كتب - حذيفة يوسف:
أنهى المتعجلون من حجاج بيت الله الحرام البحرينيين مناسكهم أمس بعد رميهم للجمرات وإنهاء طواف الإفاضة، ليستعدوا بعدها للعودة إلى المملكة، ليستمر البعض حتى مساء اليوم أو الغد في إنهاء مناسكهم.
وقال الأمين العام لبعثة البحرين للحج عبدالناصر عبدالله إن الحملات بدأت بمغادرة المشاعر المقدسة صباح اليوم متجهة إلى أرض الوطن أو إلى المدينة المنورة وفق جدول زمني معد مسبقاً لجميع الحملات.
من جانبه، أعلن رئيس البعثة الطبية للحج د.علي البقارة عن إغلاق عيادة البعثة في منى بعد استقبالها 2231 حاجاً، مشيراً إلى أن العيادة بمقر البعثة في حي النسيم بمكة المكرمة ستستمر في استقبال المرضى حتى مساء اليوم.
فيما أعلن أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز عن نجاح موسم الحج لعام 1433، مشيداً بالجهود المبذولة لراحة ضيوف الرحمن.
منسق من البعثة في الجسر
وأضاف عبدالله في تصريح خاص لـ «الوطن» أن للبعثة البحرينية منسقاً في جسر الملك فهد وذلك لتسهيل عودة الحجاج، حيث تتصل الحملات به لتعلن اقترابها من الجسر وذلك للاستعداد لاستقبال الحافلات العائدة إلى البحرين.
وأشار إلى أن الحملات ستنطلق من مكة وفق جدول زمني بالأوقات والأيام لمنع الاكتظاظ، مستدركاً أن الطريق البري لا يمكن التنبؤ بما يحصل عليه، وهو الأمر الذي قد يجعل بعض الحافلات تصل قبل أو بعد الموعد المحدد لها.
وبين أن التأخير في العودة بسيط ويكون عادة في التسيير الجمركي، حيث يجب التأكد من الأغراض التي بحوزة الحجاج هل مسموح الدخول لها أم لا، وهو ما يستدعي إنزال المتاع في معظم الأحيان لتفتيشه من قبل النقاط الحدودية.
وأكد الأمين العام للبعثة البحرينية للحج أن العام الماضي شهد التزام معظم أصحاب الحملات في تعاون جيد أثمر عنه سرعة في إنهاء الإجراءات على جسر الملك فهد، حيث كان معدل التأخر ساعة واحدة فقط.
وحول المسافرون جواً قال إن هناك تنسيقاً رسمياً لتسهيل عملية وصول الحافلات إلى المطار في جدة لضمان عدم وجود اختناقات مرورية أو أي تأخير في المطار، بالإضافة إلى تنسيق مواعيد عودة الرحلات إلى الديار.
أما عن طواف الوداع، أوضح عبدالله أن مسؤولية إنهاء الحجاج للمناسك من مسؤولية الحملة حيث لا تتدخل بعثة الحج فيها، مشيراً إلى أن غالبية الحملات تفضل الطواف في الطابق الأرضي أو الأول بعيداً عن الزحام والاكتظاظ.
وأكد أن لا إشكاليات تذكر بالحج بشكل عام عدا النفر من عرفة إلى مزدلفة نتيجة للزحام الشديد والتي حلت في وقتها، مشدداً على أن منشأة الجمرات أدت الغرض المطلوب في منع الاختناقات التي كانت تحدث مسبقاً أثناء رمي الجمرات، حيث لا يوجد المزيد منها.
وأشار إلى أن تقريراً سيخرج من بعثة الحج حول الحملات وذلك بعد زيارة اللجنة المعنية لمقرات الحملات والحديث مع الحجاج حول مشاكلهم وما واجهوه، مؤكداً مرور موسم الحج هذا العام بنجاح وسلام.
زيادة في الأعداد
إلى ذلك قال د.علي البقارة إن البعثة الطبية لمملكة البحرين استقبلت حتى الآن 3855 حاجاً بزيادة 1000 حاج عن العام الماضي، مشيراً إلى أن نصيب منى وحدها كان 2231 حاجاً، وفي عرفات 146، و250 مريضاً في محطات القطار، مبيناً وجود زيادة مضاعفة في أعداد الوافدين إلى العيادة عن الأعوام الماضية.
