تشهد مجموعة ألفريد دانهيل سلسلة تغييرات لطيفة وسهلة، فهذه اللمسات المتواصلة تؤثر على الجميع – على نمط حياتنا، وأماكن سكننا، وحتى على الطعام الذي نتناوله. حتى الملابس التي نرتديها، هي وليدة هذه العملية الطويلة من الاستنزاف والصقل والتجديد، الناتجة عن حاجة أو غاية، من خلال تجربة وردود أفعال – تطور على صعيد الأناقة والموضة شهدته مئات السنين.لا تشكّل الموسمية التسلسلية نزوة من حيث الأسلوب؛ بل هي مظهر تفرضه الغاية. إنه البناء والتطوير من خلال معرفة ما جاء تحقق أولاً، التحرير الابداعي لما قد يأتي لاحقاً على صعيد المظهر. إعادة الارتباط بوتيرة رشيقة وتصميم مهيب مع العالم الطبيعي الذي يحيط بنا يشبه أقصى حدود الرفاهية العصرية. أنّ توّقف عقارب الساعة للحظة واحدة - مهما كانت وجيزة – من أجل تقبّل تغيّر الفصول بهدوء، أو من أجل تأمل قوة العناصر الدائمة الشباب في النحت والتشكيل، يساعد على تذكيرنا بأن ليس كل شيء في الحياة يمكن - أو، في الواقع، يجب أن - يُنجَز بسرعة. الأمر المطمئن، هو أن الروعة النبيلة لصناعة الملابس البريطانية التقليدية – التي تعتبر العمود الفقري لملابس الرجال على مر العصور – لا تزال تحدد مظهر رجل الألفية الجديدة.من البذلة الصوفية البحرية الكلاسيكية ذات الزر الواحد مع الحلى المدببة البارزة وسترة القرصان الزيتية وغير المنظمة والمبطنة إلى سترة العشاء المخملية ذات الأناقة اللا محدودة، العنابية أو الزرقاء اللون التي يمكن ارتداؤها على العشاء أو في منتصف الليل... يمثل المظهر الرجولي والفاخر أساس خزانة ملابس كل رجل. وفي مجال آخر، تبرز المهنة والأداء إلى الطليعة - لكن ليس على حساب الأناقة أبداً – وهذا ما يفسر بروز المعاطف الحرير الصامدة للماء ذي وجهين والمصنوعة من الكشمير؛ سترة ملائمة للسفر، تستعيد شكلها بعد إفراغها من الحقيبة، وقميص بولو من القطن الأبيض المصنوع من النسيج المنعش والفريد من نوعه. إلى جانب هذه التطورات في مجال تكنولوجيا صناعة النسيج، يظلّ التراث والجذور الإنجليزية مهمة أكثر من أي وقت مضى في السعي نحو تحقيق التميز. يشكل وجود هذين العاملين أناقة لا جدال فيها وهدفاً موثوقاً به. ويشكل قماش الفانيلا الخفيف الرمادي المستخدم في صناعة البذلات والقفازات وحقائب “بلادون” الذي توفره مصانع قماش الفانيلا التي تأسست من 250 عاماً في غرب إنجلترا مثل مصانع سومرسات، المكلفة بابتكار ملابس محبوكة بدقة. وتقوم شركة “ستيفن والترز وأولاده” وهي شركة نسيج عائلية أسسها الحرفيون هوجونو في القرن الثامن عشر في سبيتالفيلدس في لندن، بإنتاج الحرير الخالص 350 الذي تُصنع منه ربطات العنق ذات الطيات السبع. ومن خلال استخدام الأرشيف الحصري والخاص بدايفيد ايفانس، ابتكرت الطابعات الخاصة أداملي- التي اتخذت مقراً لها في ماكلفيلد وهي المحطة الأخيرة تاريخياً في جولة الحرير في الصين- أقمشة بنقوش البيزلي الفريدة، والمنقطة أو بأشكال هندسية لربطات عنق زاهية اللون ومحارم مربعة للجيوب.كما تدخل لمسات من التاريخ والحكايات أيضاً في أقمشة الملابس الرياضية- قمصان أوكسفورد المغسولة وسراويل الجينز المصنوع من القماش القطني- إلى القمصان البيضاء الباهتة والمصنوعة من قماش الببلين البسيط والرسمي والتي يمكن ارتداؤها على العشاء. وتزوّد النعومة التي تكمن في هذه المواد شعوراً فورياً بالاطمئنان لقطع طال انتظارها انتقلت من جيل إلى آخر ضمن عائلة واحدة. وتضفي السترات الرمادية الداكنة المصنوعة من حبال غليظة والكشمير المزدوج المقلم والأرجواني المطبوع على أشكال متعرجة أسلوباً مسترخياً وهادئاً. وعندما تبدأ أواخر أيام الصيف في ارتداء حلّة خريفية، يمكن لسترة من الصوف المحبوك المكتنز ذات ياقة طويلة على شكل وشاحـ أن تستخدم كقطعة غير رسمية. هذه الطريقة البسيطة لكن الفعالة بإضافة أو إزالة الطبقات - حتى من خلال لمسات بسيطة مثل إزالة قبّة من فرو المنك عن معطف بحري من الصوف أو إضافة بطانة صوفية إلى سترة حريرية منفوخة – تعكس دورة إضافية ومتناقصة غير متناهية لتغيّر الفصول. ومثل انتقال الفصول من الشتاء إلى الربيع ومن الصيف إلى الخريف، بشكل معتدل ودقيق، فإن النتائج الدراماتيكية والمدهشة لا تصبح واضحة إلا بعد اكتمال هذا التحوّل. ومع الثقافة العالمية الحالية للمعلومات الفورية والتكنولوجيا المنتشرة، والتقدم، والسرعة، والفورية والراحة؛ يجد الرجل الحديث نفسه يعيش في محيط سريع ومتطور إلى الأبد. ولكن مع المعرفة التي تشكلت على مر الأجيال، تعكس الملابس التي يرتديها المرء وكيفية ارتدائها انسجاماً بينه وبين إيقاع قوة عظمى أكثر تناغماً ألا وهي الطبيعة.