قال رئيس الحكومة المغربي السيد عبدالإله ابن كيران أن التدخل الإيراني في البحرين هو سبب قطع العلاقات المغربية الإيرانية.
وأضاف بن كيران اليوم الثلاثاء في تصريح للوفد الإعلامي العربي الذي يزور المملكة المغربية من 10-17 فبراير 2013م إن العلاقات بين المغرب والبحرين متميزة وحميمية وغامرة بالود والوئام على كافة الأصعدة وخصوصا السياسية منها.
لافتا إلى أنه التقى وزير الخارجية الإيراني في المؤتمر الإسلامي الأخير وذلك بطلب من الجانب الإيراني وقد رحب باللقاء والاستماع لم تم طرحه؛ مفيداً بأن قرار عودة العلاقات بين إيران والمغرب هو ملف بيد جلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
وبشأن انضمام المغرب لدول مجلس التعاون المغربي السيد سعد الدين العثماني؛ قال رئيس الحكومة إن هذه الفكرة تم طرحها ولكنها لم تناقش؛ مشيرا إلى انه ليس هناك استعجال للانضمام ولكن هناك تقارب وعلاقة وطيدة.
جاء ذلك خلال زيارة الوفد الإعلامي العربي إلى المملكة المغربية، والتي تستمر حتى 17 فبراير 2013م، وذلك للاطلاع على الاصلاحات والتطورات التي يشهدها المغرب وكذلك التعرف على مختلف مؤسساته.
من جانبه، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون إن العلاقة متميزة جدا بين المغرب والبحرين وخصوصا في الجانب السياسي بشأن موقف البحرين في قضية الصحراء وموقف المغرب من استقلال البحرين التام وسيادتها التامة. وأكد على وجود شراكة استراتيجية بين المغرب ودول الخليج تم مناقشتها والاتفاق عليها.
وأوضح أن الدبلوماسية المغربية عملت على تقوية العلاقات مع الدول العربية والإسلامية خلال عام 2012م والتأكيد على الأهمية الاستراتيجية للبعد الاقتصادي في تعزيز التضامن العربي والإسلامي، وفي هذا الإطار فقد شكلت الزيارة الملكية إلى الدول الخليجية والأردن الحدث الأبرز هذه السنة في العلاقات المغربية العربية اعتبارا لكونها أعطت دفعة قوية للشراكة الإستراتيجية مع دول مجلس التعاون. لافتا إلى أنه على مستوى الشراكة مع مجلس التعاون الخليجي؛ فقد وافق قادة دول مجلس التعاون الخليجي على تقديم دعم مالي على شكل منح بمبلغ 5 مليار دولار لمدة خمس سنوات، يتم تمويله بالتساوي وبصفة ثنائية بين كلمن الدول الخليجية والمغرب، كما تم الاتفاق على عقد اجتماع مشترك على مستوى وزراء الخارجية سنوياً أوكل ما دعت الحاجة إلى ذلك بهدف تعميق التنسيق والتشاور، وتم إعداد خطة عمل مشتركة للتعاون بين المغرب ومجلس التعاون تتضمن المجالات الرئيسية للتعاون برسم السنوات 2012-2017م، وتم تشكيل لجنة مشتركة للتعاون بين المغرب ومجلس التعاون الخليجي من كبار المسؤولين في وزارات الخارجية من الجانبين ومن الأمانة العامة لمجلس التعاون، وتم إحداث عشر فرق متخصصة انطلاقاً من مجالات التعاون المتفق عليها في مشروع "خطة العمل المشترك".
وقد انطلق برنامج زيارة الوفد الإعلامي العربي إلى المملكة المغربية فعلياً يوم الاثنين الموافق 11 فبراير 2013م، حيث بدأ بزيارة إلى مقر مجلس المستشارين واللقاء مع رئيس المجلس السيد محمد الشيخ بيد الله، بحضور بعض رؤساء فرق الأغلبية وفرق المعارضة، كما شمل زيارة لمقر مجلس النواب واللقاء مع رئيس المجلس السيد كريم غلاب، بحضور بعض رؤساء فرق الأغلبية والمعارضة، ثم زيارة استطلاعية إلى مركب تكنوبوليس بسلا، وزيارة إلى الجامعة الدولية للرباط. بعدها تم تنظيم غداء مناقشة يقيمه السيد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، بحضور السيد لحسن حداد وزير السياحة، والسيد أمين الصبيحي وزير الثقافة بمقر النادي الرياضي البحري بالرباط، ثم لقاء السيد أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بمقر الوزارة بالرباط، ثم زيارة رئاسة الحكومة واللقاء مع السيد عبدالإله ابن كيران رئيس الحكومة، واختتم جدول أعمال اليوم الأول بعشاء مناقشة على شرف الوفد الإعلامي العربي بدار الضيافة التابعة لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون بحضور السيد محمد نبيل بنعبد الله وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، والسيد نزار بركة وزير الاقتصاد والمالية.
