كتب - وليد عبدالله:
اعتبر عدد من المدربين الوطنيين لـ«الوطن الرياضي” أن توجه الاتحاد البحريني لكرة القدم التعاقد مع المدرب الأرجنتيني غابريل كالديرون للإشراف على تدريب المنتخب الوطني خيار جيد للمرحلة القادمة، مؤكدين أنه على الرغم من إشرافه على تدريب المنتخب السعودي والعماني وفريقي الاتحاد والهلال السعودي وبني ياس الإماراتي وتحقيقه لنتائج إيجابية في الفترة السابقة، إلا أن يجب الاستفادة من خبرته الفنية، مضيفين أن تواجده مع الأحمر في الفترة القادمة بعد توقيع العقد يحتاج لفترة للتأقلم مع المنتخب واللاعبين وهذا يحتاج كذلك للاستمرارية خصوصاً مع الفترة الحالية التي يمر فيها المنتخب من تجديد، مشيرين إلى أن مطالبته بتحقيق النتيجة في بطولة غرب آسيا وخليجي 21 على وجه الخصوص ستكون صعبة مع ضيق الفترة التي سيتواجد فيها، مفضلين تجهيز المنتخب لمرحلة أبعد من هذه المرحلة القصيرة!
وقال المدرب عبدالعزيز أمين: “يعتبر المدرب الأرجنتيني غابريل كالديرون من المدربين الذين لهم تاريخهم على مستوى منطقة الخليج وهو مدرب جيد. وخيار اتحاد الكرة في التعاقد معه موفق من ناحية المدرسة التي ينتمي إليها وهي المدرسة اللاتينية التي تعتمد على المهارة والقوة والتي يفضلها لاعبو منتخبنا أكثر من المدرسة الأوروبية. ولكن الأهم في هذا الموضوع كيف سيتعامل كالديرون مع اللاعبين في هذه الفترة القصيرة وتجهيزهم للاستحقاقات المقبلة وأهمها خليجي 21. فالتقييم في اختيار المدرب لا يكون على نتائجه في المنطقة فقط، وإنما يكون على قدراته وإمكانياته الفنية وكيفية الاستفادة منها في المرحلة القادمة”. وأضاف: “فمطالبة أي مدرب في تحقيق النتيجة المطلوبة في هذه الفترة القصيرة وبخاصة في خليجي 21 أمر صعب، والأسوأ عندما يفكر البعض في إنهاء عقد المدرب بعد نتيجة أو عدم تحقيقه المطلوب في بطولة ما. فعلى سبيل المثال مدرب فريق مانشستر يونايتد السير الكس فرجسون يعتبر مثالاً للمدرب الناجح، ولكن نجاحه بنيّ على كثير من الأمور أهمها الاستمرارية مع الفريق وخبرته الميدانية مع الفريق ومعرفته التامة بالفرق المنافسة والمتواجدة في الدوري الإنجليزي. فالاستمرارية مطلب رئيسي لأي مدرب من أجل النجاح، وهذا ما يبني الثقة بينه وبين اللاعبين من جهة، ويمكنه تحقيق النتيجة الإيجابية من جهة أخرى من خلال قدرته على التعامل مع الفريق والمباريات. وبناء المنتخب لفترة أبعد من هذه الفترة هو المطلوب، ويجب على الاتحاد البحريني لكرة القدم أن يعوا مسألة مهمة أن تحقيق المنتخب لنتائج إيجابية في الفترة الماضية اعتمد على الإمكانيات في اللاعبين، على الرغم مما يواجهه اللاعبون من إمكانيات مادية ضعيفة وبنية تحتية غير ملائمة وشح الإمكانيات في الأندية. فالوضع الكروي في البحرين يحتاج للدعم المادي بشكل كبير وبصورة سريعة من قبل المسؤولين عن الرياضة في المملكة، من أجل تهيئة الظروف للمواهب في البروز والظهور بشكل واضح، وهذا ما يعود على المنتخبات في المستقبل بالنتائج المطلوبة”.
