تدور غالبية مشاريع جيل الشباب الخليجي الصغيرة في الآونة الأخيرة حول إنشاء "الكافيهات" ومحلات "الكب كيك - CUP CAKE"، والتي تقدم مجموعة من المشروبات الساخنة وتشكيلة كبيرة من أنواع الحلويات و"الكيك" الذي غالباً ما يكون خليطاً بين "الحلو" الشرقي و"السويت" الغربي.
وباتت العواصم الخليجية وبقية المدن تعج بتلك المشاريع، حيث يجدها الشباب مشاريع غير مكلفة وفي نفس الوقت تدر أرباحاً جيدة قياساً بالمشاريع الأخرى.
ولم تعد مقاهي "الشيشة" تدر عوائد كبيرة مثل فكرة إنشاء "الكافيهات" الحديثة، فالزبون في المقاهي الشرقية قد يظل جالسا ساعات طويلة ويدفع 5 دولارات، بينما في الكافيه قد يدفع أضعاف المبلغ لمجرد الجلوس نصف ساعة.

إقبال كبير
تقول مريم عبدالرزاق، صاحبة مشروع "كب كيك" في الكويت، إن مشروعها ليس بالجديد أو الوحيد، فقد أضحت تلك النوعية من المشاريع أكثر من "البقالات" والمطاعم، في ظل إقبال الشباب والأسر على ما تقدمه تلك المشاريع من "سويت" أو ما يطلق عليه "الحلو".
وتضيف مريم لـ"العربية.نت" أنها ورغم ذلك قدمت أصنافا وألوانا جديدة، ففي كل "محل" متخصص في "الكب كيك" يحاول صاحبه أن يغير في الطعم والنكهة والشكل أيضا، مشيرة إلى أن مشاريع الكب كيك في الكويت وحدها أصبحت بالمئات، وفي كل يوم نجد مجموعة من الشباب يفتتحون محلات جديدة.
وبينت مريم أن الجهات التي تدعم بعض المشاريع، تضع العراقيل للشباب وتضع قائمة طويلة من الطلبات التعجيزية التي ليس كل شاب طموح قادر على تحقيقها، مشددة على أنها لم تلق دعما في مشروعها، واعتمدت في البداية على مساعدة الأسرة.
وحول سبب جذب هذه المشاريع الشباب الخليجي، قالت إن غالبية الأصناف التي تقدم في هذه المشاريع تصنع في المنازل، في بداية المشروع، وتعتمد على الجهد الفردي، وبعد أن يكبر المشروع يستعين صاحب المشروع بـ"شيف" متخصص في تلك الحلويات وأنواع الكيك.

خلق فرص تجارية
أما ناصر الشطي، فيرى أن الشباب الخليجي لديه أوقات فراغ كبيرة، وللهروب من ذلك الفراغ، يحاول إيجاد وخلق فرص تجارية ومشاريع صغيرة، ومن أجل ذلك تجد الكثير من الشباب الذي يسافر إلى شرق آسيا مثلا للمتاجرة ببضائع يتم توزيعها على محيطه، بينما مجموعة أخرى من الشباب الذي يمتلك رؤوس أموال أكبر يسعى لتأسيس مشاريع مربحة وسريعة، مؤكدا لـ"العربية.نت" أن أي مشروع يحتوي على "الأكل والشرب" يعتبر من المشاريع الناجحة في الخليج، وإلا كيف تسيدنا العالم ضمن قائمة الدول الأكثر سمنة، حيث إن جميع دول الخليج تأتي ضمن العشرة الأوائل في السمنة.
وقال الشطي إن الكثير من أصحاب محلات "الكب كيك" يحاولون اللعب على وتر "الكيك الهيلثي" أي الصحي، والذي يحتوي على سعرات قليلة لجذب الزبائن.
وحول ميزانية مثل تلك المشاريع، بين الشطي أن محلات "الكب كيك" قد تبدأ ميزانيتها من 10 آلاف دولار إلى مليون دولار، وهذا يعتمد على مشروع الشاب والموقع ونوعية الأصناف وكثرتها وديكورات المحل والشعار وغيرها، لكنه في المقابل، أكد الشطي أن السواد الأعظم من مشاريع "الكب كيك" غير مكلفة، لكنها ذات ربحية سريعة، ولا تحتاج إلى وقت طويل لاسترداد رأس المال، بعكس المشاريع الأخرى.
وأوضح الشطي أن مشروعه كلفه حوالي 35 ألف دولار، فبحسب ما أكده أن الكلفة الحقيقية في المكان والخلو، خصوصا أن المعدات المطلوبة لعمل "الكب كيك" رخيصة جدا خصوصا إذا ما تم استيرادها من الصين ودول شرق آسيوية.