وأوضح لـ»الوطن» أنه تم عصر يوم أمس إغلاق عيادة منى وانتقال كامل البعثة الطبية إلى مقرها في حي النسيم بمكة المكرمة، وذلك كون معظم الحجاج البحرينيين من المتعجلين، مشيراً إلى أن مقر العيادة سيغلق في الـ 10 من مساء اليوم تمهيداً للعودة إلى المملكة.
وحول الأمراض التي استقبلتها العيادة، قال البقارة إن الحالات التي استقبلتها في منى كانت في المجمل إصابات في القدمين وجروح بسيطة أو الآلام في المفاصل أو الظهر، بالإضافة إلى الأنفلونزا العادية.
وأشار إلى وجود زيادة في حالات الإعياء التي استقبلتها البعثة، مرجعاً ذلك إلى الانتظار أحياناً في قطار المشاعر وإلى حرارة الجو هذا العام، مؤكداً أن لا وجود لأي حالة استدعت تحويلها إلى الطوارئ أو المستشفيات.
وأكد أن مهمة البعثة الأساسية في المشاعر المقدسة وليس من مسؤوليتها الحالات في الحرم المكي الشريف سواء في أثناء طواف الإفاضة أو الوداع، مشيراً إلى وجود جهات أخرى مهمتها الحجاج داخل الحرم.
نجاح موسم الحج
من جانبه، أعلن أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز عن نجاح موسم الحج لعام 1433 هجرية، مثنياً على الجهود التي بذلها الأعضاء والمؤسسات والهيئات المشاركة في خدمة الحجيج.
وهنأ في مؤتمر صحفي نقلته وكالة الأنباء السعودية «واس» حجاج بيت الله الحرام الذين توافدوا من كل أنحاء العالم ليؤدوا هذه الفريضة على سلامتهم، وعلى ما قدم لهم من خدمات من قبل المملكة العربية السعودية التي نذرت نفسها لخدمة ضيوف الرحمن، وعلى اهتمام قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، الذين وفروا جميع السبل وأسباب الراحة والخدمات لحجاج بيت الله الحرام في هذه الأيام المباركة.
وأعلن عن وجود ما بين 1.3 – 1.4 مليون حاج غير نظامي شاركوا الحجاج النظاميين الخدمات التي ليس لهم حق فيها، مرجعاً الزيادة في أعدادهم إلى «عدم وضوح العقوبة»، مبيناً أن معظمهم من حجاج الداخل.
وقال خلال المؤتمر إن هناك ما يزيد عن 120 ألف رجل أمن في القطاعات الأمنية في خدمة ضيوف الرحمن، إضافة إلى 10.000 آلية و 25 طائرة عمودية للدفاع المدني، و20 طائرة عمودية للأمن العام، يعمل بها 360 طياراً وفنياً، و 30 ألف كاميرا للمراقبة و100 دورية أمنية متجولة، و 200 مركز أمني.
وعبر سموه عن شكره لجنة الحج العليا برئاسة وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز على كل الجهود التي بذلها الأعضاء والمؤسسات والهيئات المشاركة في خدمة الحجيج.
وأضاف أن أمانة العاصمة المقدسة وفرت خلال حج هذا العام 12 ألف عامل نظافة في مكة المكرمة، والمشاعر المقدسة، وضخت 3600 مليون متر مكعب من المياه، وتم توفير طاقة كهربائية في مكة المكرمة، والمشاعر المقدسة، والحرم المكي دون أي قصور أو انقطاع لأحمال تصل إلى 3300 ميقا وات بزيادة 30 في المائة عن العام الماضي.
وأوضح أن حجاج بيت الله الحرام حصلوا على خدمات صحية ذات جودة عالية من خلال 3500 سرير في 8 مستشفيات في مكة المكرمة و7 في المشاعر المقدسة، و150 مركزاً صحياً، وتم إجراء أكثر من 2500 عملية متنوعة بينها 400 عملية قلب وقسطرة، و8 حالات ولادة، فيما راجع المراكز الصحية نحو 200 ألف حاج.
وأشار إلى أن البعض لم يستطع تأدية مناسك الحج بمفرده مما استدعى توفير سيارة إسعاف مجهزة بكامل التجهيزات لغرف العناية المركزة، ومكنتهم من الوقوف بعرفة وأداء الفريضة وإكمال حجه، مبيناً أن تلك الخدمة «مجانية».
وحول التسوير، قال الأمير خالد الفيصل إن المقصود بها هو «التحكم في مداخل المشاعر المقدسة» ولمواجهة الافتراش والحج بدون تصريح، مبيناً أن «إذا استطعنا أن نتحكم في مداخل منى وعرفات سوف تقل فرصة الحجاج غير النظاميين».
