ردّت جماهير ريال مدريد بطريقتها الخاصة، على شريط الفيديو الذي أنتجته قناة TV3 الكاتالونية، ويشبّه لاعبي فريقها بـ"الضباع" و"آكلي لحوم البشر"، حيث شهدت مباراة "الملكي" أمس أمام إشبيلية رفع شعارات وترديد هتافات كان أكثرها إثارة دعوة المدافع البرتغالي كيبلير لافيران بيبي بشكل صريح لـ"قتل ميسي".
وهتف عدد كبير من جمهور ملعب "سانتياغو برنابيو" خلال اللقاء "اقتله يا بيبي .. اقتله"، وتقصد الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب برشلونة، والذي أظهره فيديو القناة الكاتالونية حملاً وديعاً تنهشه "ضباع الريال" ولاسيما بيبي المعروف بخشونته المفرطة.
وشارك بيبي بديلاً في مباراة البارحة لأول مرة منذ ما يزيد عن الشهر، بعد تعافيه من الإصابة التي عانى منها في الأسابيع الأخيرة، وبمجرد دخوله أرض الملعب تعالت بشكل أكبر الأصوات التي تدعوه لـ"قتل" ميسي.
ولم يكتف مشجعو الريال بدعوة بيبي لقتل ميسي، بل أطلقت العنان للشتائم والإهانات بحق اللاعب الأرجنتيني، ووصفه بعضهم بـ"المعاق" و"الحقير"، بينما نال إشبيلية قسطاً لا بأس به من الشتائم، حيث تردد هُتاف "الأندلسيون حثالة"، دون أن يُعرف السبب وراء استهداف هذا النادي، سوى أنه فاز على الريال في مرحلة الذهاب من "الليغا".
وأثارت هتافات مشجعي ريال مدريد المُسيئة لميسي والدعوة لقتله حالة من الاستياء والغضب في برشلونة، ونشرت صحيفة "موندو ديبورتيفو"الكاتالونية، مقالاً للكاتب فيرناندو بولو، استنكر فيه وصول الجماهير إلى هذه الدرجة من التطرف، مؤكداً أن الأمر يحتاج وقفة جادة من جميع الأندية لوضع حد لعدوانية الجماهير.
وفي المقابل، غرّد المئات من الإعلاميين والمشجعين الإسبان عبر موقع "تويتر"، مبدين دهشتهم من دعوة جماهير ريال مدريد لقتل ميسي، وأكدوا أن الغضب من شريط الفيديو سالف الذكر لا يعطي أحدا الحق للتطرف بهذه الطريقة، والدعوة لقتل لاعب أو إهانته لمجرد أنه من فريق غريم.
أما جماهير برشلونة، فلم تخف استياءها الشديد مما حدث في "البرنابيو" وتوعّد بعضها بالرد في أول مباراة تجمع فريقها أمام ريال مدريد في "كامب نو"، من أجل رد الاعتبار لميسي، الذي واجه في الأيام الماضية حرباً شعواء من الإعلام المدريدي ومن بعض اللاعبين، قبل أن يجد نفسه هدفاً هذه المرة لجماهير الريال.
القناة تعتذر عن المقطع المسيء
وكانت قناة TV3 قد أثارت جدلاً واسعاً هذا الأسبوع بعدما أنتجت ونشرت شريط فيديو يوضح مدى وحشية لاعبي ريال مدريد في التعامل مع ميسي خلال مباريات "الكلاسيكو"، ويشبّههم مدريد بـ"الضباع"، وقد أظهر بيبي على هيئة "مصاص دماء" لا يرحم.
وقدّم كزافييه فالس، مقدم برنامج "سبورت كلوب" الذي يبث على القناة الكاتالونية الثالثة، اعتذاراً رسمياً لإدارة نادي ريال مدريد على خلفية الفيديو المثير للجدل الذي تم عرضه على البرنامج والذي يشبّه لاعبي ريال مدريد بالحيوانات.
