أكد مستشار الإعلام بجامعة سوهاج المصرية وأستاذ مساعد الاتصال السياسي بالمعهد الدولي للإعلام، الدكتور عادل صالح فهمي إن التجربة الإعلامية في مملكة البحرين تمثل آلية جيدة لتشكيل ثقافة سياسية مبنية على الحوار والديمقراطية، واصفا هذه التجربة بـ "الجيدة جدا" بتنوع الانتماءات السياسية والتعددية الفكرية لوسائل الإعلام.
واوضح عادل في لقاء مع وكالة أنباء البحرين (بنا) على هامش محاضرته بورشة عمل "دور الإعلام في التنشئة السياسية" التي نظمها معهد البحرين للتنمية السياسية صباح اليوم الأحد، أن الاحصائيات الأخيرة تشير الى ان 77% من البحرينيين يحصلون على خدمة الانترنت، نصفهم يملكون حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وحث عادل المؤسسات السياسية الرسمية والأجهزة الحكومية ذات العلاقة على تكثيف تواجدها بالإعلام الجديد بغية نقل المعلومات السياسية الصحيحة للمواطنين وبخاصة للنشء، لاسيما وان العالم الافتراضي نجح في استقطاب أعداد كبيرة من الشباب بسرعة فائقة.
وأضاف د.عادل بالقول: "يعتمد الشباب بشكل شبه كلي هذه الأيام على مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت للحصول على المعلومات والمصادر السياسية، وبالتالي يجب ان نسرع بتواجدنا فيها من خلال مواقع المؤسسات السياسية لإيصال المعلومات الصحيحة ووضع ما هو سليم وإبعادهم عن ما ينشر دون ضوابط أو بلا وعي لخطورة ما يقدم بالمجتمع بالمواقع الالكترونية".
وتابع قائلاً: "هناك تحد كبير يتمثل بضعف تواجد مؤسسات الدولة وبخاصة السياسية منها بالعالم الافتراضي، ولابد من معرفة كيفية ان تتواجد بالفضاء الالكتروني لتقدم للشباب ما يريدونه من معلومات سياسية غير مغلوطة، وما يعزز ثقافة الحوار والديمقراطية عبر البوابة الافتراضية العالمية".
وبين د.عادل بأن التنشة السياسية يجب ان تتم من خلال المؤسسات المتعارف عليها وهي الأسرة والمؤسسات التعليمية كالمدارس ووسائل الإعلام والمؤسسات الدينية.
واستطرد بالقول: "إذا قامت الأسرة البحرينية بممارسات داخلية تنم عن وعي بالحوار، سينتقل بشكل تلقائي للأبناء بممارساتهم مع أقرانهم وزملائهم والمجتمع بشكل عام، وعندما يشب هذا النشء سيكون على أرضية من القيم التي تعزز مشاركة الآخرين بالحوار وتقبل الآخرين بالمجتمع".
وعاد د.عادل ليؤكد على دور وسائل الاعلام الكبير بالتنشئة السياسية في ظل انشغال الأسرة بالهموم الحياتية وعدم وعي المجتمع التعليمي بالثقافة الديمقراطية، واعتماد الجميع تقريبا على الصحف والقنوات الفضائية لاستقاء المعلومة السياسية.
وبحسب د.عادل، يقع على عاتق وسائل الاعلام على اختلاف انواعها ان تهيء تنشئة سياسية ديمقراطية تؤمن بتعددية الأفكار والآراء، وتعلي من شأن التسويات والحلول الوسط والتحاور وغيرها من قيم سياسية – اجتماعية تعزز الممارسة الديمقراطية.
وأضاف: "على وسائل الإعلام أن تدرك بأنها لاعب أساسي وعامل مهم بتكوين ما يعرف بتشكيل (رأس المال الاجتماعي) بشكل متماسك، من أجل تطوير المجتمع الذي نعيش فيه ورفع رصيده من الموارد الاجتماعية".
وزاد قائلاً: "ان وسائل الاعلام مطالبة أيضاً بتهيئة الفضاء العام للمجتمع للنقاش والحوار وتبادل الأفكار حول قضاياه من اجل تفعيل المشاركة او الكفاءة السياسية، ويكون للجميع مجال رحب للمشاركة في اي حوار".
يذكر ان ورشة العمل "دور الإعلام في التنشئة السياسية" تأتي ضمن برنامج تعزيز ثقافة الديمقراطية لدى معهد البحرين للتنمية السياسية، والرامية الى بلورة رؤية موضوعية لدور الإعلام في التنشئة السياسية، وتوعية المشاركين بماهية المشاركة السياسية والقيم الديمقراطية التي يجب ان يتحلى بها المجتمع واهم هذه القيم هي الحوار وتبادل الآراء.
وتطرقت الورشة الى تعريف المشاركين بمفهوم التنشئة السياسية، ودور واهمية الاعلام في التنشئة السياسية، واستعراض التحديات التي تواجه الإعلام في نشر الثقافة السياسية، ودور الإعلام التقليدي والاعلام الحديث في التنشئة السياسية.