الاستفادة من خبرته الفنية
من جانبه، قال المدرب الوطني عبدالحميد الكويتي: “يعتبر الأرجنتيني غابريل كالديرون من المدربين المعروفين قبل أن مجيئه في منطقة الخليج. ولكن السؤال المهم هنا ماذا تريد من المدرب في المرحلة القادمة، هل الهدف سيكون تواجده في العرس الخليجي المقبل أم ماذا؟ فعمل المدرب يجب أن يكون لمدى بعيد وليس لدى قريب، وعلينا ألا نقارن بين عمله في السعودية وبين عمله في البحرين، وذلك بسبب الإمكانيات المادية والبشرية التي تمتلكها السعودية والتي تفوقنا بها. كما إنه من المنطق التفكير بشكل كبير الاستفادة من إمكانياته وخبرته الفنية في المرحلة القادمة مع الأحمر، بدلاً من التطرق لمسألة اختياره بسبب تواجده في المنطقة ونتائجه التي لن تخدم المنتخب. فنجاحه مع المنتخب في خليجي 21 مرهون بالعمل الذي سيقدمه والإضافة الفنية التي سيقوم به، وعلى الرغم من ذلك فنسبة نجاحه وفشله في هذه البطولة متساويان، فأي مدرب لديه الفرصة في النجاح والفشل كذلك في أي بطولة. وبشكل عام المدرب كالديرون مدرب جيد نتمنى أن ينهي الاتحاد البحريني كافة الأمور المتعلقة بالتعاقد معه وذلك لاستلام مهامه سريع، خصوصاً وأن الفترة التي سيشرف فيها على المنتخب للاستعداد لخليجي 21 فترة قصيرة تحتاج لإعداد مكثف، وقبل ذلك يحتاج لمعرفة اللاعبين وإمكانياتهم”.
يحتاج لوقت
من جهته، قال المدرب الوطني عدنان إبراهيم: “بشكل عام المدرب الأرجنتيني كالديرون من المدربين الجيدين، ولكن عامل الوقت مهم لمعرفة اللاعبين، حيث يحتاج وقت لمعرفة لاعبينا ودورينا. كما ويحتاج لوقت للتأقلم مع المنتخب، خصوصاً وأن فترة الإعداد قصيرة لخليجي 21. ومطالبة المدرب بالنتيجة في هذه الفترة وفي هذه البطولة صعب، بل يجب أن يكون الهدف أكبر من ذلك في تجهيز المنتخب لمرحلة أبعد من هذه المرحلة. وأعتقد أن دول العالم تلعب اليوم الكرة الشاملة بما فيها الكرة اللاتينية، وأعتقد أن الفكرة الكروي تطور في جميع الدول وحتى على مستوى دول أمريكا الجنوبية التي تعتبر منتخباتها من أقوى المنتخبات الكروية في العالم”.
كالديرون في سطور
المدرب الأرجنتيني غابرييل هامبيرتو كالديرون من مواليد 7 فبراير 1960 في راوسون في الأرجنتين، لاعب كرة قدم أرجنتيني سابق ومدرب كرة قدم حالي. عمل بعد اعتزاله الكرة كمعلق رياضي لفترة قصيرة، ثم انتقل بعد ذلك إلى عالم التدريب حيث بدأ مسيرته مع نادي كيان الفرنسي، ثم انتقل إلى سويسرا لتدريب نادي لاوسن.
مسيرته مع المنتخب السعودي والعماني
بعد ذلك وقع اختيار الاتحاد السعودي لكرة القدم على كالديرون ليقود الدفة الفنية للمنتخب السعودي للتأهل للتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2006 وقد تمكن كالديرون من قيادة المنتخب السعودي للتأهل لكأس العالم 2006 دون هزيمة. تمت إقالته بعد خسارته بنتيجة ثقيلة من نظيره العراقي في منافسات بطولة غرب آسيا 2005. بعد ذلك انتقل إلى تدريب المنتخب العماني سنة 2007 لم يتمكن من إحداث فرق فني في الفريق، وتمت إقالته في سنة 2008.
مسيرته مع «الإتي» و«الزعيم»
عاد كالديرون للملكة العربية السعودية من خلال نادي الاتحاد السعودي وأشرف على الفريق لموسمي 2008-2009 حقق من خلالها بطولة الدوري السعودي بنسختها الجديدة من أمام نظيرة الهلال في مباراة فاصلة، ثم وصل بالفريق إلى نهائي دوري أبطال آسيا 2009 حيث خسر نادي الاتحاد النهائي أمام بوهانج ستيلرز الكوري(2-1) وقد ألقت خسارة النهائي الآسيوي بظلالها على الفريق فتوالت الهزائم والتي كان أبرزها النتيجة الثقيلة في الدوري أمام نادي الهلال في الرياض بنتيجة (5-0)، بعد ذلك تمت إقالة كالديرون من نادي الاتحاد.
