أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أن كويكباً يبلغ حجمه نصف حجم ملعب كرة قدم سيمر بمحاذاة كوكب الأرض في الخامس عشر من فبراير من دون أن ينجم عن ذلك خطر اصطدام، بحسب الوكالة التي أشارت إلى تقدم كبير في مجال رصد الأجرام الفلكية التي قد تشكل خطراً على الحياة على الكوكب.
ويطلق على هذا الكوكيب اسم «2012 دي آي 14»، وقد رصده العلماء في فبراير 2012، ويبلغ قطره 45 متراً، ووزنه 135 ألف طن.
وهو سيمر بمحاذاة الأرض عند الساعة 19,42 ت.غ. من يوم الخامس عشر من فبراير الجاري، على مسافة 27700 كيلومتر من سطح الأرض، ليكون بذلك أكبر جرم يقترب بهذا القدر من الأرض، بحسب العلماء.
وقال دونالد يومانز مدير مكتب «نير ايرث اوبجكتز» (الأجرام القريبة من الأرض) في وكالة ناسا في مؤتمر صحافي «في المعدل، يقترب كويكب من هذا الحجم من الأرض مرة كل أربعين عاماً، وينشأ خطر لارتطام أحدها بالأرض مرة كل 1200 عام».
وأضاف «سيمر الكويكب قريباً جداً من الأرض، لكننا نعرف مساره تماماً لندرك أنه لا يوجد خطر اصطدام مع الأرض».
وسيمر الكوكيب بمحاذاة مدارات الأقمار الاصطناعية دون أن يشكل أي تهديد عليها.
ولن يقترب الكويكب مجدداً من الأرض إلى هذا القدر قبل وقت طويل جداً. ففي زيارته المقبلة في العام 2046 سيمر بمحاذاة الأرض ولكن على مسافة مليار كيلومتر من سطحها.
أما في هذه الزيارة المرتقبة في الخامس عشر من فبراير، فيمكن مشاهدة الكويكب بواسطة أي تلسكوب للهواة في أوروبا الشرقية وفي أستراليا وآسيا، بحسب علماء الفلك، موضوحين أنه سيبدو في الليل كنقطة مضيئة تتحرك في السماء.
ورغم أن حجم الكويكب يعتبر صغيراً نسبياً مقارنة بالأجرام السماوية، إلا أن اصطدامه في الأرض من شأنه أن يحدث أضراراً توازي الأضرار التي نجمت عن سقوط نيزك في سيبيريا في العام 1908، بحسب ليندساي جونسون المسؤول عن برنامج وكالة ناسا لرصد الأجرام المقتربة من الأرض.
وتشير بعض التقديرات إلى أن قوة الارتطام الذي وقع في سيبيريا في العام 1908 كان يوازي مئات المرات قوة القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما، إذ أدى إلى تدمير الغابات في دائرة يبلغ شعاعها 20 كيلومتراً.
وقال تيم سافر من «ماينو بلانيت سنتر» في جامعة هارفرد إن الصدمة التي تنجم عن ارتطام هذا الكويكب بالأرض توازي انفجار قنبلة زنتها 2,4 ميغاطن، أي ما يكفي لتدمير مساحة واسعة، لكن دون أن يكون ذلك بمثابة كارثة عالمية، بفضل صغر حجم الكويكب.
أما النيزك الذي سقط قبل 66 مليون عاماً وأدى إلى انقراض الديناصورات فقد كان قطره عشرة كيلومترات.
وقال ليندساي جونسون «إن برنامج الناسا يركز في السنوات الأخيرة الماضية على رصد النيازك الصغيرة، وقد حققنا تقدماً كبيراً في هذا المجال».
وأضاف «قبل عشر سنوات، لم يكن ممكناً رصد هذا الكويكب»، مشيراً إلى وجود نحو 500 ألف جرم قرب كوكب الأرض يستحيل تعقبها جميعاً.
وتابع «لقد رصدنا حوالي 95% من الكويكبات التي يزيد قطرها عن كيلومتر واحد، والموجودة قرب الأرض» بناء على توصية من الكونغرس الأمريكي في العام 1998.
وتمكن العلماء من رصد 9500 جرم فلكي من مختلف الأحجام تمر بجوار الأرض وأعدوا قائمة بها، وذلك بواسطة التلسكوبات والأقمار الاصطناعية.
وتعمل وكالة الفضاء الأمريكية على تحديد المسارات التي تسبح فيها هذه الأجرام بغية معرفة ما إذا كانت تشكل تهديداً للأرض أم لا.
وفي يونيو من العام 2012، تقدمت مؤسسة «بي 612» التي تضم عدداً من الفلكيين السابقين والعلماء الأمريكيين بمشروع لإطلاق أول تسلكوب فضائي خاص لتعقب الكويكبات.