^ تركيا تفتح النار على سوريا رداً على قذيفة ^ الإبراهيمي: الأزمة تأكل الأخضر واليابس بالمنطقة
عواصم- (وكالات): تدور اشتباكات شبه يومية بين مقاتلين شيعة قريبين بغالبيتهم من حزب الله اللبناني، وآخرين معارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في قرى سورية حدودية مع لبنان، وفقاً لناشطين وسكان. وتدور الاشتباكات في قرى سورية يقطنها لبنانيون، علماً أن الحدود غير مرسمة وتتداخل العديد من القرى والبلدات بين البلدين.
وقال أحد سكان بلدة زيتا الواقعة داخل الأراضي السورية والتي تشهد بعضاً من هذه الاشتباكات “يهاجم قرانا مقاتلون يريدون التسلل إليها، ونحن ندافع عن أنفسنا”.
ويشير إلى أن هذه الاشتباكات تدور “في نحو 20 بلدة في محافظة حمص وسط سوريا، حيث يقطن 30 ألف شخص”.
ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 88 مدنياً قتلوا بنيران قوات الأمن السورية، بينما أسقط مقاتلون سوريون معارضون مروحية للقوات النظامية قرب مدينة معرة النعمان الاستراتيجية بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وقال المرصد “تمكن مقاتلون من الكتائب الثائرة من إصابة طائرة في ريف معرة النعمان كانت تشارك في الاشتباكات بقرية معر حطاط وشوهدت النيران تشتعل فيها”، مشيراً إلى أن الطائرة مروحية وسقط حطامها في قرية بسيدة، بحسب ما نقل عن ناشطين.
في غضون ذلك، عززت السلطات السورية الإجراءات الأمنية في محيط المباني الحكومية في دمشق تخوفاً من هجمات محتملة.
في غضون ذلك، قال مكتب محافظ إقليم هاتاي التركي إن القوات المسلحة التركية أطلقت النار عبر الحدود مع سوريا رداً على سقوط قذيفة مورتر أطلقت من الجانب السوري داخل الإقليم الحدودي.
وأضاف في بيان أن سقوط القذيفة لم يسفر عن وقوع إصابات. وقال إن الجيش التركي أطلق النار من قاعدة في بلدة حاجي باشا الحدودية.
سياسياً، حذر الموفد الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي من أن الأزمة السورية قد تأكل “الأخضر واليابس” في المنطقة، وذلك في تصريح أدلى به خلال زيارته إلى بيروت.
وقال الإبراهيمي “لابد أن تدرك دول جوار سوريا أنه لا يمكن أن تبقى هذه الأزمة داخل الحدود السورية إلى الأبد. أما أن تعالج أو أنها ستسوء وتنكب وتأكل الأخضر واليابس”.
وأتت تصريحات الإبراهيمي إثر لقائه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية في بيروت التي وصلها الموفد الدولي في زيارة لم تكن معلنة، وتأتي ضمن جولة له في المنطقة شملت دولاً معنية بالوضع في سوريا.
وجدد الإبراهيمي التذكير بدعوته إلى وقف لإطلاق النار خلال عيد الأضحى الذي يصادف الأسبوع المقبل، قائلاً إن “الشعب السوري الآن من الطرفين يدفن 100 إنسان كل يوم، فهل من المعيب الطلب في مناسبة العيد خفض عدد القتلى؟”.
وألمح طرفا النزاع في سوريا إلى أنهما على استعداد للتجاوب مع اقتراح الإبراهيمي بشرط أن يلتزم الطرف الآخر بذلك.
من جانبها، أعربت تركيا عن دعمها لخطة الإبراهيمي لوقف إطلاق النار في سوريا خلال عيد الأضحى.
وقال وزير الخارجية التركي داود أحمد أوغلو في مقابلة مع تلفزيون “أي هابر”، “من حيث المبدأ نعتبر أنه من المفيد إعلان هدنة أثناء عطلة عيد الأضحى”. وأشارت تقارير إلى أن “إيران أعلنت دعمها” لوقف إطلاق النار.
من جهته، دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الحكومة السورية وجميع أطراف المعارضة المسلحة إلى الالتزام بهدنة خلال عيد الأضحى الذي يبدأ في 26 أكتوبر الجاري.
وقال العربي في بيان إنه يدعو “الحكومة السورية وجميع أطراف المعارضة السورية المسلحة الاستجابة لنداء الهدنة ووقف جميع أعمال العنف والعمليات العسكرية خلال أيام عيد الأضحى المبارك”.
من جانبه، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مجلس الأمن الدولي وحده يستطيع أن يفرض على روسيا قيوداً حول صادرات الأسلحة، وذلك في أعقاب جدال بشأن حمولة طائرة سورية اعترضتها أنقرة فيما كانت تقوم برحلة بين موسكو ودمشق. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله “بالنسبة إلينا وحدها عقوبات من مجلس الأمن الدولي تستطيع تبرير فرض قيود على تسليم أسلحة إلى هذا البلد أو ذاك”.
وأضاف “في كل الحالات الأخرى، لا يستطيع أحد، أياً تكن الذريعة، أن يملي على روسيا أو على أي دولة أخرى، مع من وكيف تقوم بصفقات بيع” الأسلحة.
وتأتي هذه التصريحات بعد اعتراض تركيا الأسبوع الماضي طائرة مدنية سورية كانت تقوم برحلة بين موسكو ودمشق وتنقل كما ذكرت أنقرة “عتاداً حربياً”، فيما قالت روسيا إن الشحنة “شرعية” وهي معدات لمحطات رادار.
في غضون ذلك، قررت السعودية منح السوريين الراغبين في أداء مناسك الحج تأشيرات دخول من خلال سفاراتها في لبنان والأردن وتركيا، كما أعلن السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري.