عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 100 شخص في أعمال عنف معظمهم في حلب والرقة ودير الزور، فيما ذكر معارضون أن سلاح الجو السوري ألقى قنابل عنقودية على معرة النعمان إحدى المدن الرئيسة شمال سوريا والتي يسيطر عليها المقاتلون وتتعرض منذ نحو عشرة أيام لعمليات قصف مكثفة، مع وصول الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق لمحاولة التوصل إلى هدنة. سياسياً، وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي دعوة مشتركة إلى وقف لإطلاق النار في سوريا خلال عيد الأضحى.
ودعا الجانبان في بيان مشترك “كل الأطراف المتحاربين في سوريا إلى أن يأخذوا في الاعتبار دعوة الإبراهيمي إلى وقف لإطلاق النار ووقف لأعمال العنف بكل أشكالها خلال فترة عيد الأضحى”. كما دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو رسمياً إلى وقف لإطلاق النار في سوريا في عيد الأضحى. وقال الإبراهيمي للصحافيين بمطار دمشق إن “المحادثات حول الأوضاع في سوريا ستشمل الحكومة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني”. وأضاف “سنتحدث عن الحاجة إلى وقف العنف الجاري وحول ما إذا كان ممكناً وقف إطلاق النار في عيد الأضحى”. وكان في استقبال الإبراهيمي في المطار نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية السوري وليد المعلم. ووصل الإبراهيمي لدمشق بعد جولة إقليمية في الدول التي تلعب دوراً في الأزمة، أي مصر وتركيا والسعودية وإيران والعراق ولبنان والأردن.
وقال الإبراهيمي في عمان “إذا تم تطبيق وقف إطلاق النار فيمكن البناء عليه وجعله هدنة حقيقية مع بدء عملية سياسية تساعد السوريين على حل مشاكلهم وبناء دولتهم”.
وتواصل العنف على الأرض بين القوات الموالية للرئيس بشار الأسد والمتمردين حول السيطرة على مدينة معرة النعمان الشمالية التي تربط بين أكبر مدينتين في سوريا. وقصفت قوات الأسد والتي تحتفظ بتفوق جوي مجدداً المدينة يوماً واحداً بعد هجمات على مناطق سكنية قتلت العشرات نصفهم تقريباً من الأطفال، حسبما قال ناجون من موقع الحادث. ويريد الجيش السوري استعادة السيطرة على الطريق السريع لإمداد وحداته المنخرطة بالقتال في مدينة حلب الشمالية منذ ثلاثة أشهر، ومساعدة 250 جندياً محاصرين في قاعدة وادي الضيف. وشاهد صحافيون بقايا قنبلة عنقودية اتهموا النظام السوري بإسقاطها على مناطق سكنية والخطوط الأمامية، إضافة لعشرات القنابل الصغيرة التي لم تنفجر. وتحمل القنابل كتابات تشير إلى احتمال أن تكون القنبلة صنعت في روسيا وهي من أهم حلفاء دمشق. من جانبها، اعتبرت فرنسا أن شروط وقف إطلاق النار في سوريا “لم تتوافر بعد”.
من ناحية أخرى، قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية إن الجيش التركي أطلق النيران على سوريا بعد سقوط قذيفتين أطلقتا من الأراضي السورية على تركيا. من جانب آخر، وفي خضم الصراع الدموي الذي تعيشه سوريا، أضحى الأطفال عرضة للقتل والتنكيل، بصورة لافتة، ونظراً لتفاقم الوضع المأساوي لهم، وثقت قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية عدد الأطفال الذين قضوا نحبهم برصاص الأسد، حيث وصل عدد قتلى الأطفال إلى 3176 منذ اندلاع الاحتجاجات منذ حوالي 19 شهراً، بحسب ما أكدت وكالة أنباء “الأناضول”.
من ناحية أخرى، أكدت مصادر دبلوماسية غربية مقيمة في دمشق أن الرئيس الأسد، عمد في الآونة الأخيرة إلى تغيير حراسه الشخصيين عدة مرات، وذلك خشية قتله على يد أحدهم، وذلك في ضوء مخاوف وهواجس من احتمال تعرض الرئيس السوري للاغتيال من طرف أحد حراسه الشخصيين وهم في الغالب من الطائفة العلوية.
وذكرت المصادر أن الأسد أخذ يستعين بأفراد من الحرس الثوري الإيراني لحماية أو مراقبة كبار المسؤولين السوريين “النافذين” الذين يشكل اغتيالهم أو انشقاقهم ضربة موجعة لاستمراره في الحكم.