عواصم - (وكالات): قال مقاتلو ميليشيات وساسة في العراق إن عشرات من الشيعة العراقيين يقاتلون في سوريا أغلبهم في صفوف قوات الرئيس بشار الأسد ويدينون بالولاء للزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي. وتكشف مشاركة شيعة عراقيين في القتال في سوريا مدى سرعة تحول الأزمة إلى حرب بالوكالة بين إيران حليف الأسد الرئيسي وبين دول عربية تساند معارضيه وأغلبهم من السنة. واجتذب الصراع بالفعل أعداداً من المقاتلين السنة من مختلف أرجاء المنطقة دعماً للمعارضين السوريين، في حين يتهم المعارضون جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية بدعم قوات الأسد في الميدان. وبالنسبة لشيعة العراق الذين يتبعون خامنئي تشكل الانتفاضة في سوريا تهديداً للنفوذ الشيعي، ويقول العراقيون الذين يقاتلون هناك إن من واجبهم مساعدة الأسد بسبب ولائهم لخامنئي.من ناحية أخرى، شنت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس هجوماً حاداً على “حزب الله” الشيعي اللبناني، متهمة إياه بـ«دعم آلة القتل” في سوريا، مشيرة إلى أن “الحزب صعّد من دعمه العسكري للحكومة السورية، حتى باتت ميليشياته جزءاً من “آلة القتل” التي يستخدمها الرئيس السوري بشار الأسد”. ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان “مقتل 80 شخصاً بنيران قوات الأمن السورية في مدن عدة، بينما شن الطيران الحربي غارات هي الأعنف على محيط مدينة معرة النعمان الاستراتيجية شمال غرب البلاد”. من جهته، قال مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي إن ‘’النظام السوري لابد أن يدرك أن ساعة الرحيل قد أزفت وأنه لا يمكن له أن يبني حكماً على قواعد من الجماجم والأشلاء أو أن يروي عطشه للسلطة بدماء الأبرياء’’.في غضون ذلك، دعت الولايات المتحدة الدول المجاورة لسوريا إلى “مراقبة مجالها الجوي بعد تكرار الاتهامات لدمشق، باستخدام الطيران المدني في نقل معدات عسكرية”. وقالت رايس في الاجتماع الشهري لمجلس الأمن بشأن الشرق الأوسط، إن حزب الله صعّد من دعمه العسكري للحكومة السورية، حتى باتت ميليشياته جزءاً من “آلة القتل” التي يستخدمها الرئيس السوري بشار الأسد.وأوضحت السفيرة الأمريكية أن قادة حزب الله يواصلون أيضاً التخطيط لاتخاذ إجراءات من شأنها إبقاء الأسد في السلطة.ورأت رايس أن “دعم حزب الله الناشط والمتنامي لحرب الأسد يظهر أن زعمه تعزيز مصلحة لبنان الوطنية ليس أكثر من نوع من الخداع القاتل”.وقالت: “قد يحاول قادة حزب الله تغيير الموضوع بالتذرع بالحديث الفارغ عما يسمى بالمقاومة، إلا أن الحقيقة واضحة للعيان، مقاتلو حسن نصر الله هم الآن جزء من آلة القتل التابعة للأسد وقادة حزب الله يواصلون التآمر مع إيران لاتخاذ تدابير جديدة لدعم الأسد”.ميدانياً، شن الطيران الحربي السوري غارات هي الأعنف على محيط مدينة معرة النعمان الاستراتيجية شمال غرب البلاد منذ سيطرة المقاتلين المعارضين عليها الأسبوع الماضي.وتعرضت قرى وبلدات في محيط معرة النعمان في محافظة إدلب لقصف بالطيران الحربي هو الأعنف منذ سيطرة المقاتلين المعارضين على المدينة الثلاثاء الماضي. وأشار المرصد السوري إلى أن الغارات تواجه “بنيران مضاد طيران للكتائب الثائرة”.وتمكن المقاتلون المعارضون نتيجة السيطرة على المدينة وعلى جزء من الطريق السريع بين دمشق وحلب قرب معرة النعمان، من إعاقة إمدادات القوات النظامية. إلى ذلك، استمرت أعمال العنف في مناطق سورية عدة خاصة في حلب ودمشق وحمص. وأدت أعمال العنف إلى مقتل العشرات، بحسب المرصد الذي أحصى سقوط أكثر من 33 ألف شخص في النزاع المستمر منذ 20 شهراً. في غضون ذلك، حدد الرئيس السوري بشار الأسد الأول من ديسمبر موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لملء 5 مقاعد من بينها اثنان شغرا بعد انشقاق نائبين، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية “سانا”.دبلوماسياً، في القاهرة، ينتظر أن يلتقي الإبراهيمي الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وكان الموفد المشترك دعا الى وقف لإطلاق النار في سوريا لمناسبة عيد الأضحى الذي يصادف نهاية الأسبوع المقبل. وأعلنت دمشق في وقت لاحق استعدادها لبحث الأمر. وفي واشنطن، شجعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولان “كل جيران سوريا على توخي الحيطة في استخدام مجالهم الجوي خصوصاً أن لدينا حالياً حالة ملموسة”. ويلمح تصريح نولان إلى الطائرة السورية القادمة من موسكو التي أرغمتها أنقرة على الهبوط على أرضها الأسبوع الماضي. وكرر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنها كانت تنقل “عتاداً حربياً”. من جانبه، أعلن وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي في تصريح لصحيفة “راينيتشي بوست” الإقليمية أن ألمانيا “على استعداد مبدئياً” لاستضافة لاجئين سوريين، لكن في إطار خطة توضع بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات المعنية.وأعلنت مصر انها طلبت من سوريا توضيح حول ملابسات مقتل 3 مصريين بينهم قائد مجموعة مقاتلة معارضة بحسب دمشق، قضوا خلال معارك في حلب وحمص. من جانبه، حث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني المجتمع الدولي إلى الاستمرار في مساندة جهود بلاده في تقديم الخدمات لآلاف اللاجئين السوريين، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.من جهته، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من الغلاء الكبير في أسعار المواد الغذائية في سوريا بعد ارتفاعها في بعض المناطق أكثر من الضعف منذ اندلاع الأزمة التي دفعت 343 ألف شخص إلى الفرار باتجاه البلدان المجاورة ونحو 20 ألفاً آخرين إلى أوروبا. وفي شأن آخر، قال مصدران بالمعارضة السورية المقسمة أن المعارضين اتفقوا على تشكيل قيادة مشتركة للإشراف على معركتهم للإطاحة بالرئيس بشار الأسد بعدما تعرضوا لضغط متزايد من مؤيديهم الأجانب للتوحد.