كتب - هشام الشيخ:
تتجه أنظار المسلمين اليوم إلى رحاب عرفات الطاهر حيث يقف نحو 3 ملايين حاج بينهم 12 ألف بحريني، لأداء ركن الحج الأعظم بالوقوف في عرفة، ملبين دعوة أبيهم إبراهيم عليه السلام من مختلف بقاع الأرض.
وقال أمين عام بعثة البحرين للحج عبدالناصر عبدالله في تصريح لـ»الوطن» قبل ساعات من بدء تفويج الحجاج والانطلاق إلى عرفة، إن حملات الحج البحرينية شرعت في التصعيد إلى عرفات بدءاً من التاسعة من مساء أمس بعد أن أتموا ليلتهم في منى، على أن يتم تصعيد آخر لأفواج الحجاج البحرينيين إلى عرفة الثامنة من صباح اليوم، لافتاً إلى أن بعض الحجاج يفضلون الاستقرار في عرفة منذ الليلة الماضية تجنباً للمشقة.
وأضاف أن عدد الحجاج المسجلين ضمن حملات الحج البحرينية وصل عددهم إلى 9810 حجاج، إضافة إلى 2500 من أعضاء الطواقم الإدارية في الحملات وأعضاء بعثة الحج.
ولفت إلى أن فرق المفتشين التابعة للبعثة تحرص على تكثيف زياراتها لمقار الحملات في المشاعر المقدسة بهدف تقديم الإرشاد والمساعدة لتلافي جوانب القصور إن وجدت أكثر منها لتصيد المخالفات، مضيفاً أن البعثة لم ترصد مخالفات جسيمة حتى الآن، وأن أبرز الملاحظات المسجلة تتعلق باستكمال اشتراطات الأمان والسلامة في مخيمات وسكن الحجاج.
وعن المساحات المخصصة للحجاج البحرينيين، نبّه إلى أن ما ينشر عن ضيق المساحات غير صحيح مطلقاً، موضحاً أن موضوع مساحات منى ليس سراً والأرض تتسع لمعدل نصف الحجاج، غير أن أسلوب المناوبة أثبت نجاحه وهو ليس وليد العام الحالي وسبق تطبيقه العام الماضي ولاقى قبولاً ونجاحاً بين الحجاج، باعتباره يخفف من تكاليف استئجار الحملات لأراضٍ إضافية ويوفر مساحة كافية للحجاج، إضافة إلى أن دولاً خليجية أخرى تطبق الإجراء.
وأضاف أن معيار توزيع أراضي مخيمات عرفة لهذا العام أفضل من سابقه، إذ إن نصيب الحاج الواحد للعام الحالي يبلغ 1.35 م2 مقارنة بـ1.1 م2 العام الماضي، وهي مخصصة لقضاء نهار عرفة في يوم واحد، مؤكداً أن مخيمات عرفة تبدو من أرقى المخيمات بمجرد النظر إليها إضافة إلى تميز الخدمات المتوفرة فيها.
وأردف «من يشتكي من ضيق المساحة بعرفة، من المؤكد أن لديه زيادة كبيرة في أعداد الحجاج المخالفين، ممن يلتحقون بحملته بشكل غير رسمي».
واطمأن رئيس اللجنة الطبية بالبعثة د.علي البقارة على الوضع الصحي للحجاج البحرينيين، وقال إن عيادات اللجنة لم تسجل أية إصابات خطيرة حتى الآن، معرباً عن أمله أن تمر الأيام المقبلة بسلام ويعود الحجاج إلى ديارهم بصحة جيدة.
وأضاف أن العيادات تعاملت منذ افتتاحها وحتى مساء أمس مع 1060 حالة تنوعت بين مضاعفات الجهاز التنفسي العلوي والأنفلونزا والكحة وآلام الظهر والبطن، وبعض الحالات المتعلقة بأعراض مرض السكلر، لافتاً إلى تحويل 18 حالة منهم إلى مستشفيات داخل السعودية و»غادر معظمهم ويتمّون مناسكهم كالمعتاد».
وعن الاستعدادات ليوم عرفة قال إن اللجنة الطبية فتحت أبوابها لاستقبال الحجاج في عرفة منذ منتصف ليل أمس، مضيفاً أنه للمرة الأولى وفرت البعثة ممرضة في كل محطة قطار لتقديم المساعدة في حال وجود أي طارئ.
وبين أن عدد الحالات المعالجة من عيادة البعثة حتى مساء أمس يزيد بمقدار 50% عن جميع الحالات المعالجة خلال فترة الحج كلها العام الماضي، مرجعاً سبب زيادة العدد إلى قرب مقر البعثة من سكن الحجاج هذا العام، ما شجعهم على الذهاب للعيادة لطلب استشارة طبية، ونفى وجود أية أمراض خطيرة أو أوبئة.
من جانبه قال صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، إن عدد الحجاج من خارج السعودية وصل إلى 932ر752ر1 حاج، منهم 806ر951 من الذكور بنسبة 54%، و126ر801 أنثى بنسبة 46%.
وأضاف سموه أن عدد الحجاج القادمين لهذا العام نقص عن العام الماضي بـ968ر77 حاجاً بنسبة قدرها 4%، لافتاً إلى أن الحجاج يمثلون 189 جنسية من مختلف أقطار العالم.
وقال إن الحجاج الوافدين للديار المقدسة جاء معظمهم جواً بمجموع 982ر621ر1، و020ر113 حاجاً عن طريق البر و930ر17 حاجاً عن طريق البحر.