طهران، بروكسل - (وكالات): رفضت إيران السماح لوفد برلماني أوروبي كان من المنتظر وصوله اليوم إلى طهران من لقاء المخرج السينمائي جعفر باناهي والمحامية نسرين ستوده المعتقلين لأسباب سياسية، كما ذكرت وسائل إعلام إيرانية، فيما أعلن الوفد الأوروبي إلغاء الزيارة في وقت لاحق.
من جانبه، قال رئيس اللجنة البرلمانية المكلفة بالعلاقات مع البرلمان الأوروبي النائب كاظم جلالي إن الشروط التي وضعها النواب الأوروبيون لزيارة إيران بـ «اللاعقلانية»
من جهته، قال مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية حسين شيخ الإسلام إن «إيران رفضت شرطاً وضعه الوفد البرلماني للاتحاد الأوروبي الذي يريد لقاء سجينين»، كما نقلت وكالة الأنباء الطلابية. وأضاف «إذا كان الوفد موافقاً على القدوم إلى إيران على الرغم من ذلك وفق البرنامج المعد مبدئياً، فليس هناك أي اعتراض على الزيارة. لكن لا يمكننا قبول هذا الشرط المسبق». ولم يذكر شيخ الإسلام اسم السجينين لكنه قال لوكالة الأنباء مهر إن «الوفد الأوروبي يريد لقاء سجينين سياسيين لتسليمهما جائزتهما»، في تلميح مباشر إلى جعفر باناهي ونسرين ستوده. ومنح البرلمان الأوروبي جائزة ساخاروف التي توازي جائزة نوبل للسلام على المستوى الأوروبي، إلى باناهي وستوده اللذين صدرت بحقهما أحكام قاسية بالسجن في إيران.
وأعلن رئيس البرلمان مارتن شولتز أمام النواب في ستراسبورغ أن قرار رؤساء الكتل السياسية في البرلمان منح هذه الجائزة للمعارضين الإيرانيين يجب أن يترجم على أنه «رفض واضح جداً للنظام الإيراني الذي لا يحترم أياً من الحريات الأساسية».
وأضاف النائب الاشتراكي الديمقراطي الألماني «أردنا عبر ذلك التعبير عن إعجابنا بامرأة ورجل قاوما الترهيب الذي يتعرض له الإيرانيون» مؤكداً أنهما «وضعا مصير البلاد فوق أمنهما الشخصي». وفي وقت لاحق، أعلن مصدر في البرلمان الإيراني أن النواب الأوروبيين قرروا إلغاء الزيارة بسبب رفض السلطات الإيرانية السماح لهم بلقاء المعارضين جعفر باناهي ونسرين ستوده. وقال المصدر في بروكسل إن «النواب الخمسة كانوا على وشك الإقلاع إلى طهران حين تلقت رئيسة الوفد تارجا كرونبرغ اتصالاً هاتفياً من السفير الإيراني لدى الاتحاد الأوروبي يبلغها فيه أنه لن يسمح لهم بلقاء الفائزين بجائزة ساخاروف».
وكان رئيس البرلمان مارتن شولز قد قال إن الوفد سيسعى إلى لقاء الحائزين على جائزة سخاروف، لكن إن منع من ذلك «فسيعود على الفور».
وكان من المقرر أن يتوجه النواب الخمسة وهم من اليسار ومن أنصار البيئة في 27 أكتوبر إلى 2 نوفمبر المقبل إلى طهران في زيارة رسمية تنظم في إطار المبادلات مع البرلمان الإيراني. وقال النائب كاظم جلالي «للأسف إن البرلمان الأوروبي بوضعه مطالب غير عقلانية وغريبة إنما وضع عوائق أمام تنفيذ هذه الزيارة».