نواكشوط - (أ ف ب): نقل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز الذي أصيب مساء أمس الأول برصاصة خلال “حادث” وقع مع وحدة من جيشه، إلى باريس لتلقي “علاج إضافي” بعد خضوعه لعملية “ناجحة” في نواكشوط، على حد قوله. وقد تولى الرئيس ولد عبدالعزيز الذي كان برتبة لواء في الجيش سابقاً، الحكم إثر انقلاب عسكري في 2008 ثم انتخب رئيساً في 2009 وجعل من الحرب على الإرهاب أولوية وأمر جيشه بشن هجمات على قواعد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب في مالي في 2010 و2011، فهدد التنظيم بقتله. وفي نواكشوط، أفادت معلومات غير مؤكدة من وسائل إعلام خاصة أنه أصيب بالذراع أو البطن. وظهر الرئيس على قناة التلفزيون الوطني وهو شاحب الوجه ممدداً على فراش لكنه يتحدث بصوت عادي وقال “أريد من خلال هذه المقابلة أن أطمئن جميع المواطنين الموريتانيين بنجاح هذه العملية بفضل الجهود التي قام بها الطاقم الطبي ونهنئهم بأن العملية نجحت ولله الحمد”. وتحدث عن “حادث وقع خطأ من وحدة من الجيش على طريق غير معبد بضواحي بلدة الطويلة” على مسافة 40 كلم من نواكشوط، فيما نفى تعرضه لمحاولة اغتيال إثر عودته من مزرعته الخاصة. وغادر الرئيس نواكشوط على متن طائرة مجهزة طبياً إلى باريس حيث سيدخل مستشفى متخصصاً لتلقي “علاج إضافي” حسب مصدر أمني موريتاني. وأضاف المصدر أنه “تجاوز مرحلة الخطر” حيث “لم تصب أعضاؤه الحيوية”. وفي باريس أكدت وزارة الخارجية نقل الرئيس ولد عبدالعزيز “مبدئياً لأسباب طبية إلى فرنسا”. وأعلنت الحكومة الموريتانية أن الرئيس أصيب بجروح “طفيفة” قرب نواكشوط “برصاص أطلقته خطأ وحدة عسكرية على طريق غير معبدة” عندما كان عائداً من شمال البلاد. وصرح وزير الاتصال الموريتاني أن “الوحدة العسكرية لم تكن تعلم أنه الموكب الرئاسي”. وقبل ذلك بقليل صرح مسؤول أمني موريتاني أن ولد عبدالعزيز أصيب “بجروح طفيفة في الذراع برصاصة أطلقها عليه سائق سيارة استهدفه مباشرة”. لكنه أوضح أن “حياته ليست في خطر وأنه ترجل بنفسه من السيارة إلى المستشفى العسكري حيث تلقى الإسعافات الأولية”. وظل المستشفى الواقع وسط نواكشوط والذي تجمع أمامه العديد من الموريتانيين، تحت حراسة مشددة من الحرس الرئاسي طول الليل.ومن كينشاسا أعلن وزير الخارجية الموريتاني حمادي ولد حمادي أن الرئيس ولد عبدالعزيز مازال يمارس “كافة صلاحياته”. ورداً على سؤال حول حالة الرئيس على هامش قمة الفرنكوفونية، قال الوزير “إنه يمارس صلاحياته كاملة، إنه غائب وذلك كثيراً ما يحصل: يشارك في قمم ومؤتمرات، لكن الدولة تعمل ليس هناك أي مشكلة خاصة تقتضي إجراءات خاصة”. ورغم التطمينات الرسمية، أثار إطلاق الرصاص عدة تساؤلات لاسيما أن لموريتانيا تاريخاً حافلاً بالانقلابات العسكرية وأن الرئيس ولد عبدالعزيز تعرض لتهديد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الذي يتهمه بالتواطؤ مع فرنسا “في حرب استفزاز” ضد مقاتليه.