ودعا كزافييه فالس إدارة ريال مدريد لقبول اعتذاره، مؤكداً بأن الغرض من نشر هذا الفيديو لم يُقصد به التقليل من شأن أي طرف أو التحريض على العنف، بل كان يهدف بالدرجة الأولى إلى تقديم نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي على أنه ضحية للتدخلات العنيفة في مباريات الكلاسيكو، وليس كما أشيع مؤخراً في مدريد بأنه الجاني الذي يعتدي على نجوم الفريق الملكي.
وتابع كزافييه في البيان الرسمي الذي بثته القناة الكاتالونية الثالثة: "لقد تعرض ميسي في الآونة الأخيرة لحملة إعلامية شرسة لا يمكن السكوت عليها، كما تلقى سيلاً من الشتائم من جماهير ريال مدريد التي نادت بصوت واحد "المعاق" و"الهرموني" و"غير الطبيعي"، في إشارة إلى مرض نقص هرمونات النمو الذي عانى منه النجم الأرجنتيني منذ طفولته قبل أن يتكفل نادي برشلونة بتكاليف علاجه ليجعل منه اللاعب الأفضل في العالم".
واعترف مقدم البرنامج الإسباني بالذنب الذي اقترفه قائلاً: "المقارنة بالضباع كانت لها عواقب وخيمة، أتفهم أن بعض الناس قد آلمه هذا المقطع، من المؤكد أننا لم نكن حذرين بما فيه الرة، لكن عندما يخطئ أحدنا فليس أمامه سوى الاعتذار، وبالتالي فأنا أعتذر بالنيابة عن القناة لمن شعر بأن الفيديو هاجمه أو آلمه".
ولم يلق هذا الاعتذار قبولاً لدى إدارة النادي الملكي التي سارعت إلى اتخاذ قرار برفع دعوى قضائية ضد القناة والشروع في الاجراءات القانونية لتوقيع أقصى عقوبة على مسؤوليها.
كلاسيكو مليء بالضغائن
وأثار الفيديو الذي بثته القناة الكاتالونية الثالثة جدلاً واسعاً في الأوساط الكروية الإسبانية، حيث شبهت القناة الكاتالونية لاعبي ريال مدريد بالحيوانات المفترسة، من خلال عرض مقطع فيديو يُظهر أهم وقائع الاعتداءات والاحتكاكات العنيفة التي لجأ إليها مدافعو ريال مدريد سواء في مباريات الكلاسيكو أمام برشلونة أو حتى في مباريات أخرى.
وأبدى صانع ألعاب ريال مدريد، الكرواتي لوكا مودريتش، استياءه من هذا الفيديو "هذه ليست صحافة، إنه أمر غير مقبول، لقد شاهدت الفيديو على التلفزيون، لا أعرف ماذا أقول، هذا أمر لم أشاهده في حياتي في أي دولة أخرى، لعبت من قبل في كرواتيا وإنكلترا، لقد قدمت تلك القناة مثالاً سيئا أمام الأطفال والشباب".
كما نفى جوردي القائم بأعمال المدير الفني لفريق برشلونة الإسباني صلة ناديه بالفيديو المثير للجدل الذي بثته قناة الكتالونية (الراعي الإعلامي الرسمي لنادي برشلونة).
وأشار رورا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد عشية المواجهة المرتقبة أمام خيتافي في الجولة 23 من الدوري الإسباني لكرة القدم إلى أنه لم يشاهد هذا الفيديو، مستدركاً: "لكنني سمعت بعض التعليقات بشأنه، برشلونة ليس له أدنى علاقة بنشره".
ووجّه عميد رابطات تشجيع ريال مدريد في إسبانيا، كارلوس غارسيا، انتقادات لاذعة للقناة الكاتالونية، لافتاً إلى أن الفيديو الذي تم عرضه عليه يحرض على العنف والهدف من ورائه جعل كلاسيكو إياب نصف نهائي كأس ملك إسباني مليئاً بالضغائن.
إلى ذلك طالب غارسيا اتحاد الكرة الإسباني بالتدخل الفوري لوقف مثل هذه الممارسات التي تحرض بشكل علني على العنف، حاثاً مهاجم فريق برشلونة وأفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي على الخروج وانتقاد الفيديو بعد استخدام صورته في هذا الفيديو المسيء.