كتب - محرر الشؤون المحلية
تفقدت البعثة البحرينية بمنى أمس الحجاج البحرينيين، للاطمئنان على أحوالهم والوقوف على احتياجاتهم عقب أداء مناسك الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة وحلول اليوم الثاني من أيام التشريق، إذ تعتبر تلك الجولة التفقدية الثانية من نوعها خلال أيام الحج.
وأشارت اللجنة الطبية بالبعثة إلى عدم وجود أية إصابات بين الحجاج البالغ عددهم 10311 حاجاً، وأن الأمور تسير على ما يرام، وكان رئيس البعثة الطبية علي البقارة أعلن أمس الأول أن العيادة استقبلت في مشعري منى وعرفات حتى أول أيام العيد حوالي 1200 مراجع، مؤكداً بأنه لا توجد بينها حالات حرجة، وقال إن بعض حالات الإرهاق البسيطة والإغماء حدثت نتيجة الازدحام الطبيعي عند محطات القطار، كما توقعت اللجنة أن تبلغ نسبة المراجعين في منى حتى إكمال مناسك الحج بالكامل حوالي من 2500 حالة.
ويقضي الحاج في مشعر منى ثلاث ليال أو اثنتين لمن أراد التعجل. والواجب على الحاج رمي الجمرات الثلاث طوال الأيام التي يقضيها في منى ويكبر الله مع كل حصاة.
وقامت أعداد قليلة برمي الجمرات قبل الزوال أي بعد الظهر بدقائق، في حين خرج الآلاف من مخيماتهم للانتظار قرب المكان المخصص قبل بدء الرمي.
ويقف الحاج بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى مستقبلاً القبلة رافعاً يديه ليدعو بما شاء ويتجنب مزاحمة الآخرين، أما جمرة العقبة الكبرى فلا يقف ولا يدعو بعدها.
وساعدت الأجواء المعتدلة الحجاج على التحرك بسهولة بينما أتاح مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز تطوير جسر الجمرات المكون من ستة طوابق، رمي الجمرات بطمأنينة دون أي عوائق.
ومن أراد التعجل في يومين وجب عليه رمي الجمرات الثلاث يوم الـ12 من شهر ذي الحجة، ثم يغادر منى قبل غروب الشمس، فإذا غربت عليه الشمس لزمه البقاء للمبيت بها ليلة الـ13 والرمي يوم الـ13.
ويبلغ طول جسر الجمرات 950 متراً وعرضه 80 متراً وصمم على أن تكون أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقاً وخمسة ملايين حاج في المستقبل.
وتوقع اللواء منصور التركي المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية أن “يشهد جسر الجمرات السبت (أمس) ارتفاعاً في رمى الجمرات في الدور الثاني بسبب توجه الحجاج الذين يقيمون بحي العزيزية عبر الأنفاق ومن المتوقع أن تكون نسبة الرجم في الدور الثاني أعلى من مثيلتها العام الماضي”.
وينتشر رجال الأمن بشكل منظم لتقسيم الحجاج إلى مجموعات وفصلهم يميناً ويساراً تجنباً للازدحام أو المضايقة.
وكان لقرار منع استخدام الدراجات النارية في المشاعر أثر بالغ في تخفيف حدة الازدحام بالنسبة للحجاج الذين خصصت مسارات للمشاة منهم وأخرى للحافلات.
وقال أحمد محمد الصوفي من القاهرة (45 عاماً) “إنها المرة الخامسة التي أحج فيها. العام الماضي كان الزحام أكثر”. وتابع حاملاً طفله على صدره “هناك احترام للحجاج ومرونة كبيرة في التنقلات”. وقالت زوجته والدموع تنهمر من عينيها “شعرت بعد رمي الجمرات أننا انتصرنا على الشيطان (...) أحسست أن الله غفر لي كل ذنوبي”.
وفي الدور الأول بجسر الجمرات، أخذت الحاجة الأفغانية عائشة (77 عاماً) قسطاً من الراحة بعد رمي الجمرات وقالت لفرانس برس “تغمرني السعادة، لا بأس إذا تعبت أو أرهقت”. وأضافت مبتسمة “منذ طفولتي، أحلم بالوقوف على جبل الرحمة بعرفات، كانت لحظات روحانية”.
وأشارت الحاجة عائشة التي جاءت من كابول إلى أن “رحلة الحج كلفتها جميع ما تملك، لقد وفرت مبلغاً مالياً منذ 15 عاماً ثم بعت ما تبقى لي من مجوهرات لكي أصل إلى هنا”.
وأضافت بينما كانت تهم بالوقوف “طالما كان الشيطان عدو الإنسان، علينا أخذ العبرة مما نشاهده الآن، مئات الآلاف من المسلمين على اختلاف أجناسهم ودولهم يتوحدون، إنه أمر عظيم”.
وأثناء سيره ما بين رمي الجمرة الصغرى والجمرة الوسطى، قال الحاج النيجيري موسى محمد (69 عاماً) “علينا الرمي تيمناً بالسنة ثم الدعاء لأنفسنا وعائلاتنا وعموم المسلمين”. وتابع بينما كان يستعد لرمي الجمرة الوسطى “أنوي الرمي اليوم وغداً والتعجل لدي أمور كثيرة لأنجزها قبل سفري”.
وبعد رمي الجمرات في آخر أيام الحج يتوجه الحاج مرة أخرى إلى مكة المكرمة للطواف حول البيت العتيق بعد أداء الحجاج مناسكهم بأركانها وواجباتها وفرائضها، ليكون طواف الوداع آخر العهد بالبيت.
وطواف الوداع آخر واجبات الحج التي ينبغي أن يؤديها الحاج قبيل سفره مباشرة، ولا يعفى منه إلا الحائض والنفساء.
وبعد الرمي يواصل الحجيج سيرهم بالاتجاه ذاته نحو مواقع بعثاتهم أو خيامهم بدون أن يشكلوا عبئاً على القادمين الجدد لرمي الجمرات.
وتعتمد السلطات السعودية تنظيماً دقيقاً لتفويج الحجاج لرمي الجمرات لاستيعاب التزاحم الشديد وتواجد الحجاج في وقت واحد بالمكان ذاته، حيث يفوج حجاج كل دولة وفقاً لجدول وتوقيت محددين مسبقاً.
وأوضحت مصلحة الإحصاءات أن “عدد حجاج الداخل بلغ أكثر من مليون، فيما بلغ عدد حجاج الخارج 1,75 مليون مؤكدة أن “الغالبية العظمى من حجاج الداخل هم من المقيمين غير السعوديين”.