معنى العيد مشتق من العود، وهو الرجوع، وسمي هذا اليوم بذلك: إما لتكراره كل عام، أو لعود السرور بعوده، أو لكثرة عوائد الله فيه على العباد. وعوائد الله تعالى هي نعمه التي عوَّد عباده إنعامه بها عليهم.
وفيما يخص العيدين، فصلاة العيدين سنة مؤكدة لأنه عليه الصلاة والسلام لم يتركها منذ شرعت حتى توفاه الله تعالى، ويندب “يستحب” لها الجماعة، وتصح فرادى، ووقتها من طلوع الشمس – ويندب ارتفاعها قدر رمح – “أي مقدار ربع ساعة تقريباً بعد طلوع الشمس” إلى الزوال “وهو زوال الشمس من وسط السماء وهو وقت أذان الظهر”، وإقامتها في المسجد أفضل إن اتسع، فإن ضاق فالصحراء أفضل.
ويندب “يستحب” ألا يأكل في الأضحى حتى يصلي العيد، والفطر بالعكس فيندب له أكل تمرات وتراً قبل الصلاة، ليخالف ما كان عليه في شهر رمضان اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ويغتسل بعد الفجر وإن لم يعزم على صلاة العيد لأن الغسل سنة لليوم بخلاف الجمعة فإنه للصلاة فقط، ويجوز من نصف الليل ويتطيب، ويلبس أحسن الثياب، ويستحب لبس البياض، ولكن إن وجد ثياباً غير البيض أحسن فهي أولى لإظهار النعمة بخلاف الجمعة فيلبس البياض حتى لو وجد غيرها أحسن لأن القصد إظهار التواضع.
كما يستحب حضور الصبيان بزينتهم، ومن لا تشتهى من النساء بغير طيب ولا زينة، ويكره لمشتهاة “وتسمى من ذوات الهيئات وهي المرأة الجميلة التي تلفت انتباه الرجال بجمالها فيرغب فيها الرجال” لأنها مظنة الفتنة، ويبكر بعد الفجر ماشياً ويرجع من طريق غير الذي ذهب منه.
وصلاة العيد ركعتان يكبر في الأولى بعد الاستفتاح وقبل التعوذ 7 تكبيرات وفي الثانية 5 غير تكبيرة القيام، ويندب قراءة سورة “ق” في الأولى و«القمر” في الثانية، أو “الأعلى” و«الغاشية”.
ولها خطبتان تفتتح الأولى بتسع تكبيرات، والثانية بسبع، ومن قال إنها خطبة واحدة من بعض “المتمجهدين” في آخر الزمان فقد خالف إجماع الأمة المحمدية، فكفى بهذا ضلالا وخذلانا من الله تعالى:
إذا لم يكن عون من الله للفتى
فأكثر ما يجني عليه اجتهاده
وهذا ناتج عن فهم حديث رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم خطأ، بسبب دعوى الاجتهاد، وعدم اتباع أئمة الدين المعتمدين في فهم نصوص الكتاب والسنة، وهم الأئمة الأربعة، فالعاقل لا يترك علماء الأمة إلى قول معاصر مخالف أفتى من عند نفسه، ولابد من التنبيه لهذا لوقوع المخالفة للإجماع من شخص خطب خطبة واحدة وادعى أنها السنة.
والتكبير مرسل ومقيد، فالمرسل غير مقيد بصلاة ولا غيرها “أي ليس من التكبير الذي يقال بعد الصلوات” بل في المساجد والمنازل والطرقات، ويسن من غروب شمس ليلة العيد إلى أن يحرم الإمام بصلاة العيد، وهذا في عيد الفطر والأضحى كذلك.
والمقيد يكون عقب الصلوات سواء المفروضات أو المسنونات وهو في عيد الأضحى فقط، ويبدأ من صبح عرفة إلى عصر رابع أيام العيد، وصيغته: “الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد”، وإن زاد ما اعتاده الناس وهو: “الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلا لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون”، فحسن.
ولابد أن ننبه إخواننا المسلمين إلى أن “العيد فرح بنعمة الله تعالى، ففي عيد الفطر بصيام وتمام الشهر الكريم، وفي الأضحى بالحج، فينبغي فيهما شكر الله تعالى بطاعته لا معصيته بالذهاب لأماكن المعاصي، وما شابهها.