شنّ بعض المحامين المصريين هجمة شرسة على الدراما التركية، واتهموها بالتسبب في إفساد الأخلاق وانتشار الفسق في الشارع المصري، كما ادعوا أنها وراء طلاق الكثيرات من الزوجات المصريات الباحثات عن كريم ومهند ومراد.
وأوضح المحامي المصري عبدالحميد شعلان لـ"العربية.نت" أن الإقبال غير العادي من المشاهد المصري على الدراما التركية في السنوات الأخيرة دفعه لمشاهدة هذه الأعمال، فوجد، على حد قوله، ما يشبه الإباحية في المشاهد.
وأضاف أن وسامة نجوم تركيا، مثل كريم ومراد ومهند وغيرهم دفعت النساء المصريات لعمل مقارنة بينهم وبين أزواجهن ليس في الجانب الشكلي فقط بل في الجانب الرومانسي أيضاً، مما ساهم في وقوع خلافات وحالات طلاق.
وشدد على أن الأمر نفسه ينطبق على المصريين الرجال الذين أصبحوا شغوفين بنور وفاطمة ولميس، وما إلى ذلك من أسماء طغت على الثقافة العربية للدرجة التي بها أصبح الكثيرون يطلقون هذه الأسماء على مواليدهم.
وعليه قرر شعلان أن يتقدم بدعوى قضائية للمطالبة بمنع هذه المسلسلات من العرض في مصر، وقد اتفق معه المحامي محمود رجب، الذي اتهم أيضا هذه المسلسلات بمخالفة قيم المجتمع الإسلامي والتأثير سلباً على المجتمع المصري.

عنصر الرومانسية
وعن هذه الهجمة على الدراما التركية، قالت الدكتورة عزة كريم، أستاذة علم الاجتماع، إنها ترى فيها مبالغة، خاصةً أن الأمر وصل إلى المحاكم. وشددت على أن "من يريد أن يشاهد هذه المسلسلات فهو حر ومن لا يريد فهو أيضا حر".
وشرحت كريم أن "سبب الشغف بالدراما التركية هو أننا في مصر أو في الوطن العربي عموما أصبحنا نفتقد عنصر الرومانسية وتحول وطننا إلى المادية بشكل كبير وهذا انعكس على الدراما المصرية"، على عكس الدراما التركية.
وبدورها لم تؤيد الناقدة ماجدة خير الله وصول الأمر إلى المحاكم، واعتبرت أن "الدراما التركية لديها تفوق نظيرتها المصرية في عناصر الإبهار والصورة والديكور حيث إن القيمين على الأعمال التركية يعتمدون على العناصر الجمالية التي تخطف العين".
ووصفت خير الله الدراما العربية بشكل عام بـ"الرديئة، غير المتنوعة وغير جميلة الصورة"، مؤكدةً أن نقص هذه العوامل جعل الجمهور يتوجه إلى الأعمال الفنية التركية.

إكسسوارات حريم السلطان
وفي سياق متصل، أعرب المنتجون المصريون عن خشيتهم من اجتياح الدراما التركية للبيوت المصرية، وشرح المنتج صفوت غطاس أن الأمر يعود إلى قلة سعر تسويق المسلسلات التركية، التي أكد أنها "رخيصة للغاية مقارنة بالدراما المصرية" وهو ما يجعل القنوات الفضائية تتسابق حالياً على شرائها وعرضها بهذا الكم الكبير.
وطبقاً لبعض الإحصائيات المنشورة في تقارير صحافية فإنه في 2008 عرض نحو 18 مسلسلاً في دول شمال إفريقيا والوطن العربي خاصة في مصر والإمارات وسوريا والعراق والأردن ولبنان، في الوقت الذي استطاعت الدراما التركية أن تسوق أكثر من 29 مسلسلاً خلال العام 2012.
وقد وصل انبهار المشاهد المصري بالأعمال التركية إلى حد إطلاق أسماء مسلسلاتهم على بعض المحال التجارية، وعلى بعض العطور كما على بعض الملابس التي تشبه ثياب أبطال المسلسلات التركية كفستان نهال في "العشق الممنوع" وإكسسوارات السلطانة هيام في مسلسل "حريم السلطان" وبدلة كريم وعدسات لاصقة بلون عيون نور.