عواصم - (وكالات): أكدت مجلة دير شبيغل الألمانية أمس أن الحرس الثوري الإيراني وضع مشروعاً لإسالة كمية كبيرة من النفط في مياه الخليج لإحداث بقعة سوداء توقف الملاحة وترغم الغرب على المشاركة في عملية تنظيف ضخمة. وأوضحت المجلة نقلاً عن مصادر غربية استخباراتية، أن الحرس الثوري يرى في هذا المشروع الذي أطلق عليه “مياه قذرة”، وسيلة لإرغام الغرب على تعليق العقوبات المفروضة على إيران والتي بدأت تؤثر فعلاً على الاقتصاد الإيراني. كما يهدف المشروع الذي وضعه رئيس الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري والأميرال علي فدوي قائد الفرقة البحرية التابعة للحرس الثوري إلى معاقبة الدول العربية الخليجية، وفقاً لدير شبيغل. ويتطلب تنفيذ عملية تنظيف النفط تعاوناً فنياً من إيران الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى تعليق العقوبات المفروضة عليها لإرغامها على التخلي عن برنامجها النووي. وقدم المشروع إلى المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي الذي يجب أن يوافق على تنفيذه كما أضافت المجلة.من جانبه، دعا وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي إلى تشديد عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على إيران عشية اجتماع يفترض أن يقرر إجراءات جديدة ضد برنامج طهران النووي. وقال فسترفيلي في بيان “لم يحصل أي تطور من جانب إيران حول المسائل المهمة في الأشهر الأخيرة. وبالتالي، يتعين علينا زيادة ضغط العقوبات”. وأضاف الوزير الألماني “بفرض عقوبات جديدة، نريد أن يوجه الاتحاد الأوروبي إشارة واضحة إلى طهران”، مضيفاً في الوقت نفسه أن باب المفاوضات لم يقفل. وقال فسترفيلي إنه تبقى هناك فرصة “لإجراء محادثات جوهرية بهدف واضح وهو منع إيران من امتلاك السلاح الذري”. وأضاف “لقد حان الوقت لحل سياسي”. وبحسب دبلوماسيين، فإن الاتحاد الأوروبي اتفق على سلة جديدة “قوية جداً” من العقوبات ضد إيران تستهدف خصوصاً التعاملات المالية والغاز والنقل والتجارة. ويتعين أن تتم المصادقة على هذه السلة الجديدة من العقوبات التي وافق عليها سفراء الدول الأوروبية الـ27 من قبل وزراء الخارجية أثناء اجتماع في لوكسمبورغ. وأوضح دبلوماسي أن الاتحاد الأوروبي “سيقرر خصوصاً للمرة الأولى ضرب قطاع الاتصالات” ولاسيما الشركات في هذا القطاع التي يشتبه في أنها تدعم النظام مالياً. وسيتم تحديد هذه الشركات لاحقاً. وأضاف أن كل التعاملات المالية بين المصارف الأوروبية والمصارف الإيرانية ستواجه حظراً مبدئياً بعد أن تتجاوز قيمتها عتبة معينة “متدنية نسبياً”. وسبق أن تبنى الاتحاد الأوروبي سلسلة عقوبات مصرفية وتجارية ضد طهران. وأكثرها قسوة هو الحظر النفطي الذي قرره الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودخل حيز التطبيق في يوليو الماضي. وتهدف العقوبات إلى دفع طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات مع مجموعة 5+1. وتطالب الدول إيران بتعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% لأنها تعتبره قريباً جداً من اليورانيوم المخصب بنسبة 90% القابل للاستخدام لصنع سلاح ذري، وإرسال مخزونها إلى الخارج وإقفال موقع تحت الأرض للتخصيب.وفي شأن آخر، سخرت إيران من الدفاعات الجوية الإسرائيلية بعد أن أكدت أنها زودت “حزب الله” الشيعي اللبناني بطائرة بدون طيار متقدمة حلقت في الأجواء الإسرائيلية في وقت سابق الشهر الجاري. وقال وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي إن “قدرات إيران عالية وهي في خدمة الدول الإسلامية”، بحسب ما نقل عنه التلفزيون الرسمي رداً على سؤال حول أصل الطائرة بدون طيار. وأضاف “من الطبيعي استخدام ما نملكه في الوقت الضروري للدفاع عن أراضي العالم الإسلامي، هذه الخطوة تظهر أن حزب الله مستعد تماماً، وسيرد على النظام الصهيوني”. وأوضح أن الطائرة التي حلقت فوق إسرائيل “حطمت كل ما قيل عن نظام القبة الحديدية الإسرائيلية للدفاع الجوي “.