رانغون - (أ ف ب): أعلنت مصادر رسمية أن 3 أشخاص قتلوا وحرقت مئات المنازل، في مواجهات جديدة بين أفراد من اتنيتي الراخين البوذية والروهينجيا المسلمة غرب بورما الذي يشهد اضطهاداً للأقلية المسلمة منذ يونيو الماضي.
وقال رئيس المحكمة العليا لولاية راخين هلا ثين “أبلغونا بأن 3 أشخاص هم رجل من اتنية الراخين وسيدتان مسلمتان، قتلوا في قرية بادينكون في مواجهات” وقعت أمس الأول. وأضاف أن مئات المنازل أحرقت في الصدامات التي امتدت إلى قريتين مجاورتين، مضيفاً أن “القريتين قريبتان جداً وأحرق مئات المنازل فيهما”.
وتابع “من الصعب ضبط الوضع” مضيفاً أنه لا توجد معلومات عن عدد الجرحى.
وقتل0 9 شخصاً في اشتباكات بين الجانبين في يونيو الماضي بينما شرد الآلاف ما دفع منظمات حقوق الإنسان إلى التحذير من أزمة إنسانية. ويعتقد أن أكثر من 50 ألف مسلم شردوا في ولاية راخين بعدما أجبروا على الفرار على إثر إحراق قرى بأكملها في أعمال العنف في يونيو الماضي.
وذكر مصدر في الشرطة أن منع تجول فرض في المنطقة وتم تعزيز الإجراءات الأمنية. وتواصلت أعمال العنف بإحراق 50 منزلاً قبل إعادة الهدوء.
وكانت بورما قررت عدم السماح بفتح مكتب لمنظمة التعاون الإسلامي بعدما شهدت البلاد تظاهرات حاشدة لرهبان بوذيين تطالب بمنع هذا المشروع الذي يرون فيه دعماً لأقلية الروهينجيا المسلمة في مواجهة الراخين البوذيين. وقال مصدر في الرئاسة البورمية إن “الرئيس لن يسمح بفتح مكتب لمنظمة التعاون الإسلامي”، مشيراً إلى أن هذا القرار سببه أن فتح مثل هذا المكتب “لا يتفق وإرادة الشعب”.
وقالت كريس ليوا مسؤول منظمة اراكان بروجيكت التي تناضل من أجل حقوق الورهينجيا إن “الرهبان يقومون بحملة واضحة ضد المسلمين وهم يتمتعون بسلطة معنوية كبيرة”. وأضافت أن الوضع يزداد توتراً ويتخذ بعداً دينياً أقوى. وتابعت أن “الروهينجيا في وضع غير مقبول إطلاقاً”، مشيراً إلى أنهم “ليس لديهم أي سند في بورما وبدأوا يفقدون الأمل وهذا أمر خطير جداً على ما أعتقد”. وكان الرئيس ثين سين أدلى بتصريحات متناقضة في هذا الشأن منذ يونيو الماضي معتبراً أن على الروهينجيا ألا يأملوا بأكثر من الإبعاد أو مخيمات اللاجئين قبل أن يبدي بعض الانفتاح خصوصاً في مواجهة سيل الاحتجاجات من الدول الإسلامية.
وصرح شين للصحافيين “نحتاج إلى مساعدات إنسانية. وإذا ما رفضنا المساعدات الإنسانية، فإن المجتمع الدولي لن يقبلنا”.
وأضاف “يجب أن نطعم الناس، وكلفة ذلك هي 10 آلاف دولار يومياً”، في إشارة إلى المشردين المتواجدين في مخيمات راخين.
وقال “لا تستطيع حكومتنا تحمل نفقات ذلك. ونحن لسنا في وضع يسمح لنا بإطعام الناس في المخيمات بمساعدة المواطنين العاديين، ولذلك علينا أن نقبل المساعدات الإنسانية المقدمة من المجتمع الدولي. وإذا لم نقبل المساعدة الإنسانية فإنهم سيقولون إننا لسنا إنسانيين”.
وتعتبر الحكومة أبناء أقلية الروهينجيا البالغ عددهم 800 ألف نسمة مهاجرين غير شرعيين وليس مواطنين. وهم يتحدثون لهجة مماثلة لسكان بنغلادش. وتقول الأمم المتحدة إن الروهينجيا هم أكثر أقلية مضطهدة في العالم.