اختتمت أمس فعاليات منتدى العمارة الثالث الذي نظمته جمعية كلية الهندسة بجامعة البحرين، وسط إشادات بالتنظيم والأداء الطلابي المتميز.
وعقدت فعاليات المنتدى برعاية كريمة من سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد الملكي للفروسية وسباقات القدرة، وكان سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة افتتح أعمال المنتدى يوم الإثنين الماضي وأشاد بجهود طلبة الجامعة، وحثهم على مواصلة الإبداع والتميز في المجالات كافة التي تخدم مسيرة بناء مستقبل المملكة.
وعبر رئيس جامعة البحرين د.إبراهيم جناحي عن بالغ شكره وعرفانه لسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة لرعايته الكريمة التي دعمت كل خطوة من خطوات المنتدى، وشجعت الطلبة واحتضنت إبداعاتهم، وهذا يدل على حرص سموه على دعم الشباب ومؤازرة طموحاتهم. كما شكر رئيس الجامعة سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة على تشريفه حفل افتتاح المنتدى، فقد أسعدت الطلبة مشاركة سموه لهم انطلاق هذا العمل الطلابي المتميز، وكان حضور سموه حفل الافتتاح والمعرض المصاحب للمنتدى مصدر فخر للجامعة وطلبتها.
وبحث المنتدى الذي استمر لأيام ثلاثة العمارة والاقتصاد البحريني، والعمارة على ضوء “رؤية البحرين الاقتصادية 2030”، و«التعليم المعماري وتأثيره على العمارة في البحرين”.
وأقيم في نهاية المنتدى حفل تكريم شمل المنظمين والمشاركين، ألقى فيه عميد شؤون الطلبة د.عدنان التميمي كلمة خاطب فيها الطلبة وأثنى على جهودهم وشكر فيهم روح العمل المتقدة التي أظهرت منتداهم بصورة مشرفة. وتم تكريم الوفود الخليجية المشاركة، وتقديم جوائز مسابقة العمارة التي عقدت أثناء المنتدى، وعرض فيلم عن أيام المنتدى اختصر فيه الطلبة أهم أحداثه وذكرياته، كما أقيم سحب على جوائز قيمة قدمتها شركة طيران البحرين وشركة يوسف بن خليل المؤيد.
وازدحم برنامج يوم أمس بالعديد من الفقرات، والأنشطة، وتصدرتها محاضرة بعنوان: مستقبل تصميم المدن قدمتها الإماراتية نسرين التميمي، ثم مسابقة عن البناء الإبداعي، وورشة عن السوق المعماري وتلتهما محاضرة بعنوان: (أستوديو العمل: طريقة مبتكرة للتعلم) قدمتها وفاء عبيدات. وقد بحثت حلقة نقاشية ضمت كلاً من عميد كلية الهندسة الأستاذ الدكتور نادر البستكي، وعميد شؤون الطلبة د.عدنان التميمي، ومدير المكتب الهندسي في كلية الهندسة د.فؤاد الأنصاري من جهة، والطلبة المشاركين في المنتدى من جهة أخرى، آراء الطلبة بشأن “تطوير التعليم المعماري”.
وشدد المحاضرون الذين استعرضوا تجاربهم خلال أيام المنتدى الثلاثة على أهمية أن يتحلى المعماري بروح المبادرة والمسؤولية والإبداع. واستعرضت المهندسة نسرين التميمي تجربة إطلاق مؤسسة “تصميمنا” غير الربحية في الإمارات التي تعنى بتقييم المناطق والقرى من الناحية المعمارية، والتشاور مع أصحاب المنطقة لصوغ رؤى ومرئيات هندسية مقترحة للجهات الرسمية.
وقالت التميمي “لقد بحثنا ثلاث مناطق حتى الآن في إمارة دبي، هي: سطوة، والقرس، والخور، وقمنا بتقييمها من خلال الملاحظة واستبيان آراء الساكنين تمهيداً لصوغ مرئيات بشأن تطوير المناطق”. ولفتت إلى أن مؤسسة تصميمنا تتكون من أربع مهندسات تنتمين لثقافات مختلفة، هن: المهندسة الإماراتية نسرين التميمي، والمهندسة الكورية بونس جاكشين، والمهندسة الألمانية أدينا همبل، والمهندسة الكندية كريستينا كوتيكا. ودعت التميمي طلبة العمارة إلى أن يكون لهم دور في تنمية بلدانهم وأحيائهم عمرانياً، وألا ينتظروا أحداً يطلب منهم ذلك بل يبادروا لتحقيق تطلعاتهم.
وفي السياق نفسه دعا المصمم محمد حارب صاحب مسلسل فريج الكارتوني الشهير في محاضرة له أمس الأول الطلبة إلى أن يصنعوا لهم تاريخاً، وألا يستمعوا للمثبطين بل يقتحموا عالماً يحبونه ليبدعوا فيه، مستعرضاً تجربته في دراسة الفنون في الولايات المتحدة أنموذجاً لما يدعو إليه. وشهدت محاضرة حارب تفاعلاً ملحوظاً من جانب المشاركين في المنتدى الذين طرحوا عليه أسئلة عدة بشأن تجربته. وحظي المنتدى الذي اتخذ من رؤية البحرين الاقتصادية 2030 محوراً لبحوثه ومناقشاته برعاية مؤسسات وشركات عدة، هي: شركة روماكس ومؤسسة ترتيب لتنظيم المؤتمرات راعيتين ذهبيتين، وديار المحرق راعياً فضياً، وتمكين راعياً استراتيجيا وبرونزياً، وشركة نفط البحرين (بابكو) والشركة البحرينية الكويتية للتأمين ومجموعة يوسف خليل المؤيد وبلاستك الاتحاد وفيفيد للتصوير ومشاريع القصر رعاة برونزيين. أما الجهة المتعاونة والناقل الرسمي، فهما: المؤسسة العامة للشباب والرياضة، وطيران البحرين.
وهدف المنتدى إلى مناقشة أهم مستجدات الثورة العمرانية في المملكة، والاطلاع على أحدث التقنيات العلمية والتطبيقية لتعريف الطالب بها، وتقريبه من الواقع التطبيقي، ومساعدة الطالب على تحليل المشروع المعماري ودراسته بمنظور أكاديمي يستعرض الجوانب الجمالية والأبعاد الاجتماعية والبيئية للمشروع، ومنح الفرصة لعرض أعمال الطلبة ومشاريعهم خلال المنتدى وذلك لإظهار مستواهم الأكاديمي المتميز، وتعريف الجهات المهنية المشاركة بطبيعة القدرات والكفاءات المُرتقبة من خريجي هندسة جامعة البحرين، وخلق حلقة وصل بين المجالين الأكاديمي والمهني.