كتب ـ وليد صبري:
حذر أطباء من الإفراط في تناول المضادات الحيوية والمسكنات، باعتبارها تعرض الجسم إلى العديد من السموم، ما يؤثر سلباً على الكلى، لافتين إلى أن المكونات الحافظة للأغذية تعتبر سبباً رئيساً لتسمم الكلى.
وقال أخصائي أمراض الكلى د.جهاد حليم، إن الكلى أكثر تأثراً بالسموم التي تدخل جسم الإنسان لعدة عوامل أبرزها أن الكلى أكثر الأعضاء تعرضاً لمرور السموم، حيث يصل إليها نحو 20% من كمية الدم الذي يضخه القلب، وزيادة تركيز المواد السامة إلى درجة كبيرة في منطقة نخاع الكلى، ومرور الدم ببطء شديد في هذا الجزء، إضافة إلى أن نسيج الكلى يستهلك قدراً كبيراً من الأكسجين ما يجعل الكلى أكثر تأثراً بأية مادة سامة.
وأضاف أن تأثير السموم على الكلى يحدث بسبب تعرض الجسم لبقايا مركبات المعادن الثقيلة مثل الذهب والزئبق والرصاص وتحدث ضرراً مباشراً بخلايا النبيبات وتؤدي للفشل في وظائفها، كما تتأثر الكلى من تحلل كريات الدم الحمراء أو نقص الأكسجين نتيجة التسمم، وانسداد النبيبات المجمعة نتيجة وجود مادة «السلفوناميد» السامة الذي يذوب بصعوبة في الدم، وقد يحدث التسمم بجليكول الإيثلين، وربما يحدث تنكرز لحلمات الكلى، والتهاب النسيج النبيبي المزمن، وهي حالة تحدث بسبب تناول جرعات كبيرة من المسكنات ولمدة طويلة.
ونبه إلى أن «من أهم السموم المؤثرة على وظائف الكليتين المعادن الثقيلة مثل الرصاص والذهب والزئبق والليثيوم، والمذيبات العضوية وتشمل الهيدروكربونات المطورة، وصبغات الأشعة المعتمة الحاوية على اليود، والعقاقير العلاجية مثل بعض المضادات الحيوية والمسكنات، وعقاقير علاج الروماتيزم والتخدير، ومضادات الصرع».
وأوضح أخصائي الطب العام د.أحمد مصطفى أن «المرض أكثر حدوثاً بين من يتناولون المسكنات المركبة، وبسبب هذه المسكنات يتعرض متعاطوها لالتهابات مزمنة في النسيج النبيبي للكلى مع ضمورها، ما يساعد على حدوث الالتهابات الميكروبية بالكلى ويظهر التنكرز في حلمات الكلى نتيجة التسمم بالمسكنات».
وأضاف أن «المرض يكثر بين فئات تتناول كميات كبيرة من المسكنات خاصة إذا كانوا يعانون من قلق نفسي، أو صداع، أو آلام روماتيزمية، وإذا توقف المريض عن تناول المسكنات يحدث تحسن في وظائف الكلى ولا يستمر ضمورها».
ونصح د.مصطفى المرضى «بعدم تناول المضادات الحيوية إلا تحت إشراف طبي، خاصة من يعانون أساساً من بعض أمراض الكلى».