تم تعيين كالديرون مديراً فنياً لنادي الهلال في ديسمبر من عام 2010 خلفاً للبلجيكي ايريك جيريتس، وكان اختيار كالديرون لتدريب نادي الهلال مبنياً على عدة عوامل أبرزها معرفته بالمنافسات المحلية والآسيوية وطبيعة اللاعب في المنطقة، حيث إن لديه فكرة عن اللاعبين في الفريق إبان تدريبه لنادي الاتحاد إضافة إلى إشرافه سابقاً على الكابتن سامي الجابر، والذي يتولى منصب مدير عام كرة القدم في نادي الهلال عندما كان الجابر كابتن المنتخب السعودي في فترة تدريب كالديرون للمنتخب السعودي.
تمكن كالديرون من قيادة الفريق لتحقيق بطولة دوري زين السعودي دون هزيمة إضافة إلى كأس ولي العهد في أول موسم له مع نادي الهلال رغم عدم رضى عشاق الزعيم الآسيوي ورئيسه عن المستوى الفني للفريق ومن أهم عوامل عدم الرضى عن كالديرون تخبطه في التشكيلة. فعلى سبيل المثال إشراكه اللاعب محمد الشلهوب في مركز محور الارتكاز، رغم إن الجميع يعلم عدم قدرة اللاعب على الأداء في هذا المركز لعدم توفر مواصفات لاعب الارتكاز والتي تتمثل في قطع الكرة، الالتحامات البدنية، السرعة، اللياقة العالية. وفي نهاية الموسم حدث انهيار فني كبير في الفريق حيث مني الهلال بهزيمتين متتاليتين من الغريم التقليدي الاتحاد خرج على إثرها من البطولة الآسيوية وكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال. وتمت إقالة كالديرون من تدريب الهلال قبل مباراة الإياب في جدة بيومين حيث قام كالديرون بافتعال مشكلة مع مدافع الفريق ماجد المرشدي، وقام بإبعاده عن تشكيل مباراة الإياب رغم عدم وجود بديل وعدم اكتمال دكة البدلاء بسبب الغيابات، ورفض المدرب استدعاء لاعبين من الفريق الأولمبي لإكمال نصاب الاحتياط. وعند سؤال مدير الفريق عن تشكيلة المدرب لمباراة الإياب أفاده بأنه سيعتمد خطة 4-3-3 وسيقوم بالزج بثلاثة مهاجمين من بداية المباراة، مما حدا مدير الفريق سامي الجابر لعقد اجتماع مع مجلس الإدارة للبت في أمر المدرب الذي بدا عليه التخبط من خلال تصرفاته الأخيرة.
كالديرون مع بني ياس
وقد تعاقد فريق نادي بني ياس الإماراتي مع المدرب كالديرون في نوفمبر من العام الماضي وذلك للإشراف على تدريب الفريق في الدوري الإماراتي للمحترفين. حيث احتل المركز التاسع مع الفريق في ترتيب المسابقة.
مميزاته الإيجابية والسلبية
أبرز مميزات كالديرون كمدرب: إعطاؤه فرصة المشاركة للاعبين الشبان، الاعتماد على اللاعب الجاهز بدنياً دون النظر إلى النجومية، تبديلات اللاعبين إيجابية أثناء سير المباراة، التنظيم الدفاعي الجيد والاستحواذ على الكرة. وأبرز سلبياته هي عدم القدرة على تحمل ضغط المباريات الكبيرة ما يؤدي لتخبط كبير في النهج التكتيكي للمباراة، العصبية الزائدة وغير المبررة في أوقات حساسة للفريق. اعتماده على مساعده بشكل كبير في قراءة مجريات المباراة والتبديلات، حيث يقال إن أهم عوامل نجاح كالديرون كمدرب هو وجود مساعد مدرب متميز. عدم الاعتماد على اللعب الجماعي للفريق كالسرعة في تناقل الكرة والتمريرات القصيرة واللعب من لمسة واحدة. افتعال المشاكل مع نجوم الفريق المؤثرين قبيل المباريات الحاسمة.