تونس- (وكالات): قتل منسق “حركة نداء تونس” التونسية المعارضة في تطاوين جنوب البلاد خلال مواجهات دارت بين أنصاره ومتظاهرين مقربين من التيار الإسلامي الحاكم، كما أفادت الحركة ووزارة الداخلية.
وقال عضو في الحركة إن منسق الحركة في تطاوين لطفي نقض قتل جراء تعرضه للضرب عندما هاجم متظاهرون موالون للسلطة مقر الاتحاد الجهوي للفلاحة الذي يرأسه.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد طروش وقوع أعمال العنف، ولكنه أوضح أن نقض توفي “جراء أزمة قلبية”.
ولكن أحد مسؤولي الإعلام في “نداء تونس” قال إنه حتى لو كان نقض قد توفي نتيجة أزمة قلبية فهي “مرتبطة مباشرة بالاعتداء” الذي تعرض له.
من جهتها قالت وكالة الأنباء التونسية “أسفرت أعمال عنف اندلعت صباح أمس أمام مقر الاتحاد الجهوي للفلاحة بتطاوين بين عدد من المشاركين في مسيرة نظمتها الرابطة الشعبية لحماية الثورة وعدد من الموجودين بمقر الاتحاد عن وفاة شخص وإصابة 9 آخرين بجروح نقلوا على إثرها إلى المستشفى”.
و«الرابطة الشعبية لحماية الثورة” التي نظمت المسيرة الاحتجاجية هي ائتلاف لمنظمات مقربة من الائتلاف الحاكم بقيادة حزب النهضة الإسلامي.
وانطلقت المسيرة بداية إلى مقر الاتحاد الجهوي للفلاحة، إلا أنها ما لبثت أن تحولت إلى أعمال عنف بين الطرفين تخللها قذف زجاجات حارقة ورشق بالحجارة، بحسب وزارة الداخلية.
من جهتها أكدت “نداء تونس” أن أعمال العنف ارتكبها حصراً المتظاهرون الذين اقتحموا مقر الاتحاد الجهوي للفلاحة وضربوا بواسطة العصي عدداً ممن كانوا بداخله.
وأسس “نداء تونس” هذا الصيف الباجي قائد السبسي، ثاني رئيس وزراء في تونس ما بعد الثورة. وبحسب استطلاعات الرأي فإن هذه الحركة تتعاظم شعبيتها يوماً بعد يوم.
ويتهم الائتلاف الحاكم، وفي مقدمة النهضة، نداء تونس بالسعي “لإعادة فلول نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي إلى الساحة السياسية”.
وفي سياق آخر، قرر الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس تطبيق قانونين ينظمان قطاع الإعلام ويضمنان حرية الصحافة واستقلاليتها، بعد أن نفذ صحافيو البلاد أمس الأول إضراباً عاماً في قطاع الإعلام هو الأول في تاريخ تونس، للمطالبة بـ«رفع يد” الحكومة عن الصحافة.
وينظم المرسوم 115 “حرية الصحافة والطباعة والنشر” فيما ينص المرسوم 116 على “إحداث الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري”، وهي هيئة “تعديلية” تتولى تعيين مسؤولي المؤسسات السمعية والبصرية العمومية وتحمي استقلاليتها إزاء السلطات.
من جانبه، قال زعيم حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس راشد الغنوشي إن تشويه صورة السلفيين في البلاد خطأ لن يؤدي سوى إلى وصولهم للحكم في نهاية المطاف.