قالت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن المنامة تعيش مشروعها السياحي وتؤسس لقاعدة عربية مشتركة، وإن الوزارة ومن أجل إطلاق هذه القاعدة العربية المشتركة تستند على مراجع عميقة وآليات دقيقة تساعد على تطوير القطاع السياحي، إذ وضعت خطوات وخطط بعيدة المدى تستند على تأهيل العامل البشري وتطويره عبر مجموعة من البرامج التدريبية والمؤتمرات المشتركة وورش العمل، تطوير المواقع سواء كانت أُثرية أو حرفية أو طبيعية أو تاريخية أو حتى تلك الخاصة بقطاع الضيافة والفندقة والإقامة والعائلة والبيئة.
وأوضحت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، خلال اجتماع مجلس وزراء السياحة العرب الذي انعقد في دورته الخامسة عشر بمقر الجامعة العربية مساء أمس في القاهرة برئاسة وزير السياحة والآثار الأردني نايف الفايز، أن وزارة الثقافة ضمن خطتها الأولية، ركزت على عدد من المشاريع، من بينها مشروع مركز زوار شجرة الحياة، جزر حوار، مشروع تطوير سوق المنامة القديم وموقع باب البحرين. وخلال المرحلة المقبلة، ستواصل الوزارة إعادة تأهيل وحفظ المواقع الأثرية وإعدادها سياحياً وعمرانياً، كما تسعى لإحياء الأسواق الشعبية والمقاهي القديمة التي تقتبس ذاكرة الماضي، واستحداث أنشطة ومواسم مختلفة.
وأشارت إلى أن مملكة البحرين تحمل منذ هذه اللحظة على عاتقها مسؤولية هذا المشروع التاريخي، الذي يجسّد بشكل أو بآخر الأفق الثقافي والسياحي المشترك ما بين شعوب المنطقة العربية ودول العالم، ومن خلال العاصمة البحرينية المنامة ينطلق مشوار هذا المشروع بصورة نحاول من خلالها أن نصنع اختلافًا حقيقيًا وبنية تحتية مشتركة تطور من أداء المنظومة العربية فيما يتعلق بمجال السياحة وما يتبعه من قطاعات أخرى”. وقالت “المنامة وبعد اختيارها عاصمة للسياحة العربية، صرنا في موقع أدق وأفق أوسع أمام هذا العالم، لذلك علينا في خطة واستراتيجية مدروسة أن نستوعب مختلف الطاقات ونستفيد من الروافع الحضارية التي تختص بها المنطقة، وإعادة إبرازها في نتاجات ومنجزات مستديمة تؤهل المنطقة لتطوير إمكاناتها وكوادرها”.
وأعربت وزيرة الثقافة عن سعادتها باختيار العاصمة البحرينية المنامة، معقّبةً: “بعد اختيار المنامة عاصمة للثقافة العربية في هذا العام 2012م، هي اليوم تستعد لأن تكون عاصمة للسياحة العربية في العام المقبل 2013م، وهذا يحمل مؤشرات ودلائل على استحقاقية المملكة ونتاج عملها طوال الأعوام الماضية، ونأمل فعليًا أن نتمكن من دمج الرؤى العربية كافة وإعادة إرسالها وتوجيهها للفائدة الشعبية المشتركة”.
وأفصحت خلال مشاركتها باجتماع مجلس الوزراء عن الاستراتيجية التي أدرجتها وزارة الثقافة البحرينية لتوظيف العوامل والجواذب السياحية المختلفة، مشيرة إلى أهمية الاستناد على الإرث التاريخي والمعرفي المتراكم الذي يشكّل المنطقة، والسعي للحفاظ على الخصائص والمكونات الحضارية التي ترسّخ المساعي باتجاه المنجزات المختلفة، وتستعيد المشاهد السياحية والجواذب التي تهمّ الزوّار والعابرين، وتنعكس بدورها على الموجودات المكانية والثقافية والفكرية والحضارية. وقد اعتمدت تركيبة العام المقبل على أربعة فصول مختلفة، تتناوب في عرض مواضيع محددة، يتسم كل موسم فيها بثيمة مغايرة، تبدأ في الأول منها من خلال السياحة الثقافية والتي تمتد منذ يناير وحتى مارس المقبل، تتبعها في الأشهر الثلاثة اللاحقة فكرة السياحة الرياضية. أما الموسم الثالث فيقع ما بين شهري يوليو وسبتمبر ويركز على السياحة الترفيهية بفروعها الاقتصادية والعائلية وغيرها. كما يختص الشهر الأخير بالسياحة الخضراء التي تركز على التركيبة البيئية والمفاهيم الطبيعية وأهميتها في جاذبية الأمكنة الجغرافية.
ودعت الوزيرة الشيخة مي خلال اجتماع وزراء السياحة العرب بأن يكون الاجتماع المقبل للدول العربية في مملكة البحرين، بمناسبة تتويج المنامة عاصمة السياحة للعام 2013.
وأضافت “واستعداداً لهذه الفصول، فقد جهّزت وزارة الثقافة العديد من الموارد الثقافية والسياحية متمثلة في الأنشطة والفعاليات المستمرة على مدى العام، منها: المعارض، الندوات، المؤتمرات المختلفة، المحاضرات، المسابقات وغيرها، والتي ترتكز على الكثير من العروض والشخوص الثقافية والاختصاصية في مجالات السياحية ومحاورها. فيما تستمر المواسم البحرينية المعتادة ضمن توليفة عاصمة السياحة، وتخلق أحداثًا تفاعلية مع الجمهور، ومنها: معرض البحرين للفنون التشكيلية، ربيع الثقافة، معرض البحرين الدولي للكتاب، مهرجان التراث، تاء الشباب ومهرجان البحرين الدولي للموسيقى”.