عواصم- (وكالات): أعلنت المعارضة مقتل 163 شخصاً بنيران قوات الأمن السورية، فيما تشهد مدينة معرة النعمان في محافظة أدلب معارك عنيفة بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد والجيش الحر، في وقت يضاعف الطيران الحربي السوري هجماته على المدينة التي باتت شبه مهجورة.
إلى ذلك، قال المرصد السوري إنه تم العثور على عشرات الجثث في مشرحة مستشفى في محافظة دمشق، إلا أن ظروف مقتل أصحابها غير واضحة. في غضون ذلك، اتهمت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية “هيومن رايتس ووتش” القوات الجوية السورية باستخدام القنابل العنقودية روسية الصنع ضد المعارضة وفي مناطق مأهولة بالسكان في أنحاء البلاد. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة “صاندي تليغراف” البريطانية أن مبعوث السلام الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، وضع خطة لنشر قوة لحفظ السلام في سوريا قوامها 3000 جندي يمكن أن تشارك فيها قوات أوروبية لمراقبة أية هدنة في المستقبل. وفي أنقرة، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده أغلقت مجالها الجوي في وجه الرحلات المدنية السورية، وذلك غداة قرار مشابه صدر عن دمشق بحق الطائرات التركية. وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن “عدم اهتمام سوريا بالسكان المحليين واضح في الحملة الجوية التي يبدو أنها الآن تشتمل على إسقاط القنابل العنقودية القاتلة على المناطق المأهولة”.
وأضاف مدير الأسلحة في المنظمة ستيف غوز أن “القنابل العنقودية محظورة بشكل شامل من قبل معظم الدول، ويجب على سوريا أن توقف فوراً استخدام جميع هذه الأسلحة العشوائية التي تستمر في القتل والتشويه منذ سنوات”.
وقالت المنظمة استناداً إلى أشرطة فيديو يبثها ناشطون سوريون على الإنترنت إنه يتم إسقاط القنابل العنقودية على محافظات حلب وحمص واللاذقية ودمشق.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة صاندي تليغراف البريطانية أمس أن مبعوث السلام الجديد إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، وضع خطة لنشر قوة لحفظ السلام في سوريا قوامها 3000 جندي يمكن أن تشارك فيها قوات أوروبية لمراقبة أية هدنة بهذا البلد في المستقبل.
وقالت الصحيفة إن الإبراهيمي، الذي تولى منصب المبعوث الدولي العربي المشترك إلى سوريا الشهر الماضي، أمضى الأسابيع الأخيرة وهو يستطلع البلدان التي ستكون على استعداد للمساهمة في قوة حفظ السلام في سوريا. وأضافت أنه من غير المرجح مشاركة القوات البريطانية والأمريكية في قوة حفظ السلام في سوريا بسبب تورطها السابق في العراق وأفغانستان، ويتطلع الإبراهيمي بدلاً من ذلك إلى الدول المساهمة في قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على الحدود بين لبنان وإسرائيل “يونيفيل” والبالغ قوامها 15 ألف جندي، كونها تتمتع بالبنية التحتية والمعرفة على أرض الواقع التي تحتاج لها أي قوة لحفظ السلام.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدول المساهمة في قوة “يونيفيل” تشمل أيرلندا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا، ومن المتوقع أن تمارس واحدة منها دوراً قيادياً في قوة حفظ السلام المقترحة في سوريا.
ووصل الإبراهيمي إلى طهران للتشاور مع المسؤولين الإيرانيين حول تطورات الأزمة السورية.
ميدانياً، كثف المقاتلون المعارضون هجماتهم ضد مواقع للقوات النظامية السورية التي لجأت إلى الغارات الجوية والقصف المدفعي في محاولة لاستعادة نقاط عسكرية سيطر عليها المقاتلون شمال البلاد.
وشن المقاتلون المعارضون هجوماً جديداً على معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان بريف أدلب، في محاولة هي الثانية خلال يومين لاقتحام المعسكر الأكبر في المحافظة. واستمرت الغارات الجوية والقصف المدفعي من قبل القوات النظامية في محاولة لاستعادة المدينة الاستراتيجية، وهي معبر الزامي لتعزيزاتها المتجهة إلى حلب.
ورأى صحافي جثة ممزقة لمدني وغارقة في الدماء جراء القصف على المدينة. وصرخ أشخاص تحلقوا حول الأشلاء التي وضعت في أكياس لجمع القمامة “انظروا ماذا فعل هذا النظام بشعبه!”. ويرى المحللون أن التفوق العسكري ولاسيما الجوي للقوات النظامية لم يعد عاملاً حاسماً في النزاع المستمر منذ 19 شهراً بسبب تراجع معنويات الجنود النظاميين جراء الانشقاقات ونقص التعزيزات.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده أغلقت مجالها الجوي أمام الرحلات المدنية السورية، وذلك غداة قرار مشابه صدر عن دمشق بشأن الطائرات المدنية التركية.
من جهة أخرى، رفض الوزير التركي الدعوة إلى الحوار الثنائي التي وجهتها دمشق لأنقرة لتهدئة التوترات على الحدود.
وفي لبنان، شهدت بيروت تحركين على ارتباط بالأزمة السورية، أحدهما اعتصام مؤيد للاحتجاجات المطالبة بسقوط النظام دعا إليه الشيخ السني السلفي أحمد الأسير، والثاني مسيرة تأييد لمواقف روسيا والصين الداعمتين للرئيس بشار الأسد.
ويقول محللون إن دعم حزب الله المتزايد للرئيس السوري بشار الأسد وتحديه العسكري الأخير لإسرائيل وضع الجماعة في موقع الصدام مع المعارضين الذين يتهمونها يجر لبنان نحو صراع إقليمي. ومازال حزب الله ينفي إرسال قوات إلى سوريا للقتال إلى جانب الجيش النظامي السوري في محاولة لسحق الانتفاضة المستمرة منذ 19 شهراً ضد الأسد ومع ذلك فقد شيع هذا الشهر في جنازات مشهودة العديد من المقاتلين الذين قال إنهم قتلوا أثناء تأديتهم “واجبهم الجهادي”. وقالت مصادر أمنية إن الرجال قتلوا في الأراضي السورية.
وسارع خصوم حزب الله السياسيين الذين يتهمونه منذ أشهر بمساعدة قوات الأسد إلى إدانة الجماعة وتحذيرها من أن مشاركتها في الصراع في سوريا قد تؤدي إلى إشعال التوتر الطائفي في لبنان حيث خاضت الطوائف الدينية حرباً أهلية بين عامي 1975 و1990.