بقلم - علي إبراهيم الصباغ ?
يعد عمال البحرين أحد أهم وأكبر الشرائح المكونة للمجتمع البحريني الفريد من نوعه، والذي يختلف في مكوناته، ويتفق ويتجانس في واجباته وحقوقه وأهدافه. فهم من يعمل بسواعد الفخر وفكر تحركه الرغبة في النجاح والتميز، ليس لشخص ولكن لدولة تستحق منا جميعاً العمل بجد واجتهاد لرفع اسمها الغالي أمام جميع الأمم.
وقد أدركت القيادة الرشيدة أهمية العمال، وسعت ومنذ بداية المشروع الإصلاحي المبارك لصاحب الجلالة ملك البلاد في العمل على تحقيق مطالبهم، ورفع مكانتهم، وترجم هذا الاهتمام إلى واقع ملموس بقانون تشكيل النقابات، بل وتعدى ذلك ، فقد سمح التعديل الأخير على القانون بالتعددية النقابية، ليضمن أكبر قدر من التمثيل العمالي في هذه النقابات، لتعمل كلها من أجل هدف واحد وهو تحقيق مصلحة وأهداف العمال.
ولكن يأتي ألان دور الطرف الآخر في منظومة العمل، وهو صاحب العمل، وان اختلف في الشكل، فهو صاحب القرار الأول والأخير في المنظمة أو الشركة أو المؤسسة . لذا يجب عليه هو أن يقدر أهمية موظفيه أو عماله، ويقدر ما يقومون به من عمل وجهد، لتحقيق الأهداف المرجوة، والربح.
في واقعنا الملموس، وفي غالبية الشركات (ليس الكل)، نرى دائماً أن من يحقق أهداف الشركة أو المؤسسة، ومن يعمل جاهداً لتحقيق وزيادة أرباحها، هو من يهمش وينسى بل و يهمل ساعة الحصاد، ويقوم صاحب العمل غالباً بالمماطلة والتهرب بل والاستغراب إذا ما طالب العمال بحقهم في زيادة سنوية أو مكافأة نهاية العام (البونس). وتدخل نقابات هذه الشركات في مفاوضات ماراثونية للحصول على نسبة لا تكاد تذكر للمكافأة أو للزيادة السنوية.
إن دور النقابات اليوم لا ينحصر في المطالبات والتظلمات فقط بل يتعدى ذلك، فيجب أن تعمل النقابات وأصحاب العمل جنباً إلى جنب لتحقيق بيئة عمل مناسبة للعامل لرفع الإنتاجية، وتحقيق أهداف الشركة عن طريق تحقيق طموح ورغبات العمال. من جانبها فان النقابات المتعددة وخصوصاً المشكلة أخيراً تعي الدور المطلوب منها، ولكن هل يعي صاحب العمل دوره تجاه عماله وموظفيه؟.
? نائب رئيس النقابة المستقلة لعمال أسري