كتبت - شيخة العسم:
قال مواطنون إن فرحة عيد الأضحى في “لمة” الأهل في “البيت العود” لتناول وجبة الغداء التي يكون لها طعم مغاير، معتبرين أن العيد الفرصة الوحيدة لاجتماع كافة أفراد العائلة الكبيرة خاصة في ظل ظروف أفراد العائلة وانشغالهم في أعمالهم ومدارسهم مما يجعل اجتماعهم كافة أمراً صعباً خلال الأيام العادية إلا في حالات نادرة تتعلق بالأفراح أو حالات الوفاة.
وأشاروا، في تصريحات لـ«الوطن”، إلى أن العيد هو فرحة الصغار والكبار وهي مناسبة لتجمع الأهل والجيران وزيارة القريب والبعيد، به يهنئ الناس بعضهم البعض بقدومه.
طعم مغاير لـ«لمة الأهل” بالعيد
قالت مروة عبدالله عن برنامج زيارتها في أيام العيد “في أول يوم أذهب أنا وأمي وأخوتي صباحاً إلى بيت جدتي أم أمي للمعايدة عليها فقط بعدها نتوجه جميعاً مع والدي وأخواني إلى بيت جدتي أم أبي لتناول غداء العيد ونبقى هناك حتى وقت أذان المغرب البعض ينام والبعض يخرج لمعايدة أصدقائه أما في المساء فنقوم نحن الفتيات فقط بالتسلل من لمة أعمامي وعماتي لنذهب إلى أحد المجمعات لتناول العشاء متعذرين بتناول الغداء معهم وهذا يكفي”.
وأضافت مروة “إلا أنه على الرغم من حبنا للخروج إلا أن لمة الأهل في العيد على الغداء لها طعم آخر”.
وأوضح محمد صالح (24 عاماً) ويعمل في شركة خاصة “أنا أحب أن أجتمع مع أهلي في العيد على وجبة الغداء حيث يكون له طعم مغاير فيلتئم شمل أخوتي مع أبنائهم في منزلنا ولكن ما أتمنى أن لا يحدث هو أن يتعارض وقت دوامي في يوم العيد وقت الغداء عندها لا يسعني أن أجتمع مهم”.
وتضحك منى البلوشي (23 عاماً) وتقول “العيد أعتبره وقت المفاجآت حيث إنني كل عيد أتعرف على أهل لم أعرفهم من قبل سواء من جهة أمي أو أبي إذ يأتي أشخاص لزيارة والدي لم أكن قد رأيتهم من قبل وأكتشف أنهم أهلي وهذا غير جيد فربما صادفت أحدهم خارج البيت ولم نسلم على بعضنا البعض على الرغم من أننا أهل، أحب العيد وأحب لمة العائلة فيه”.
أما فتون حسن وهي أم لخمسة أبناء فتقول “لدي أخت تسكن في الإمارات ومتزوجة هناك منذ فترة بعيدة ولم تزر البحرين منذ فترة وأنا وأبنائي لا نراها دائماً فقررت هذه السنة أن آخذ أبنائي لزيارة خالتهم حتى يتم التعارف بمناسبة عيد الأضحى كون أبنائي في إجازة وهذه فرصة للتعرف على بعضهم البعض فيكون جو أسري ونجتمع فيه مع بعضنا البعض”.
فيما قالت الجدة فاطمة المران وهي من زوار مركز دار يوكو للمسنين عن العيد وتجمع الأهل “للعيد حلاوة خاصة للصغير والكبير في السابق كنت اجمتع مع أمي وأبي في أول يوم عيد على الغداء أما اليوم وكوني الأخت الكبرى فإن تجمع العيد يكون في بيت ليس فقط أبنائي وأحفادي بل أن أخواني وأخواتي يتجمعون عندي من الصباح الباكر حتى الظهر وقت الغداء، سابقاً في عيد الفطر كانت وجبة غداء العيد سمكاً مطفياً وسمكأً مقلياً مع المحمر والأرز الأبيض حيث إن الناس في رمضان قليلاً ما يأكلون السمك ولهذا يطبخ السمك في عيد الفطر، أما عيد الأضحى فإن اللحم هو الوجبة الرئيسة ويطبخ “مجبوس لحم” وأقوم أنا بطهوه بيدي حتى الآن، وفي العصر نتبادل الأحاديث ونقدم العيادي للصغار ويأتي جيراني لزيارتي ولكن الأغلب يخصص اليوم الأول للأهل واليوم الثاني للجيران وأنا أستقبل الجيران نساء ورجال فألبس الدفة والشيلة ونفصل النساء عن الرجال فأجلس مع النساء قليلاً ومع الرجال قليلاً لكي يعايدوا علي، أما أهلي فنجتمع كلنا في المجلس نساء ورجال”.
خصوصية العيد بـ «البيت العود
وقالت الأخصائية الاجتماعية أمينة السندي “للعيد خصوصية بتجمع الأهل حيث يجتمع الصغير مع الكبير والأخ مع أخته والولد بابن عمه ويكون ذلك في “البيت العود” وهو بيت الجد والجدة حيث يجتمع فيه الأبناء والأحفاد على الغداء الجميع يأتي فيكون عيداً حقيقياً بكل ما تحمل الكلمة من معنى”.
وأضافت أمينة السندي “ما نلاحظة اليوم أن تواصل الأقارب ببعضهم البعض أصبح بين فترة طويله جداً فلا توجد علاقة إجتماعية حقيقية بينهم وعادة ما يكون من عيد إلى آخر فلا يعرف أبن الأخ ابن عمه فلابد من المحافظة عليها وأن تستمر في المناسبات وغير المناسبات”.
وأشارت إلى أنه “حتى المتخاصمين يجتمعون ويسلمون على بعضهم البعض في هذه الأيام لأنها أياماً مباركة وتحقق ما أوصانا به رسونا الكريم من صلة الرحم”، مضيفة “أنا أنصح أي شخص تشاجر أو كان بينه وبين والديه خصوصاً أو أحد آخر أي خصومة أن يبادر اليوم قبل الغد للسلام عليه ومصافحتة فنحن لا نعلم متى يحين الأجل”.
وأضافت “أنصح الناس في أيام العيد المحافظة على صحتهم وعدم الإكثار من الدهنيات والحلويات، ولنجعله عيداً سعيداً علينا وعلى من نحب بالتواصل والرحمة”.