عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 35 ألف شخص منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا منذ أكثر من 19 شهراً، بينما أكد الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس أن النظام السوري ومسؤولين عن المعارضة المسلحة وافقوا على هدنة خلال عيد الأضحى الذي يبدأ غداً في سوريا، في وقت استمرت أعمال العنف في البلاد وأبرزها انفجار سيارة مفخخة مساء في دمشق قتل فيه 6 أشخاص، فيما عثر على أكثر من 20 جثة في ريف دمشق في مجزرة جديدة تبادل النظام السوري والمجموعات المعارضة الاتهامات حولها. وأعلنت وزارة الخارجية السورية أن الموقف النهائي في شأن الهدنة سيصدر اليوم، فيما أبدى الجيش السوري الحر استعداده لوقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى في حال التزام النظام بذلك أولاً، بحسب ما أفاد أحد قادته العسكريين.من جهته، قال المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد أوضحت لروسيا أنها ستقبل اقتراح الإبراهيمي بوقف إطلاق النار أثناء عطلة عيد الأضحى. في الوقت نفسه، أعلنت جبهة النصرة التي لا تشكل جزءاً من التركيبة العسكرية للجيش الحر والتي يشتبه بارتباطها بتنظيم القاعدة، رفضها للهدنة. وبلغ عدد القتلى في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس 96 شخصاً. وقال الإبراهيمي بعد لقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة «وافقت الحكومة السورية على مقترح الهدنة خلال أيام عيد الأضحى»، مضيفاً أن «معظم مسؤولي المعارضة المسلحة قبل بمبدأ وقف إطلاق النار». وأضاف «إذا نجحت هذه المبادرة المتواضعة بفرض الهدنة ووقف إطلاق النار، نأمل أن نتمكن من البناء عليها من أجل الحديث عن وقف اطلاق نار يكون أمتن وأطول وجزءا من عملية سياسية متكاملة». وأطلع الابراهيمي مجلس الامن على حصيلة الجولة التي قام بها في المنطقة وشملت دمشق. وأكد للمجلس الملتئم في نيويورك، بينما كان يتحدث هو عبر دائرة الفيديو المغلقة أن الهدنة التي يقترحها هي «خطوة صغيرة» يمكن أن تؤدي إلى فتح حوار سياسي وإلى وصول المساعدة الإنسانية بشكل أفضل، لكنه حذر من خطر اتساع رقعة النزاع. وقال دبلوماسي كان حاضراً خلال العرض إن انعدام الثقة بين طرفي النزاع في سوريا وصل إلى مستوى دفع الإبراهيمي إلى القول إنه «غير واثق من أن الهدنة ستصمد». وأضاف الدبلوماسي أن الإبراهيمي طلب «دعماً قوياً وموحداً» من مجلس الامن لجهود الوساطة التي يقوم بها، محذرا من ان فشلا جديدا في المجلس سيؤدي إلى «اتساع رقعة النزاع» إلى دول الجوار. من جهته، أيد مجلس الأمن الدولي دعوة الإبراهيمي. وبعد وقت قصير على إعلان الإبراهيمي عن موافقة الأطراف على الهدنة، أعلنت وزارة الخارجية السورية أن «طرح وقف العمليات العسكرية خلال عطلة عيد الأضحى المبارك ما زال قيد الدراسة من القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة»، و»سيصدر الموقف النهائي اليوم بخصوص هذا الموضوع». وقال رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر العميد مصطفى الشيخ إن «الجيش السوري الحر سيوقف إطلاق النار إذا التزم النظام بذلك»، مشككاً في أن تنفذ القوات النظامية وقف إطلاق النار حتى لو أعلنت عنه. وأعلنت جبهة النصرة الإسلامية التي أعلنت مسؤوليتها عن العديد من التفجيرات الانتحارية الدموية في سوريا من جهتها أن «لا هدنة بيننا وبين هذا النظام الفاجر السفاك من دماء المسلمين، المنتهك لأعراضهم، وليس بيننا وبينه والله سوى السيف». في هذا الوقت، استمرت أعمال العنف في سوريا حاصدة مزيداً من القتلى. فقد قتل 6 أشخاص وجرح 20 في تفجير سيارة مفخخة بين حي التضامن ودف الشوك جنوب العاصمة السورية، وفقاً للتلفزيون السوري. من جهة ثانية، عثر على أكثر من 20 جثة في ريف دمشق بحسب المرصد والإعلام الرسمي السوري الذي وصف الحادث بـ «المجزرة»، متهماً «مجموعات إرهابية» بتنفيذها، بينما اتهم ناشطون القوات النظامية بها. واوضح المرصد انه تم العثور على الجثث في مبنى في حي تكسي حيدر في مدينة دوما، بينها 4 أطفال و8 نساء. ونقل عن ناشطين في البلدة أن الضحايا قتلوا على أيدي القوات النظامية.في غضون ذلك، استمرت المعارك في محافظات ادلب وحلب والحسكة. وأبلغ المرصد السوري لحقوق الإنسان ان عدد القتلى في النزاع السوري ارتفع الى أكثر من 35 الف شخص منذ أكثر من 19 شهراً. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «24 ألفاً و964 مدنياً، و8 آلاف و767 جندياً نظامياً، و1276 منشقاً» قتلوا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد منتصف مارس 2011. وفي باريس، دعت وزارة الخارجية الفرنسية الجيش السوري إلى العودة إلى الثكنات، وقال المتحدث باسم الخارجية «إذا حصل وقف لإطلاق النار فسيتعين الحصول في سياقه على وقف دائم للأعمال الحربية مع عودة الجيش السوري الى ثكناته».وفي موسكو، أعلن رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف ان مقاتلي المعارضة السورية يستخدمون قاذفات صواريخ امريكية الصنع من طراز «ستينغر» في قتالهم ضد قوات النظام.إنسانياً، وصلت قافلة سعودية محملة بأكثر من ألف طن من المساعدات الإنسانية المخصصة للاجئين السوريين إلى الأردن، حسبما أفاد مصدر رسمي أردني.