وقال: «الرسالة العظيمة التي توجه للعالم من هذه البقعة المباركة للأسف الشديد تهمش، ولا ينقل من هنا إلا السلبيات مثل أن هناك تزاحماً ونفايات لم تجمع لكن الإعلام العالمي أجمع لا يركز على رسالة الحج».
وحول مسيرات للحجاج السوريين في منطقة الجمرات، أوضح الفيصل «لم نسمع بمسيرات من هذا النوع».
الحجاج يغادرون مكة
ورمى مئات الآلاف من الحجاج المتعجلين الجمرات يوم الأحد قبل غروب الشمس للخروج من مشعر منى نحو المسجد الحرام وأداء طواف الوداع قبل المغادرة وذلك بدون أي حوادث، وسط انتشار الآلاف من رجال الأمن لمراقبة الحشود المتدفقة بمساندة الكاميرات المنتشرة في جسر الجمرات.
وتساعد الكاميرات الأمنية في جسر الجمرات مركز القيادة في توجيه رجال الأمن لتفكيك التجمعات البشرية الكبيرة وإعادة التوازن في الأعداد المتجهة نحو الحرم المكي.
وتعتمد خطط مراكز -كما نقلت وكالة «أي اف بي»- القيادة المركزية في عملية خروج الحجاج من منى إلى الحرم على تحويل الحجاج حال امتلاء الطواف إلى الدور الأرضي والأروقة أو حتى إلى الأدوار الأخرى والسطح في حال وجود كثافة.
ونقل مراسل فرانس برس أن هناك عشرات آلاف من المفترشين في المشاعر رغم المناشدات التي يطلقها المسؤولون للامتناع عن ذلك نظراً لما قد يسببه الافتراش من مخاطر التدافع والدهس.
ورغم حرارة الشمس والزحام الشديد، إلا أن 80% من الحجاج، وفقاً لمسؤولي الحملات قرروا التعجل ورمي الجمرات ثم التوجه إلى المسجد الحرام لطواف الوداع.
وينتشر أفراد الشرطة والمرور على طول الطرقات التي سيتجه من خلالها الحجاج إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع وإكمال نسكهم، ويتواجد 168 ألفاً من قوى الأمن والدفاع المدني وجميع الأجهزة الأخرى لضمان أمن وسلامة الحجاج.
وكانت مصلحة الإحصاءات العامة قد أعلنت السبت أن عدد الحجاج بلغ أكثر من ثلاثة ملايين بينهم 1,75 مليون من الخارج.
بدورها، تواصل المروحيات طلعاتها في فضاء مشعر منى منذ ساعات الصباح الأولى لدعم جهود قوات الدفاع المدني والجهات الحكومية المعنية بخدمة الحجيج ومواجهة حالات الإخلاء الطبي للمرضى والمصابين.
كما تقوم بمتابعة حركة الحجيج أثناء توجههم إلى المسجد الحرام من خلال تجهيزها بأحدث أنظمة الرؤية الليلية والكاميرات الحرارية التي تتيح تقديم معلومات دقيقة وتوجيه الوحدات الميدانية في حالات الطوارئ عبر إرشادها إلى أفضل الطرق.
ورفعت السلطات الأمنية درجة جهوزيتها حول مداخل ومخارج جسر الجمرات تحوطاً لمنع أي تصادم بين الحجاج نتيجة التزاحم المتوقع والناجم عن رغبة الكثيرين في إتمام عملية الرمي ومغادرة منى قبل غروب الشمس.
بدورها أكدت المديرية العامة للدفاع المدني جاهزية قواتها لمواجهة جميع المخاطر المرتبطة بتحرك أعداد كبيرة الحجاج المتعجلين من مخيماتهم بمشعر منى إلى منشأة الجمرات ومنها إلى المسجد الحرام ووجود خطط بديلة للتعامل مع أي أحداث طارئة.
إلى ذلك، كشفت دراسة حديثة أن «متوسط إنفاق حجاج الخارج العام الماضي على شراء الهدايا كان بمعدل 1014 ريالاً (270 دولاراً) من أصل 21 ألفاً و600 ريال (5770 دولاراً) إجمالي ما ينفقونه، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وبلغت درجة حرارة الطقس 36 في مكة المكرمة و33 في المدينة المنورة، أما في المشاعر المقدسة في مزدلفة ومنى فكانت 35، وذلك في ظل وجود رياح سرعتها 7 كيلومترات في الساعة.