بوكا راتون - (أ ف ب): تبنى الرئيس الأمريكي باراك أوباما موقفاً هجومياً حيال خصمه الجمهوري ميت رومني فاتهمه بأنه يعتمد مواقف “مخطئة ومتهورة”، خلال مناظرتهما التلفزيونية الثالثة والأخيرة مساء أمس الأول قبل 15 يوماً من انتخابات رئاسية تشهد منافسة شديدة بينهما، فيما أشار المرشح الديمقراطي إلى أن “إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً في عهده”.
ومع اقتراب موعد الاقتراع وجد أوباما نفسه بشكل مفاجئ على قدم المساواة تقريباً مع خصمه بعدما كانت استطلاعات الرأي تشير إلى تفوقه عليه وشكلت مناظرة المخصصة لمسائل السياسة الخارجية فرصة ليحاول تسديد ضربة لخصمه تضعف تأييد الناخبين له.
أما رومني فلزم موقفاً حذراً متجنباً ارتكاب أي خطأ كبير يمكن أن يجعله يظهر غير مؤهل لتولي القيادة، غير أنه ظل في موقف دفاعي باستثناء الأوقات التي تمكن فيها من إعادة تصويب النقاش حول مسألة الاقتصاد مهاجماً أوباما في هذا الصدد. وقال الرئيس المنتهية ولايته خلال المناقشات المحتدمة بل المتوترة أحياناً وهو يحدق في خصمه “اعلم أنك لم تكن في موقع يخولك عملياً تعاطي السياسة الخارجية، لكنك كلما عبرت عن رأي كنت مخطئاً”.
وكان لأوباما التعليقات الأشد وقعاً في المناظرة ولا سيما عند انتقاده مواقف رومني بشأن سوريا وإيران والخلافات التجارية مع الصين، فاتهمه بأنه يسعى لـ “إصلاح سجله” من خلال تخليه عن مواقفه المحافظة المتشددة سابقاً ووصف مواقفه في الملفات الدولية بأنها “مخطئة ومتهورة”.
في المقابل، أيد رومني في الجوهر العديد من مواقف الرئيس في مسائل الاستراتيجية العالمية سعياً منه لكسب أصوات الناخبين المترددين. وأيد قرار أوباما الانسحاب من أفغانستان بحلول عام 2014 كما أيد استخدام الرئيس الطائرات دون طيار ضد ناشطين يشتبه بأنهم إرهابيون وهنأه حتى على تصفية أسامة بن لادن، في محاولة واضحة للظهور في صورة المعتدل.
كما توافق المرشحان على نقاط عديدة مثل الدفاع عن إسرائيل والتحذير من البرنامج النووي الإيراني والتأكيد على وجوب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
ودعا أوباما إلى بذل المزيد من أجل إنهاء العنف في سوريا، وطالب بتشديد العقوبات على إيران بشأن برنامجها النووي، وقال عن القادة في طهران “أعتقد أنهم رأوا ضعفاً حيث كان ينبغي أن يروا قوة أمريكية”. وبالنسبة لسوريا أعرب أوباما عن ثقته بأن أيام الرئيس السوري بشار الأسد “معدودة” لكنه أكد أنه “سيترتب في نهاية المطاف على السوريين أن يحددوا مستقبلهم بأنفسهم”، فيما دعا خصمه الجمهوري ميت رومني إلى “تسليح” المعارضة الساعية إلى الإطاحة بالنظام.كما اتهم رومني الرئيس المنتهية ولايته بإثارة توتر بين أمريكا وحليفتها إسرائيل فرد أوباما مؤكداً “طالما أنني رئيس لن تحصل إيران على السلاح النووي” مؤكداً أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب إسرائيل في حال تعرضها لهجوم.