عواصم - (وكالات): قال محققو الأمم المتحدة في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا إن «جرائم حرب» و»جرائم ضد الإنسانية» تحدث في البلاد مؤكدين أنهم يسعون إلى زيارة دمشق. وأعلنت القاضية السويسرية كارلا ديل بونتي العضو في اللجنة أن هدف اللجنة هو تحديد «كبار المسؤولين» عن «جرائم حرب» و»جرائم ضد الإنسانية» تحدث في سوريا فيما طالبت اللجنة مرة جديدة الرئيس السوري بشار الأسد بالسماح لها بزيارة دمشق. من ناحية أخرى، أعلن الجيش السوري النظامي والمقاتلون المعارضون التزامهما هدنة عيد الأضحى اعتباراً من صباح اليوم مع احتفاظهما «بحق الرد»، فيما أبدت الأمم المتحدة شكوكها في صمود وقف إطلاق النار، فيما تشهد مدن سورية معارك عنيفة بين الطرفين. وأعلن الجيش السوري وقف العمليات العسكرية في سوريا اعتباراً من صباح اليوم، عملاً بهدنة عيد الأضحى التي اقترحها الموفد الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي، محتفظاً بحقه في الرد في حال استمرار اعتداءات «الجماعات المسلحة».
وأشارت قيادة الجيش في بيانها إلى احتفاظها «بحق الرد» في حال «استمرار الجماعات الإرهابية المسلحة بإطلاق النار على المدنيين والقوات الحكومية والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وكذلك استخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة».
كما سيحصل رد في حال «قيام المجموعات الإرهابية المسلحة بتعزيز مواقعها التي توجد فيها مع بدء سريان هذا الإعلان أو الحصول على الإمداد بالعناصر والذخيرة»، وإن قامت «دول الجوار بتسهيل تمرير الإرهابيين عبر حدودها إلى سوريا انتهاكاً لالتزاماتها الدولية بمكافحة الإرهاب». بدوره، أعلن الجيش السوري الحر التزامه بالهدنة، مع التأكيد أنه سيرد بقسوة في حال عدم تنفيذ القوات النظامية وقف النار، بحسب ما أكد رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش العميد مصطفى الشيخ.
وكانت جبهة النصرة المتشددة أعلنت رفضها الالتزام بالهدنة. وأعلن الإبراهيمي أنه حصل على موافقة السلطات السورية و»معظم مسؤولي» المعارضة المسلحة الذين تمكن من الاتصال بهم على هدنة بمناسبة عيد الأضحى. وفي نيويورك، أعلن مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن المنظمة الدولية «تأمل بصدق» في صمود الهدنة التي أعلن الطرفان المتنازعان في سوريا التزامها لكنها غير واثقة بذلك. وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون رأى أنه يتعين على المقاتلين السوريين أن يلقوا السلاح ويلتزموا بهدنة لوضع حد للنزاع ولأعمال العنف التي باتت تتجاوز حدود بلدهم.
وأعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة استعدادها لإرسال مساعدات لآلاف الأسر السورية في أماكن تعذر الوصول إليها حتى الآن، في حال الاتفاق على وقف المعارك.
من جهتها، قالت القاضية السويسرية كارلا ديل بونتي للصحافيين في جنيف إن مهمتها الأساسية «ستكون مواصلة التحقيق في اتجاه تحديد الشخصيات السياسية والعسكرية العالية المستوى المسؤولة عن هذه الجرائم». من جانبها، اتهمت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة بأنها تنسق وتؤمن مساعدة لوجستية لتزويد المعارضة السورية بالأسلحة. وصرحت الخارجية الروسية في بيان تلاه المتحدث باسمها الكسندر لوكاشفيتش «من المعروف علناً أن واشنطن على علم بتسليم عدة أنواع من الأسلحة إلى مجموعات مسلحة غير شرعية تتحرك على الأراضي السورية».
لكن وزارة الخارجية الأمريكية نفت الأمر مذكرة بأن الولايات المتحدة لا تقدم مساعدة عسكرية للمتمردين السوريين. ميدانياً، دخل المقاتلون المعارضون حي الأشرفية ذا الغالبية الكردية شمال غرب حلب والذي كان في منأى عن المعارك الدائرة في المدينة منذ 3 أشهر، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة أعمال العنف أمس بلغت 95 قتيلاً هم 38 مدنياً و37 جندياً نظامياً و20 مقاتلاً معارضاً.
ويكتسب الحي أهمية عسكرية لكونه يقع على مرتفع ويسمح في حال السيطرة عليه بالإشراف على أجزاء من المناطق المحيطة به. كما إنه يشكل «عقدة مواصلات مهمة» بين وسط المدينة وشمالها.
من جهة أخرى، عثر اليوم على جثة فادي الحداد، كاهن كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس في مدينة قطنا في ريف دمشق، بعدما خطفه مسلحون مجهولون قبل أيام. ودانت بطريركية إنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس «بأشد العبارات هذا الحدث الهمجي والوحشي للتعرض للمدنيين الأبرياء ورجال الدين الذين يسعون لأن يكونوا رسل سلام يقربون بين القلوب في هذا الظرف العصيب». وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مقتل متطوع في الهلال الأحمر العربي السوري في ريف دمشق.