واشنطن- (أ ف ب): مثل المتهمون باعتداءات 11 سبتمبر أمس أمام القضاء العسكري الاستثنائي في غوانتنامو الذي سيحدد ما إذا كانت السرية التي تحيط بتصريحاتهم المتعلقة خصوصاً بعمليات التعذيب التي يقولون إنهم تعرضوا لها، سترفع أم لا.
ومثل الباكستاني خالد شيخ محمد مدبر هجمات 11 سبتمبر الذي أعلن مسؤوليته “من الألف إلى الياء” عن اعتداءات 2001، معتمراً عمامة بيضاء ويقرأ في صحيفة من وقت إلى آخر، وهو يداعب لحيته الكثيفة المحناة. وهذه ثاني مرة يمثل فيها خالد شيخ محمد أمام محكمة خاصة تعرف باسم “اللجان العسكرية” في القاعدة الأمريكية.
ويواجه محمد والمتهمون الآخرون عقوبة الإعدام في حال إدانتهم بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر التي قتل فيها 2976 شخصاً.
ومع رفض الادعاء الكشف عن معلومات تعتبر سرية وإجراء جزء من المداولات خلف أبواب مغلقة، دعت “نقابة الحريات المدنية الأمريكية” و14 مجموعة إعلامية أخرى إلى الشفافية التامة في المحاكمات. وتهدف الجلسات الأولية إلى تمهيد الطريق إلى ما يعرف باسم “محاكمة القرن”. وستجري طوال الأسبوع في غوانتنامو جنوب شرق كوبا بعد أن تم تأجيلها لأكثر من شهرين حتى يتمكن المتهمون من صيام شهر رمضان وبسبب انقطاع الإنترنت وهبوب عاصفة. وتطغى على الجلسات مسألة التعذيب الذي قال الرجال الخمسة إنهم تعرضوا له أثناء احتجازهم في سجون سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي اي ايه”.
وقال جيمس كونيل محامي الباكستاني عمار البلوشي أحد المتهمين، إن “واحدة من القضايا الرئيسة التي ستقرر ما إذا كان الدستور الأمريكي، الذي يحكم جميع القضايا في الولايات المتحدة، سيطبق في غوانتنامو، أو إذا كان هذا المعتقل حفرة قانونية سوداء كما يوصف”.
ومن المسائل التي تهيمن على المحاكمات التعذيب والإساءة التي قال المتهمون الخمسة إنهم عانوا منها على أيدي السلطات الأمريكية، والوضع السري الذي تقول إدارة الرئيس باراك أوباما إنها تغطي تفاصيل معاملة المشتبه بهم.
ومن بين الالتماسات التي ستجري دراستها خلال الأيام الخمسة من الجلسات القرار الحكومي “للحماية من الكشف عن معلومات تتعلق بالأمن القومي” و«حماية الكشف عن مواد سرية يتسبب الكشف عنها في ضرر للمصلحة العامة”.
ومع رفض الادعاء الكشف عن معلومات تعتبر سرية وإجراء جزء من المداولات خلف أبواب مغلقة، دعت “نقابة الحريات المدنية الأمريكية” و14 مجموعة إعلامية أخرى إلى الشفافية التامة في المحاكمات.
وقال جيمس إنه “من حق عامة الناس أن ترى المداولات”.
في المقابل تقول شيريل بورمان محامية اليمني وليد بن عطاش “إذا جرت محاكمة بشأن ما حصل في 11 سبتمبر يجب أن تظهر الحقيقة كاملة وليس رواية الحكومة فحسب”. وأضافت “على الحكومة ألا تمنع موكلينا من أن يرووا ما عاشوه، يجب ألا يكون من حقها إخفاء ما جرى لهم”. وقبل نقلهم إلى غوانتنامو عام 2006 كان الباكستاني خالد شيخ محمد الذي أعلن مسؤوليته عن اعتداءات 11 سبتمبر “من الألف إلى الياء” والمتهمون الأربعة معه الذين يواجهون جميعاً عقوبة الإعدام، احتجزوا في سجون سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي اي ايه” حيث يقولون إنهم تعرضوا لسوء معاملة يمكن وصفها بالتعذيب. وتخضع جميع الوثائق والاتصالات بين المحامين والموكلين إلى الرقابة.
وقال هارينغتون “هذا انتهاك واضح لحقوقنا كمحامين، ويجب أن نتمكن من الحديث دون أي تدخل، أو أية مراقبة”. وتحتج وسائل الإعلام والاتحاد الأمريكي للدفاع عن الحريات على تأخير بث الجلسات في غوانتنامو 40 ثانية وهي مهلة تسمح للرقابة بالتشويش على بث معلومات حساسة بما في ذلك بثها للصحافيين والجمهور الذين يحضرون المداولات من خلف حاجز زجاجي.
970x90
970x90