أكد العضو المنتدب بشركة ديار المحرق عارف هجرس أن السوق العقاري في مملكة البحرين يحتاج إلى تطوير القوانين، واستحداث قوانين جديدة كالقوانين المتعلقة بالتطوير العقاري، ويحتاج أيضاً إلى مبادرات واقتراحات لتطوير البنية التحتية، مشيراً إلى أنه أمام المعماريين فرصاً كثيرة في السوق شرط التحلي بالصبر والمثابرة وروح المبادرة والإبداع، وأن السوق بحاجة ماسة إلى مهندسين مختصين في التطوير العقاري.
ودعا عارف هجرس، في محاضرة ألقاها أول أمس بمنتدى العمارة الذي تنظمه جمعية الهندسة في جامعة البحرين، الطلبة الذين يدرسون تخصص العمارة إلى التفكير بطريقة إبداعية خارج الإطار، والانطلاق خارج أسوار الجامعة بمبادرات وأفكار لتحسين الإسكان والبنية التحتية والواجهات المختلفة في البحرين.
وقال “وبإمكانكم الاجتهاد وتقديم مقترحات ومرئيات وتصاميم سواء للقطاع العام أو الخاص”.
وتابع هجرس “فكروا بأفق أوسع لتكونوا معماريين متميزين، وحاولوا أن تنجزوا أعمالكم على أكمل وجه”، ونصح الطلبة ألا يحصروا أنفسهم في مساحات معينة. وتلت محاضرة هجرس جلسة نقاشية مع الطلبة تناولت الفروق في العمل بين القطاعين الخاص والعام، والمبادرات التي يمكن أن تطرح على الوزارات من جانب الطلبة. وعقدت بعد المحاضرة ورشتا عمل عن التصوير الفوتوغرافي، وتصميم الأثاث.
ويقام المنتدى الذي يختتم أعماله اليوم برعاية سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد الملكي للفروسية وسباقات القدرة. وكان سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة قد افتتح أعمال المنتدى يوم الإثنين الماضي وأشاد بجهود طلبة الجامعة، وحثهم على مواصلة الإبداع والتميز في المجالات كافة التي تخدم مسيرة بناء مستقبل المملكة.
وقال هجرس مخاطباً الطلبة “السوق يحتاج إلى تطوير القوانين، واستحداث قوانين جديدة كالقوانين المتعلقة بالتطوير العقاري، ويحتاج أيضاً إلى مبادرات واقتراحات لتطوير البنية التحتية، وبإمكانكم الاجتهاد وتقديم مقترحات ومرئيات وتصاميم سواء للقطاع العام أو الخاص”.
احتياجات المستخدمين الفعلية
وشدد المؤسس المشارك لشركة الحلول المكانية وأستاذ الهندسة المعمارية جو سيلفا أن العمل المعماري الجيد هو الذي يقوم على احتياجات المستخدمين الفعلية، مقدماً نصحه لطلبة العمارة في اليوم الثاني لمنتدى العمارة الذي تنظمه كلية الهندسة في جامعة البحرين بتلمس احتياجات المستخدمين والبناء عليها في العمل الهندسي.
كان ذلك خلال الورقة التي طرحها سيلفا في منتدى العمارة الثالث في يومه الثاني، حيث طرحت ضمن أعمال المنتدى ورقان علميتان عن العمارة على ضوء خطة البحرين الاقتصادية 2030، وأجريت جلسة نقاشية بحثت نقاط الالتقاء والافتراق بين الهندسة المدنية والمعمارية.
وقال المحاضر سيلفا الذي تصدرت ورقته جلسات المنتدى: “إنه من المهم أن يتحرى المعماري المعلومات ويجمعها ويتعرف إلى احتياجات المستخدمين الحالية والمستقبلية قبل التصميم”، مشيراً إلى أن كل ذلك يجب أن “يصب في قالب تمتزج فيه الثقافة والإبداع ليتولد عمل معماري واقعي ومتميز”. ويتناول المنتدى اليوم الخميس بحث “التعليم المعماري وتأثيره على العمارة في البحرين”.
ومن جهة أخرى لفتت رئيسة اللجنة المنظمة للمنتدى الطالبة نور البستكي إلى أن من مميزات المنتدى في نسخته الثالثة استضافته أكثر من 40 طالباً وطالبة من جامعات عدة بدول مجلس التعاون الخليجي.
وأفادت أن الطلبة من عدة جامعات، مثل: جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية، وجامعة الإمارات في دولة الإمارات، وجامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان. ونوهت البستكي إلى أن الطلبة الخليجيين يشاركون في جلسات المنتدى وورشه المصاحبة، كما إن لديهم برنامجاً سياحياً لزيارة المعالم القريبة من الجامعة، مثل: حلبة البحرين، وقلعة الرفاع.
وعن تقييمه للمنتدى بعد انقضاء يومين على انطلاقه قال طالب الهندسة المعمارية في جامعة الدمام إبراهيم الزهراني: “التنظيم رائع، والمادة العملية المطروحة جيدة غير أننا نحتاج إلى بعض المسابقات العملية في التصميم أو أن تكون الجلسات على شكل مجموعات نقاشية لإعطاء الحدث مزيداً من الحيوية”.
أما زميله أحمد الخرَّاف فأكد أنه لم يشهد تنظيمياً مثيلاً لهذا التنظيم الرائع في المنتديات الطلابية، مقدماً شكره للجان التنظيمية وجامعة البحرين، داعياً في الوقت نفسه إلحاق مسابقة بين الجامعات بالحدث أو عقد معرض لزيادة الفائدة وتبادل التجارب بين الجامعات.
وحظي المنتدى الذي اتخذ من رؤية البحرين الاقتصادية 2030 محوراً لبحوثه ومناقشاته برعاية مؤسسات وشركات عدة، هي: شركة روماكس ومؤسسة ترتيب لتنظيم المؤتمرات راعيتين ذهبيتين، وديار المحرق راعياً فضياً، وتمكين راعياً إستراتيجيا وبرونزياً، وشركة نفط البحرين (بابكو) والشركة البحرينية الكويتية للتأمين ومجموعة يوسف خليل المؤيد وبلاستك الاتحاد وفيفيد للتصوير ومشاريع القصر رعاة برونزيين. أما الجهة المتعاونة والناقل الرسمي، فهما: المؤسسة العامة للشباب والرياضة، وطيران البحرين.
ويهدف المنتدى إلى مناقشة أهم مستجدات الثورة العمرانية في المملكة، والاطلاع على أحدث التقنيات العلمية والتطبيقية لتعريف الطالب بها، وتقريبه من الواقع التطبيقي، ومساعدة الطالب على تحليل المشروع المعماري ودراسته بمنظور أكاديمي يستعرض الجوانب الجمالية والأبعاد الاجتماعية والبيئية للمشروع، ومنح الفرصة لعرض أعمال الطلبة ومشاريعهم خلال المنتدى وذلك لإظهار مستواهم الأكاديمي المتميز، وتعريف الجهات المهنية المشاركة بطبيعة القدرات والكفاءات المُرتقبة من خريجي هندسة جامعة البحرين، وخلق حلقة وصل بين المجالين الأكاديمي والمهني.