كتبت نورة عثمان:
أظهر استبيان أن 70% من الخليجيين المشاركين فيه، لم يعرفوا بوجود دولة اسمها بورما أو ميانمار قبل أن تنطلق الأحداث المعادية للمسلمين فيها، في 2012.
وأوضحت نتائج الاستبيان، الذي حمل عنوان "التفاعل الإعلامي الخليجي مع القضية البورمية إلكترونياً"، أن 30% من العينة، وأغلبهم بحرينيون، يعرفون "إلى حد ما" عن قضية بورما، فيما يعرف 46% "قليلاً" عن القضية.
وبينت معدة الاستبيان الطالبة في جامعة البحرين عائشة الشيخ أنها اختارت موضوع بورما لاعتقادها بأن "القضية كبيرة، ولم تحظ بالاهتمام المناسب من الإعلام، وخاصة الخليجي".
واللافت أن 70% ممن أجابوا على الاستبيان أفادوا بأنهم استقوا معلوماتهم من متابعتهم شخصيات مهتمة بالقضية في موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، وليس من مصادر إعلامية تقليدية. وبرز إسما الإعلامي محمد العرب والداعية نبيل العوضي بين أكثر مصادر المعلومات الخاصة بالقضية البورمية متابعة على "تويتر".
وتعرف 24% من المشاركين على القضية عن طريق القنوات الإذاعية والتلفزيونية، فيما تعرف 6% فقط على القضية من الصحف.
وتشير نتائج الاستبيان إلى التقارب الشديد بين نسبة من نشروا القضية إلى أولئك الذين لم ينشروها، إذ ساهم 52% في نشرها، فيما لم ينشرها 48%، ووصف 62% منهم تفاعلهم مع القضية بـ"لا بأس"، وتفاعل 16% منهم معها بشكل "كبير"، فيما "لم يتفاعل" 22% من المشاركين.
وأشار 74% من المشاركين في الاستبيان إلى أن وسائل الإعلام في الخليج لم تغطِ القضية البورمية بـشكل جيد، مرجعين السبب إلى أن الشعور بالانتماء العربي يغلب على الشعور بالانتماء الديني عند الغالبية بدليل التعاطف والتأييد الواضح مع القضية السورية، فيما أعاد آخرون السبب إلى اعتماد غالب وسائل الإعلام الخليجية في أخبارها الدولية على وكالات الأنباء وليس مراسلين خاصين، وكون التغطية في وكالات الأنباء قليلة نسبياً مقارنة مع تغطية القضايا الدولية الأخرى، قلّت تبعاً لها تغطية وسائل الإعلام الخليجية.
ويوصي الاستبيان بناءً على نتائجه، بتركيز وسائل الإعلام الخليجية، والإلكترونية منها خصوصاً، على تكثيف المتابعة لقضية مسلمي بورما.
يذكر أن بورما، أو ميانمار، هي إحدى دول جنوب شرق آسيا، كانت مستعمرة بريطانية حتى عام 1948، وتضم خليطا من الأعراق يصل إلى 140 عرقا، ويشكل المسلمون 15% من السكان متمثلين في عرقية الروهينغيا. ويعيش معظمهم في إقليم أراكان ويعدون من أفقر مواطني البلاد، كما يعدون أكثر العرقيات اضطهادا في العالم.
وسجل في عام 2012 ارتكاب مجازر مروعة بحق هذه العرقية على يد قوات الحكم العسكري والأكثرية التي تعتنق الديانة البوذية. ورغم غياب الإحصاءات عن عدد الضحايا، وندرة الصور عما عانته أقلية الروهينغيا المسلمة، بسبب القيود الحكومية الشديدة، إلا أن تقارير دولية أثبتت ارتكاب انتهاكات خطيرة بحقهم، من قتل جماعي واغتصاب وحرق قرى بأكملها.