن مقاومة الورد لمن يحاول سرقتها من سرير الغصن.
نحاول أن نتعرف على شيء من مكانة الورد عند الملحنين البحرينيين ممن عشقوا الورد، فأصبح جزءاً من روحهم ووجدانهم.
عشقنا الورد عبر كلمات الأغنية الشعبية:
عمي يا بياع الورد/ عمي يا بياع الورد/ قلي الورد بيش زد قلي
بعد هذه الأغنية عرفنا الورد من خلال بائع الخضروات الموسمية وهو يدور على الفرجان ويبيع الأرويد «الفجل» والبربير والبقل، والمشموم والورد وهو في حالة التفتح، كان يبيعه مشكوكاً في خيط من سعف النخيل، تضعه المرأة حول عنقها، أو يطلب بكثرة من الخضّار في الأعراس.
ونحن في صفوف المرحلة الابتدائية، ومن خلال الرحلات كنا نردد بشكل جماعي ونحن ذاهبون أو عائدون من الكشتات «الرحلات» المدرسية أو الفرجان.. دريورنا «سائق الباص» مثل الورد
عسى يوصلنا ويرد
في أوائل الستينات سمعنا أغنية الوردة الحمرة على صدر السمرة للفنان يوسف مشائي
الوردة الحمرة/ على صدر السمرة/ يا سلام يا سلام
في السبعينات سمع كلنا أغنية يا الزينة، وتحولت إلى واحدة من أهم الأغاني الوطنية، رددناها ومازلنا نرددها في كل المناسبات، وهي من كلمات الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة وألحان وغناء الفنان أحمد الجميري.
يا الزينة ذكريني لي غيبتني بحور/ وبشوق ناديني يمكن الدنيا تدور/ وآرد ويا الصيف ولا الشتا لي رد/ ولا مع الأشواق وقت الربيع والورد
الفنان الراحل علي بحر أبدع في أغنية «يمه ورده»، ترددت على لسان كل بحريني يحب أمه ويذوب في عشقها.
يمه وردة والله وردة ترتوي من شقا الدنيا/ من عينج والله عينج ترتوين إن شاء الله/ يا جنة ما بعد جنة يا حب ما بعدج حب يا روح ما بعدج روح/ أنتِ يا يمه وردة وأنتِ مكنونه بالقلوب وأنتِ مكنونه بالقلوب
قدوتنا مرسومة في كل الدروب/ قدوتنا مرسومة في كل الدروب/ يمه وردة والله وردة ترتوي من شقا الدنيا/ من عينج والله عينج ترتوين إن شاء الله في الجنة.
للفنان خالد الشيخ عدة أغانٍ من كلمات علي الشرقاوي وفتحية عجلان يقول مطلعها:
الوردة ولهانة عليك/ والكلمة ولهانة عليك/ والسكة ولهانة/ يا طير يا ضايع في الزمن/ تقصّيت الخبر عنك.. وعاتبتك عدد مرات/ ومن عقب العتاب أعود..
تصور عاد أنا اللي أعتب.. تصور عاد أنا اللي أموت
إضافة إلى أغنية يا محمدي وتقول كلماتها
يا محمدي.. يا محمدي..
يا كل خلية في يسدي..
من شوقتك بعد التعب.. روحي من أول تبتدي
يمكن يكون لونك حزن
يمكن يكون صمتك كلام
قلبي عليك لما تغيب
قلبي عليك لما تنام
مهما تعيش بين الظلام
أنت القمر يا محمدي
….
طيفك معاي مثل الفرح
مثل الشعور مثل الخيال
اللي بهواك مرة انجرح
يقدر يشيل حتى الجبال
لف الزمان روح وتعال
أنا انتظر يا محمدي
وللفنان إبراهيم راشد الدوسري عدة أغانٍ لحنها وغناها، منها الورد يغني والطير يغني، وأغنية رقصة ناي من كلمات الشاعر بدر الدوسري وغناء يوسف شريف منها هذا المقطع.. حبيبتي يا وردة سنيني.
الورد كنبات ومصطلح في تجربة الأغنية البحرينية مر بالكثير من التحولات، من الورد العادي عند يوسف مشائي، إلى رمز للوجود والعودة والهناء بين الأهل عند أحمد الجميري، إلى رمز وقناع عند خالد الشيخ.