بيروت - (أ ف ب): وسام الحسن أو “رجل المهمات الصعبة” كما يصفه رفاقه، الذي قتل أمس الأول في انفجار ضخم في بيروت، ضابط سني من رتبة عميد يرأس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي ولعب دوراً بارزاً في كشف عمليات واغتيالات في لبنان يتهم فيها النظام السوري. وعاد وسام الحسن من باريس في الليلة التي سبقت اغتياله، ولم يعرف بعودته إلا أشخاص قليلون جداً، بحسب مسؤولين في قوى الأمن الداخلي إذ كان الحسن يلتزم بكثير من الحذر في تنقلاته، لأنه كان يعرف أنه مستهدف. وهذا ما دفعه، بحسب مسؤولين معارضين، إلى إرسال عائلته إلى العاصمة الفرنسية لحمايتها من أي خطر. مربع القامة، مع شارب صغير في وجهه الباسم غالباً، لم يكن وسام الحسن يشاهد إلا في المناسبات الرسمية، وهو ظل، رغم الإنجازات الأمنية التي حققها على رأس فرع المعلومات، ورغم الحملات الإعلامية التي تعرض لها من خصومه، بعيداً عن الضوء إجمالاً.
ولعل أبرز هذه الإنجازات كشفه أخيراً مخططاً للقيام بتفجيرات في مناطق لبنانية عدة، اتهم فيه النظام السوري والوزير اللبناني السابق الموقوف حالياً ميشال سماحة. وقال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إن الحسن قتل لأنه “أوقف ميشال سماحة، ولأنه من الأشخاص القلائل الذين لا يخافون أحداً في عملهم”. وكان للحسن وفرع المعلومات دور مهم أيضاً في كشف شبكات تجسس لحساب إسرائيل، ومجموعات متطرفة تخطط لتفجيرات في لبنان.
ويقول عنه ضباط في قوى الأمن الداخلي بأنه “رجل المهمات الصعبة”، بينما وصفته صحيفة “الأخبار” الصادرة أمس والمقربة إجمالاً من “حزب الله” بأنه “الرجل القوي”. وكتبت في مقال تحت عنوان “الخصم المحترف والمثابر”، “في السياسة، كان وسام الحسن أبرز عناوين الجبهة اللبنانية الإقليمية الفاعلة ضد النظام في سوريا، وفي مستوى ثان ضد حزب الله وإيران”. ولد الحسن في أبريل 1965 في منطقة الكورة شمال لبنان، وانضم إلى معهد قوى الأمن الداخلي في 1983. كان مدير المراسم التابع لرئيس الحكومة السابق رفيق الحريري لدى اغتيال هذا الأخير في عملية تفجير ضخمة وسط بيروت في فبراير 2005. وكان من المقربين منه. ولايزال قريباً من نجله سعد الحريري، أبرز زعماء المعارضة الحالية. في 2006، وبعد انتهاء ما عرف بـ “الوصاية السورية” على لبنان، عين الحسن رئيساً لفرع المعلومات. وتعرض خلال السنتين الأخيرتين لحملات عنيفة من خصوم الحريري المتحالفين مع دمشق في لبنان. واتهمت قوى 14 آذار المعارضة النظام السوري باغتيال الحسن، مؤكدة أن ذلك لن يثنيها عن مواقفها الرافضة للتدخل السوري في لبنان والداعمة للمعارضة في سوريا. وسام الحسن متزوج وله ولدان. رقي قبل أشهر إلى رتبة عميد. ثم رقي إلى رتبة لواء بعد مقتله.