أمريكي إيــراني يعترف بضلوعـــه في مؤامـــرة طهــران لقتــل سفــير الرياض
جدة - (أ ف ب): بحث خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع العاهل المغربي الملك محمد السادس في جدة “مجمل الأحداث والمستجدات على الساحتين العربية والدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع في سوريا”، بينما ناقش عدد من الوزراء في البلدين في جدة أمس ملفات اقتصادية “مهمة” على هامش الزيارة التي يقوم بها العاهل المغربي.
وشملت المباحثات بين العاهل السعودي ونظيره المغربي التعاون بين البلدين وحضرها الأمير مشعل بن عبدالعزيز رئيس هيئة البيعة والأمير مقرن بن عبدالعزيز، مستشار الملك. وأقام العاهل السعودي مأدبة تكريماً لملك المغرب. وقد وصل الملك محمد السادس إلى جدة مساء أمس الأول في مستهل جولته في منطقة الشرق الأوسط تشمل عدة دول. وسيؤدي الملك محمد السادس مناسك العمرة.
في غضون ذلك، نقلت الوكالة الرسمية عن وزير المال إبراهيم العساف قوله إن وزراء البلدين ناقشوا “ملفات مهمة وخصوصاً العلاقات الاقتصادية والاستثمارات بين البلدين ودور صندوق السعودي للتنمية في المغرب في قطاعات الصحة والنقل والري والزراعة”.
وأضاف العساف “الاجتماع ناقش بشكل أساسي الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص ودعم الاستثمارات بين البلدين لتنمية التجارة عن طريق استثمار القطاع الخاص في الموانئ وتعزيز خطوط الملاحة بين البلدين والتبادل التجاري”.
يذكر أن قادة دول مجلس التعاون الخليجي قرروا العام الماضي دعم المغرب بـ 5 مليارات دولار منها مليار و250 مليون دولار حصة السعودية من الصندوق السعودي للتنمية.
وتابع العساف “هناك قطاعات مهمة في المغرب في خدمة البيئة الاستثمارية وهي من الأفضل في الدول العربية، هناك إقبال من القطاع الخاص السعودي على الاستثمار السياحي والصناعي والزراعي وكذلك الموانئ التي تدعم قطاع النقل”.
وأكد أن “السعودية والمغرب قطعتا شوطاً كبيراً فيما يتعلق بالمشروعات التي سيمولها الصندوق السعودي للتنمية الذي سيتوجه عدد من مسؤوليه إلى المغرب للبحث النهائي في هذه المشروعات والبدء فوراً في التنفيذ”. من جهته، شدد وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني على “انخراط” بلاده في “إنجاح التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب”.
وقال إن السعودية “ستستثمر في مجال الطاقة حيث سيتم إنشاء أكبر مركز عالمي لإنتاج الطاقة الشمسية” دون مزيد من التفاصيل.
كما أكد وزير النقل المغربي عزيز رباح أن بلاده “تمثل أكبر قاعدة بالنسبة للمستثمرين السعوديين” مشيراً إلى “فتح الاستثمار للقطاع الخاص في جميع المجالات وإضافةً إلى الموانئ والطرق تم تأكيد التعاون في كل مجالات النقل وخصوصاً البحري”. بدوره، قال وزير المال المغربي نزار بركه إن المبادلات بين البلدين “ارتفعت من مليار دولار عام 2000 إلى 20 مليار دولار سنة 2011” موضحاً أن الاستثمارات السعودية بلغت حتى الآن 550 مليون دولار فيما كانت حوالي مليار العام الماضي”.
وقال مستشار ملك المغرب عمر عزيمان إن العلاقات “ستشهد نقطة تحول جديدة للعمل بأدوات ومنهجية تتجاوب مع تطلعات شعوبنا من أجل تحويل أساليب العمل إلى مشروعات تنموية مصيرية”.
وشارك وزراء الزراعة فهد بلغنيم والنقل جبارة الصريصري والصحة عبدالله الربيعة في الاجتماعات.
ومن الجانب المغربي عزيمان وزليخة ناصري وفؤاد عالي الهمة وياسر الزناكي مستشارو ملك المغرب ووزراء الاقتصاد والمال نزار بركة والفلاحة عزيز اخنوش والنقل عزيز رباح والصحة الحسين الوردي والطاقة فؤاد الدويري.
وكان المغرب وقع مع مجلس التعاون الخليجي عام 2011 اتفاقية شراكة استراتيجية تنص على تمويل مشاريع تنموية بقيمة 5 مليارات دولار على خمس سنوات.
وفي مايو 2011، دعت الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي الرباط وعمان إلى الانضمام للمجلس.
والمغرب والأردن هما المملكتان العربيتان الوحيدتان خارج المجلس الذي بقي مغلقاً أمام أي عضوية جديدة منذ إنشائه عام 1981.
من جهة أخرى، اعترف المواطن الأمريكي من أصل إيراني منصور اربابسيار بضلوعه في التخطيط مع الحرس الثوري الإيراني لقتل السفير السعودي في واشنطن.
وأثناء مثوله أمام محكمة فيدرالية في نيويورك التي كان من المقرر أن يحاكم فيها في يناير المقبل، فاجأ اربابسيار المحكمة باعترافه بذنبه. ويواجه حكماً بالسجن لمدة 25 عاماً في حال إدانته أثناء جلسة النطق بالحكم المقررة في 23 يناير المقبل.
وسأله القاضي جون كينان “هل صحيح أنه تقريباً من ربيع 2001 وحتى خريف 2011 أنك والمتآمرين معك، وهم مسؤولون في الجيش الإيراني، أنكم اتفقتم على اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة؟”.
فأجاب اربابسيار “نعم”، معترفاً بذنبه في 3 تهم.
ودخل اربابسيار إلى قاعة المحكمة ويبدو عليه النحول بلحيته الرمادية، وقد أوثقت يداه، تحت حراسة مشددة. ووجد اربابسيار المرتبك صعوبة في تذكر عمره، وقال “58 عاماً، حسبما أعتقد”.
واعتقل اربابسيار في سبتمبر الماضي في مطار جون كنيدي الدولي في نيويورك. وتلا اعتقاله مسلسل قانوني ودبلوماسي طويل بين واشنطن وطهران وسط علاقات متوترة أصلاً بين الجانبين.
ووجهت التهم إلى اربابسيار ومتهم آخر هو غلام شاكوري، العضو البارز في فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الذي لم يتسن القبض عليه. ونفت إيران بقوة أي ضلوع لها في محاولة الاغتيال التي تقول واشنطن إن وراءها فيلق القدس من خلال الاستعانة بقتلة من عصابة مخدرات مكسيكية مقابل 1.5 مليون دولار.
واتهم اربابسيار بترتيب تحويل 100 ألف دولار إلى الولايات المتحدة كدفعة أولى لأفراد العصابة، بحسب ما جاء في لائحة الاتهامات.