أما برنامج اليوم الثاني للزيارة يوم "الثلاثاء" الموافق 12 فبراير 2013م فشمل فطور مناقشة ينظمه السيد سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون بمقر الوزارة بالرباط، ثم لقاء مع السيد إدريس اليازمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بمقر المجلس بالرباط، ولقاء آخر مع السيد شكيب بنموسى رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بمقر المجلس بالرباط، بعدها تناول الغداء بحضور السيد نور الدين مفتاح رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، والسيد يونس مجاهد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، واختتم اليوم الثاني بلقاء مع السيد عبدالعزيز الرباح وزير التجهيز والنقل بمقر الوزارة بالرباط.
ويستهل برنامج اليوم الثالث "الأربعاء" الموافق 13 فبراير 2013م بلقاء مع السيد عبداللطيف المنوني والسيد عمر عزيمان مستشاري جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وذلك للحديث في موضوع التجربة المغربية في الاصلاح الدستوري الجديد، ثم لقاء مع السيد امحند العنصر وزير الداخلية، يعقبه عرض حول البرنامج الوطني للتنمية البشرية، بعدها تناول وجبة الغداء بحضور شخصيات من المجتمع المدني المغربي، ثم السفر بالطائرة إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
اليوم الرابع من برنامج الزيارة "الخميس" الموافق 14 فبراير 2013م يبدأ بلقاء السادة الولاة ومسؤولين حكوميين والاطلاع على عدد من المشاريع والبرامج التنموية بالمنطقة، ثم غداء يقيمه السيد والي المنطقة على شرف الوفد الإعلامي بحضور السيد وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة وعدد من المسؤولين المحليين ونواب المنطقة في مجلسي البرلمان.
اما يوم "الجمعة" الموافق 15 فبراير 2013م فسوف يبدأ بزيارة لبعض المشاريع التنموية والسياحية في المنطقة، ثم غداء يقيمه السيد والي المنطقة على شرف الوفد الإعلامي بحضور السيد وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة وعدد من المسؤولين المحليين ونواب المنطقة في مجلسي البرلمان. بعدها جولة سياحية، ثم العودة بالطائرة إلى مدينة الدار البيضاء والإقامة بفندق حياة ريجنسي وتناول وجبة العشاء بحضور شخصيات ثقافية.
وسيتضمن يوم "السبت" الموافق 16 فبراير 2013م زيارة إلى مسجد الحسن الثاني والاطلاع على جمالية المعمار المغربي، والتعرف على خزانة المسجد وبقية المرافق التابعة له، ثم تناول وجبة الغداء على الكورنيش، بعدها برنامج حر قبل مغادرة الوفد المملكة المغربية يوم "الأحد" الموافق 17 فبراير 2013م.
الجدير بالذكر أن مملكة البحرين والمملكة المغربية ترتبطان بعلاقات متميزة مبنية على التشاور السياسي والتنسيق المستمر والدعم المتبادل في المحافل الإقليمية والدولية، والتطابق في وجهات النظر حيال القضايا العربية والإسلامية والدولية. وتعتبر هذه العلاقات نموذجا يحتذى، نظرا لما تتسم به من تفاهم على أعلى مستوى واتصالات مستمرة وتشاور في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، وأخيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله.
وفضلا عن ذلك، فان وزارتي خارجية البلدين تتشاوران وتنسقان باستمرار في مجمل القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، من أجل دعم ومساندة بعضهما البعض في المحافل الإقليمية والدولية. وفي موضوع قضية الصحراء المغربية، تبنت مملكة البحرين وتتبنى دائما موقفا مؤيدا ومساندا للوحدة الترابية المغربية، ولا تتواني عن التعبير عن ذلك في مختلف المحافل الدولية.