غوانتنامو - (أ ف ب): مثل العقل المدبر المفترض لاعتداءات 11 سبتمبر خالد شيخ محمد أمام محكمة عسكرية في غوانتنامو مرتدياً سترة عسكرية مرقطة بدون أكمام وشن هجوماً لاذعاً على الأمريكيين، موضحاً أن “الحكومة الأمريكية تقتل ملايين الأشخاص باسم الأمن القومي”.
وقال في اليوم الثالث من محاكمة تمهيدية في القاعدة العسكرية الأمريكية في غوانتنامو بكوبا إن الرئيس الأمريكي “يستطيع أن يشرع عمليات القتل باسم الأمن القومي للمواطنين الأمريكيين.
وسمح لمحمد الذي يعرف عنه بالأحرف الأولى من اسمه الثلاثي بالتحدث بتأخر 40 ثانية في البث للسماح بالتشويش على أقواله في حال تطرق لمسائل حساسة.
واحتجز محمد في سجن سري للاستخبارات المركزية الأمريكية “سي.آي.ايه” من 2002 إلى 2006 وأقرت الحكومة أنه تعرض 183 مرة لتقنية الإيهام بالغرق. وقال “كل ديكتاتور يمكنه اختيار” تعريفه للأمن القومي. وأضاف “كثيرون يمكنهم أن يقتلوا أشخاصاً باسم الأمن القومي كثيرون يمكنهم أن يعذبوا أشخاصاً باسم الأمن القومي ويحتجزوا أطفالاً باسم الأمن القومي، أطفالاً قاصرين”. وقال “باسم الله، عندما تعرب الحكومة عن حزنها لأن 3 آلاف شخص قتلوا في 11 سبتمبر فيجب أن نشعر بالأسف كون الحكومة الأمريكية قتلت ملايين الأشخاص باسم الأمن القومي”.
وفي إشارة واضحة إلى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي قتل في عملية لقوة أمريكية في باكستان العام الماضي قال “بإمكان الرئيس أن يأخذ شخصاً ما ويرميه تحت البحر باسم الأمن القومي”.
وختم خالد شيخ محمد الذي أرخى لحية كثيفة محناة وعلى رأسه عمامة بيضاء “دمنا ليس من الماء”.
وبعد هذا الهجوم اللاذع حذره القاضي جيمس بول بأن لن يسمح له بالحديث مجدداً. وتأتي الجلسات تمهيداً لمحاكمة المتهمين في اعتداءات 11 سبتمبر 2001 التي ستنعقد في وقت ما العام المقبل.
وخالد شيخ محمد متهم بأنه العقل المدبر للهجوم بطائرات مخطوفة أدى إلى مقتل 2976 شخصاً فيما يحاكم المتآمرون المفترضون معه بتقديم التمويل وأدوات دعم أخرى للذين قاموا بتوجيه الطائرات وتحطيمها. ويواجه المتهمون الخمسة عقوبة الإعدام في حالة الإدانة.
وإضافة إلى إسقاط البرجين التوأمين يقول المهندس إنه قطع رأس الصحافي الأمريكي دانيل بيرل في 2002 “بيده اليمنى المباركة” وأنه قدم المساعدة في عملية تفجير مركز التجارة العالمي في 1993 الذي أوقع ستة قتلى. ويصف الادعاء المتهمين بأنهم “مقاتلون غير قانونيين” وسعى لمنعهم من حق ارتداء الملابس العسكرية لأسباب أمنية لكن القاضي بول رفض تلك المخاوف. ويحق لمحمد والمتهمين الآخرين البقاء في زنزاناتهم وعدم حضور الجلسات التمهيدية التي تستمر 5 أيام.
ويسعى الدفاع إلى منع إدارة الرئيس باراك أوباما من تقديم الحجج بأن معاملة المتهمين والتعذيب المزعوم خلال عمليات الاستجواب في سجون السي.اي.ايه السرية قبل إرسالهم إلى غوانتنامو في 2006 تصنف بالسرية حفاظاً على الأمن القومي. وجزء من مرافعات أمس الأول تم تشويشها عندما قدم محام “إشارة محددة لأسلوب استجواب سري مفترض” بحسب ما شرحه القاضي بعد استئناف البث.
وقال المحامي كيفن بوغوسكي “إذا ضربتك لست أقدم لك معلومات، إذا علقتك بالسلاسل من السقف لست أقدم لك معلومات” موضحاً أن المعلومات فقط يمكن تصنيفها بالسرية وليس ذكريات التجارب. وخلال الجلسة مال محمد باتجاه المتهم عمار البلوشي وبعد مخاطبته من مسافة، رفع يده طالباً الكلام.